مهمةٌ رسمية/ ريم بهاء الدين دغمش


جندي في مهمة خطيرة..
وطفلة صغيرة...
عيونها سوداء مستديرة..
نامت كما الاميرة...
بقبلةٍ على الخدين..
وحكايةٍ قبل النوم ..
وأحلامٍ كثيرة..
استيقظت مذعورة..
 على صوت الرصاص...
ركضت في حنايا البيت ...
 تبحث عن خلاص...
عن أمّها .. عن أختها الصغيرة ...
الكل مرمي على السجاد
جثثٌ تكسوها الدماء...
يا ويلتي .. !
 الخوف ينهش في العظام...
ويمسح من عقلها البريء ..
الأسماء والأشياء...
ركضت إلى غرفتها...
فأين يكون  الاختباء...
في الخزانة؟
 أم تحت السرير ؟
أم بين أغطية الشتاء؟
ترتجف كلهب شمعة..
في ركن صغير..  
قبل أن تنطفيء..
 برصاصةٍ تحت السرير ...
تموت منكمشة..
 على أحلامها ..
تحتضن في خيالها
 أمها وأختها الصغيرة..
********
 وتنتهي المجزرة...
ولا يسمع ..الا
 وقع خطا القدم الحديدية
تدوس فوق المقبرة..
تدب كالزلزال ..
في المدينة المهجرة..
كهزيم الرعد في صدر السماء..
ويصيح صوت أشبه بالعواء..
كنباح الكلب في الأرض العراء...
سيدي لم يبق في البيت احد..!
لا حياة ..
لا صراخ ..
لا نداء..
لم يبق الا طفلة محتضرة..
 تكورت تحت السرير..
حولها فوضى و ثياب..
ودماءٌ...
وأشلاء..
وبعض الصور المبعثرة..
 *******
وتنتهي المهمة النبيلة ..
مذ متى كانت الطفولة..
خطراً على الرئيس ..
والدولة المبجلة المقدرة؟
مذ متى كان الرغيف..
مغمساً بالدم..؟؟
ولعبة الطفل ..دبابة..
او قذيفة منتظرة؟
مذ متى كان الحب فينا..
يموت مع رصاص البنادق..
او في بيوتنا المدمرة؟؟
مذ متى كنا نعيش ..لنموت ..
تحت أقدام الجنود
والقنابل المتفجرة؟
لم يمت أطفالنا بل مات خوفنا ..
ماتت جحافل التصفيق والتطبيل
والهتافات المكررة..
باقون نحن هنا ..إلى ان تقوم الساعة
فهذي بلادنا...
 وهذه سماؤنا..
هوائنا ومائنا ..
 وهذي أرضنا المستعمرة..

CONVERSATION

1 comments:

Roudy يقول...

حزنك مبدع