الارهاب والهجرة في زمن الكوليرا/ الدكتور رافد علاء الخزاعي

 ان التحديات التي يعيشها  العراق الان من سؤ الحكم الرشيد والديمقراطية العرجاء مع تهتك البنى التحتية  نتيجة الحروب الموامرات  خلال 1991 ولحد الان جعل من ارض العراق منبع خصب للاوبئة والكوارث الصحية نتيجه التقصير في تقديم الخدمات الافضل رغم الوفرة المالية  وهذا يعزو دوما الى الفساد المستشري في المشاريع المنفذه 
كانت الكوليرا والجدري والطاعون يتناوبون على قتل العراقيين مع  قوات الاحتلالين العثماني والفارسي وكانت الكوليرا دوما تهاجم المحتلين قبل الناس  وهكذا بقى العراق تحت طائلة الوباء في القرنين المنصرمين  وقد وثقها الدكتور علي الوردي في موسوعته لدراسة طبيعة المجتمع العراقي واخر الاوبئة الشديدة كانت سنة 1965 وسنه 1972 وسنة  1991 وبعدها قل تسجيل الاصابات بهذا الوباء ولكنه عاود مع قدوم العمال البنغال والهنود وكثرة المسافرين العراقيين للهند لاغراض العلاج وكان الوباء يبداء دوما من البصرة وكربلاء والنجف  مع الهنود والايرانين القادمين للزيارة  والتجارة ولكن هنالك حالات سجلت في وباء 2009 في محافظة السليمانية  وذلك نتيجة وجود المطار فيها وقدوم العمال الهنود والبنغال  وهم من الحاملين للمرض لان الكوليرا متوطنة في بلادنهم  في شبه القارة الهندية، مع وجود نهر الغانج بمثابة خزان ملوث. وقد انتشر المرض من خلال طرق التجارة (البر والبحر)  وقد حدد روبرت كوخ، ضمة الكوليرا تحت المجهر بأنها العصية المسببة للمرض في عام 1885.وهكذا عندما يعرف المسبب للمرض يمكن ذلك العلماء ايجاد سبل العلاج والوقاية   وقام عالم البكتيريا الروسي المولد فالديمار هافكاين بتطوير أول لقاح للكوليرا حوالي عام 1900. وبعدها وقد تم فصل الجرثوم قبل ثلاثين عاما (1855) من قبل عالم التشريح الإيطالي فيليبو باتشيني، ولكن لم تكن طبيعته ونتائجه معروفة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم وهكذا ساهم اللقاح في انقاذ ملايين البشر من هذا الوباء وهو يفضل ان ياخذه كل المسافرين للقارة الهندية ودول امريكا اللاتنية .
الكوليرا هي  من الأمراض المعوية المعدية التي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان (السم المنتج من الضمة المعوية)المعوي. وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين. ولقد كان يُفترض لفترة طويلة أن الإنسان هو المستودع الرئيسي للكوليرا، ولكن تواجدت أدلة كثيرة على أن البيئات المائية يمكن أن تعمل كمستودعات للبكتيريا.
ضمة الكوليرا هو جرثوم سلبي الجرام ينتج ذيفان الكوليرا، وهو ذيفان معوي، يعمل على تبطين الأغشية المخاطية ل الأمعاء الدقيقة، وهذه العملية هي المسؤولة عن هذا السمة الأكثر بروزا للمرض، الإسهال المستنزف والذي يجعل المريض يفقد ثمانية  لتر من السوائل خلال فترة قصيرة عن طريق الاسهال والتقيؤ  ومع فقدان السوائل يفقد المريض الكثير من الشوارد والاملاح. وفي أشكاله الأكثر حدة، الكوليرا هي واحدة من أسرع الأمراض القاتلة المعروفة، وقد ينخفض ضغط الدم في الشخص السليم إلى مستويات انخفاض الضغط في غضون ساعة من بداية ظهور أعراض المرض؛ وقد يموت المرضى المصابين في غضون ثلاث ساعات إذا لم يتم تقديم العلاج الطبي. وهو تعويض السوائل الوريدية وبدء الارواء الفموي مع اخذ علاج مضاد حيوي من التتراسايكلين او السبروفلوكسيسين او النورفلوكسيسين  وهو  السيناريو الشائع، يتطور المرض من البراز السائل أولا إلى صدمة في غضون من 4 إلى 12 ساعة، ملحقا بالوفاة في غضون من 18 ساعة إلى عدة أيام، ما لم يُقدم العلاج الإماهي عن طريق الفم (أو في الوريد، في الحالات الأكثر خطورة) ان اكثر السوائل المفيدة للمريض هو ماء الرز (الفوح) ونقوع الطرشانه (المشمش المجفف) والشاي المخفف الحلى بالسكر واللبن الحامض والرقي والبطيخ وعصير الطماطة والبطاطا المسلوقة والموز او حساء قشرة الموز لاحتوائها على مادة البكتين.
 والاهم من ذلك هو التثقيف على تعقيم المياه في المنزل في حالة صعوبه توفيرها وخصوصا في معسكرات الايواء للنازحين والمدارس وتامين الغذاء المامون والنظافة الشخصية من خلال غسل اليدين وتوفير المرافق الصحية وزيادة المناطق المخدومة بالماء الصافي النقي الخالي من الامراض والمطابق للمعايير الدولية مع الاهتمام بالتعامل الامثل مع مياه المجاري والامطار من خلال تنقيتها قبل اعادتها للانهر وهكذا هي الكوليرا الذي كتب عنها  ماركيز روايته الحب في زمن الكوليرا من خلال وضع الراية الصفراء على سفينته  وهي تبحر مع محبوبته ليخقق كبته الشبابي في شيخوخته المراهقة وهكذا جعلت الكوليرا تشايكوفسكي يكتب الرثاء الموجود في السيمفونية الأخيرة لتشايكوفسكي (1840-1893) جعل الناس يعتقدوا أن لتشايكوفسكي كان لديه احساس بالموت. وقد لاحظ أحد المراقبين أنه بعد أسبوع من العرض الأول للسيمفونية السادسة مات تشايكوفسكي - 6 تشرين الثاني/نوفمبر 1893. وكان يشتبه أن سبب هذه الوعكة وألم المعدة أنه تعمد اصابة نفسه بوباء الكوليرا عن طريق مياه الشرب الملوثة وانها قتلت حتى الملوك منهم محمد علي ميرزا، شاه بلاد فارس
الدوق الكبير قسطنطين باولوبج من روسيا
جيمس بولك، الرئيس الحادي عشر للولايات المتحدة .
ان العراقيين الذين توفى بوباء الكوليرا في منطقة موبؤة بوباء اخر هو الارهاب وداعش الذي دمر مع الفساد المستشري واللامباله محطات تصفيات المياه مع كثرة المهجرين في قضاء ابو غريب وفيضان العام الماضي تستدعي اتخاذ خطوات عملية في عدم استشراء الوباء لمناطق اخرى من خلال الفحص الوبائي الاستقصائي لمعرفة حاملين المرض ومن خلال اللقاحات والعلاج الوقائي اليومي للعوائل المختطرة واقرباء المصابين انه العراق في زمن الكوليرا يحمل الرايه الصفراء نحو التغيير والاصلاح


CONVERSATION

0 comments: