الدرس الانجليزي/ عبدالقادر رالة

   كان الدرس يتمحور حول صيغ التفضيل... أفضل من...الأفضل... احسن.. اكبر... الأهم...

   وكالعادة بعد أن يشرح لنا الاستاذ الدرس، ويكتب القواعد النحوية على السبورة... يطلب منا أن نكتب أمثلة على كراريس المحاولات، ليختار منها ثلاثة ،  تكتب على السبورة ثم ينقلها التلاميذ فيما بعد على كراسات الدروس...

   وكان مثالي من بين الأمثلة المختارة فنهضت وكتبته على السبورة...مكة هي أقدس مكان في العالم... ولما أنهيت الحرف الأخير من العالم....

   ابتسم الاستاذ ثم قال: أضف بالنسبة للمسلمين.... وأردت أن أحتج غير مقتنع وقد قرأ الاستاذ ذلك على تعابير وجهي ...فأضاف :ـ ليس كل الناس يعتقدون ما تعتقد، وليس كل الناس في العالم يرون ما ترى !   الفاتيكان بالنسبة للمسيحيين، والغانج بالنسبة للهندوس، والتبت بالنسبة للبوذيين... وموسكو بالنسبة للملحدين ! فما كان على سوى أن أضفت عبارة بالنسبة للمسلمين، غير مقتنع بها، وإن اقتنع بها زملائي في القسم !

  وبعد مرور السنين أدركت مغزى كلام استاذي ، فهو مسلم مثلي ويؤمن أن مكة هي أقدس وأطهر مكان في العالم ، لكنه كان يهدف الى تعليمنا كيف نحترم الأخر، حتى ولو في مثال لغوي بسيط،  فكل انسان في العالم غيرنا له مقدساته وثقافته ومثله العليا ، وكل انسان يعتقد أن ما يؤمن به هو الافضل ،وان ثقافته هي الاحسن...وان لم نفلح في اقناء بعضنا  البعض فالأفضل ان يكون الاحترام والتسامح بدل التعصب والالغاء والاحتقار...فالأرض تسع الجميع... والله خلق الجميع وقدر لكل واحد ما يعتقد وما يتكلم ...

الجزائر

CONVERSATION

0 comments: