الأردنيون .. بين فكي الفساد والبلطجة/ عيدة المطلق قناة


شباب وشيوخ .. نساء ورجال من رحم هذه الجغرافيا الرائعة - بكل ما تكتنزه من فسيفساء اجتماعية جميلة - اجتمعوا من أجل وطن حر سيد آمن.. يهتفون للحرية والكرامة - هبة الله لبني آدم - ويحلمون بالعيش الكريم لأجيال قادمة في ظل دولة المواطنة والحق والعدل والقانون .. والأمن والأمان – بكل ما تعنيه الكلمات - ..

مواطنون من مختلف التيارات والألوان السياسية .. تنادوا تحت راية [إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت .. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ] .. مواطنون بشكل الأردن وألوانه .. لم يدر بخلد أحدهم أن هذه الأحلام البسيطة تشكل جريمة موصوفة - في قانون الغاب الذي يريد البعض منا فرضه علينا .. جريمة تستدعي حشد جيش من البلاطجة وأصحاب السوابق ..
جاءوا بحماية بادية لكل من ألقى السمع وهو شهيد .. فاحتشد المشهد بغرائب الأمور.. لتكون انطلاقة ساعة الصفر للعدوان على "الملتقى الوطني الإصلاحي في سلحوب" بقطع الكهرباء .. و"شتم الذات الإلهية" والأديان السماوية – وبالمناسبة فإن هذه الشتائم غير مشمولة بإطالة اللسان – ثم استتبعها وابل من الحجارة من جميع الاتجاهات طالت العديد من الناس.. وحين لم يشف الحجر غليل هؤلاء لعلع الرصاص في المكان.. فسادت الفوضى العارمة واشتعل المكان بعنف غريب على ثقافة هذا المجتمع .. وسالت دماء الأردنيين .. وأوذوا في أبدانهم وممتلكاتهم وكراماتهم .. !!

وبعد انتهاء المعركة وانصراف الناس وتهشيم كل السيارات التي تواجدت في المكان يحضر رجال الأمن ليفرضوا طوقا أمنيا لحماية خيمة تذروها الرياح .. !!

وحين يشار إلى مسؤولية قوى الأمن يسارع أحد كبار المسئولين الأمنيين إلى القول "الأمن العام كان متواجدا لكن لا يمكن لنا أن نتدخل بين العشائر.. هو خلاف داخلي ضمن العشيرة الواحدة وكنا سنعرض أنفسنا للخطر.".. يا سلام !!!!

فهل يريدون لنا "أن نفهم" بأن قتل الأردنيين المتواجدين في "مهرجانات العشائر" – كما أطلقوا عليها - أمر مشروع ومباح ؟؟؟
• أم يريدونه إيذاناً بهدر دماء الأردنيين لتطاولهم على مؤسسة الفساد .. ورفض سياسة المزرعة والمحاسيب واللصوص؟؟
• أم أنهم يسعون لقهر الناس وتخويفهم وتحويلهم إلى مجاميع من المرعوبين.. بالتلويح بممارسات مستلهمة من النماذج البائسة المتنقلة من ليبيا إلى سوريا فاليمن؟؟ وإلا ما هو تفسير هذا الظهور المكثف للبلطجية في المسيرات والمهرجانات؟
• وكيف ترتضي أي سلطة حكومية أو أمنية لنفسها بالتواري خلف نفر من البلاطجة؟؟ وكيف تقبل أي سلطة تحترم ولايتها اعتماد البلطجة وسياسة الترويع والإرهاب مع مواطنيها وإحراق كل السفن معهم ؟؟
• ومن المستفيد من كل هذا العبث والتخريب؟؟
• وهل يظنون بأن هذه الممارسات كفيلة بإجهاض هذا الحراك الإصلاحي السلمي ؟؟

إن التفسيرات الركيكة التي يقدمها المسئولون لكل هذا العنف والممارسات المرفوضة وغير الأخلاقية، ودفاعهم الهزيل عن هذا النفر- من سيئي الخلق - إنما هو لعب بالنار .. فضلاً عما يعكسه من سوء في الأداء يشوه لا صورة الأردن فحسب بل يطعن في مهنية وحرفية الأجهزة التي يتولون قيادتها !!

إن ما يجري في الأردن خطير جدا ولعبٌ بالنار .. فما نشهده لا يعدو "لعبة قذرة" بوسائل غير نظيفة، وغير حضارية .. وكلها - للأسف - تستهدف العبث بالنسيج الاجتماعي .. وإشاعة الفوضى والفتن .. واغتيال الشخصية للأفراد والهيئات.. !!

لقد مل الأردنيون كل هذا العبث .. ويرفضون سياسة التسويف وإضاعة الوقت وخلط الأوراق .. وافتعال الأزمات .. ولكنهم مصممون - بالرغم من كل ما أصابهم من حيف وأذى – على الاستمساك بحبال الرشد والصبر الجميل .. وسيبقى الشعب الأردني عصياً على الاستفزاز .. لن ينجر إلى العنف والاحتراب .. و لن يسمح للفتنة بالتسرب من فزاعات الإقليمية و العشائرية والمناطقية .. !!
الأردنيون ماضون بكل ما هم عليه من حكمة وحضارية .. في استنقاذ مشروعهم الإصلاحي السلمي حتى إنجازه .. !!

وعليه فإن "الحكومة القادمة" مطالبة - بحكم ولايتها الدستورية – بأن تكون حكومة إنقاذ وطني.. لتعيد للوطن صورته البهية .. وأن تتشكل من أشخاص لم تتلوث ذممهم بالفساد .. أشخاص يؤمنون بالإصلاح والديمقراطية ..

الحكومة القادمة مطالبة أيضاً بالقيام بواجبها في إنقاذ الوطن من كل ما لحق به من أذى العابثين .. وإنهاء "نهج التفرد والإقصاء واحتكار السلطة والنفوذ" وإلى غير رجعة .. وأن تسحب كل صواعق التفجير التي زرعتها ثقافة البلطجة التي أنهكت الوطن والمواطن .. وأسقطت هيبة الدولة .. قال تعالى [ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ]

الأردنيون يعشقون الأردن .. كما يعشقون الكرامة والحرية .. ويريدون دولة عادلة نزيهة يباهون بها دول الأرض كلها.. !!


CONVERSATION

0 comments: