هل هذه المقولة ستصبح مثلا تتداوله الأجيال القادمة لتحكي مأساة امة ضيعت فكرها المتألق وترجمة دينها بلهجة الشيطان وكفرت الانسان وجعلته مشروع للموت الجماعي للهروب من مشاكلها الأزلية الجهل والفقر والمرض لتولد أجيال جدد أميون ثقافيا ودينيا يتقاذفهم دعاة الشر والفتن ليقضوا أيامهم المملة وهم يبحثون عن الوظائف وسبل العمل في زمن البطالة والنفاق ليشعروا بخيبة الأمل ويبحثون عن الجنة موتا وجهادا عسى إن يرتاحوا في أحضان الحور العين ويرتوون من خمر الجنة الذي لا ينفذ أبدا و الغير مغشوش والذي ينافس عرق بعشيقة وزحلة الذي يقتل من يبيعه في الأرض حتى يذهب إلى الجنة ليعلموا صناعة الخمر على أصوله وحتى بائعي اللبلبي والمازة المقتولين
سوف يشاهدون هنالك أنواع ألمازات والفاكهة التي هي مباحة لرواد الجنة بدون مقابل ولا خوف عليهم من ظهور مليشيات تقتل من يقرب نهر الخمر المجاني الممزوج بدماء الضحايا من العمليات الإرهابية التي عجزت عن مكافحتها الحكومة العراقية بكل إمكانياتها المادية من جيش وشرطة اتحادية وبيش مركة وأجهزة استخبارية متعددة يفوق عددها العشرة استخبارات الجيش والداخلية والشرطة الاتحادية والشؤون ومكافحة الإرهاب الداخلية والوطني والأمن الوطني وسوات والمخابرات والصحوات وكثرة الاختراقات بالاربعائيات الدامية والجمع القاتلة والاسبات الحزينة والآحاد المسكينة وغيرها من المسميات التي تذكر عوائل الضحايا بمناسبة قتل أبنائهم وتحويلهم أشلاء ضمن سيمفونية العزف الجنائزي المسمى بالإرهاب القاعدي ,
والمواطن يتعرض إلى إرهاب حكومي عبر أجهزة كشف المتفجرات المغشوشة وقطع الطرق والإجازات الإجبارية في المنازل إمام شاشات التلفاز التي تبث الفرقة وتوجج الصراع الطائفي عبر صراع متناغم مع العمليات الإرهابية وادعاء الأجهزة الأمنية بالقبض على المنفذين ولكنهم يفشلون دوما في الوصول إلى الخطوط الأولى والقيادات الراسية للتنظيمات الإرهابية بسبب القضاء المحابي والفشل في التنسيق والتعشيق لإيجاد قاعدة لبيانات المتورطين في هذه العمليات الإرهابية والإعلام الغير مسيطر عليه والمحرض على الفتنة والقتل وفشل المرور في إيجاد طريقة لتسجيل السيارات باسم الحائزين لدوافع شتى تشوبها النظرة القاصرة للعملية والتخطيط الأمني إن الفشل الأمني ولاستخباري والعملياتي وضع ضغطا للمطالبة بإيجاد طرق أخرى لكشف المفخخات والمنظمات الإرهابية وتوجيه ضربات استباقية وسط هذا الفشل الأمني نمت الموسسة العسكرية في ترهل قياداتها في إيجاد قيادات عمليات كثيرة همها الأول إيجاد مراكز للترقية والحصول على المكاسب المادية وليس امن المواطن أو المناطق وهي تشكل ضغطا على الموارد القتالية للوحدات الساندة , وفشل المثقفين وعقلاء القوم من إيجاد أرضية مشتركة لتجفيف منابع الإرهاب وتضيق نقاط الاختلاف عبر خطاب تسامحي مشترك يعتمد على المؤاخاة والمواطنة المشتركة والمصير المشترك, وسط خضم هذا ولدت فكرة الاستعانة بالكلاب المدربة والمتخصصة بالكشف عن المتفجرات وللقضاء على الإرهاب كوسيلة ناجعة بعد فشل الحلول الأمنية المتاحة وهي الرجوع للطبيعة والقرية في الاستعانة بالحيوانات للحماية من الشر المستشري وإنها عملية سليمة في إيجاد حلول لتقليل فرصة تحرك المجاميع الإرهابية وتضيق الخناق على تحركاتهم ولكنها ليس العلاج الناجع للمسالة العراقية برمتها. إن الاستعانة بالكلاب على المستوى الوطني وجعل شعار يحمله الكلب الوفي (العراق في رقبتي واللي يهدد أمنه لا يسلم من عضتي ) كما إن هذه العملية ستجعل العراق في مصاف الدول الراعية لحقوق الحيوان بعد مذلتها لكرامة الانسان المهان أصلا في سبيل الحصول على حقوقه المشروعة التي كفلها الدستور وكما يقول أبو المثل مصائب قوم عند قوم فوائد وأخيرا سيحصل الأطباء البيطريين في العراق على فرص عمل جديدة بعد إن قررت الحكومة العراقية الاستعانة بالكلاب البوليسية في نقاط التفتيش ولو عرفنا إن نقطة التفتيش الواحدة تحتاج إلى أربع كلاب لان حسب حقوق الحيوان الدولية لا يحق للكلب إن يعمل أكثر من ستة ساعات باليوم إي ثلاث كل ساعات يوميا ولدينا في بغداد وحدها 5342 نقطة تفتيش وفي العراق أكثر من 400000 نقطة تفتيش من غير مداخل الدوائر الحكومية سوف نحتاج إلى مائتين إلف كلب مدرب وبما إن لكل خمسين كلب طبيب بيطري إذا سينتظر الأطباء البيطريين 4000 درجة وظيفية ومثل ما يقال مصائب قوم عند قوم فؤائد وإحنا المساكين راح نكون تحت ذائقة الجلب الشمية إذا طنكر الجلب أوقف ركب السيارات وانقطعت الطرق وسيضاف ضحايا جدد هم ضحايا عضة الكلب التي ستكلف ميزانية الدولة الكثير وايضا ستعطي فرصة للباحثين عن الشهرة والأضواء في اللغوة الزايدة عن الللغافة وتكون مادة إعلامية للقنوات الفضائية عن الفساد المستشري ورغم ذلك يستمر نزيف الدم العراقي ولكن الحل الأمثل ليس في الكلاب وإنما للمراجعة السياسية لإيجاد حلول لحل المشاكل المستعصية في الانتقال السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وتعزيز الهوية الوطنية العراقية وقيمة المواطنة وإبعاد الخطاب التفريقي وإيجاد مشتركات للبناء العراقي الجديد والتأشير على السياسيين الفاسدين والذين يحملون أجندة أجنبية وإقليمية لإشعال العراق عبر صناديق الاقتراع وهذا بحاجة إلى تعاضد السياسيين والكتاب والإعلاميين ورجال الدين وشيوخ العشائر ومنظمات المجتمع المدني عبر شعار قوة الدولة الخادمة فوق الجميع والتأكيد على قوة القانون عبر هيئات تحقيقيه شفافة وقضاء نزيه شجاع وإيجاد مصالحة وطنية لطي سجل الماضي والبدء بصفحة جديدة هي خط شروع واحد لا رجعة فيه عن الدستور والقانون الحاكم للجميع وسيبقى السؤال الذي تكشفه الأيام القادمة هل ستحقق الكلاب الأمن الذي عجز عن تحقيقه العسكر أم الأمن مرتبط بالحل السياسي الناجع لجميع المسائل العالقة والغير قابلة للتأجيل.
0 comments:
إرسال تعليق