اهداف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة/ شاكر فريد حسن

شهدت الايام الاخيرة تصعيداً خطيراً في المواجهات والاعمال العسكرية العدوانية الاسرائيلية والغارات الصاروخية الجوية على قطاع غزة، التي اوقعت عشرة قتلى من الناشطين الفلسطينيين وعدد كبير من الجرحى.
ويجيء هذا العدوان مباشرة بعد ايام قليلة من تنفيذ صفقة تحرير الاسرى الفلسطينيين من المعتقلات والزنازين الاحتلالية مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط ، مما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان العدوان التصعيدي الجديد هو بمثابة رد على كل الاصوات ، التي راهنت على ان حكومة اسرائيل تبغي تخفيف الحصار عن قطاع غزة تمهيداً لرفعه بالكامل.
ومن الواضح ان هذا العدوان هو محاولة اسرائيلية لخلط الاوراق واغراق المنطقة في دوامة العنف وسفك الدماء ، وهو يهدد سلامة المدنيين الفلسطينيين ، ويهدد الامن والاستقرار في المنطقة ويدفع بها الى تطورات كارثية لا تحمد عقباها.
انه يأتي في زمن محدد، وتوقيت مدروس ومبرمج، ومخطط له في الدوائر الامنية والعسكرية ، ويستهدف تحقيق جملة من الاهداف السياسية المحددة ، منها الانتقام لصفقة شاليط ، التي زعزعت الثقة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الشارع الاسرائيلي ، والتنصل من تنفيذ الدفعة الثانية من الاسرى الفلسطينيين المستحق الافراج عنهم في الصفقة وتأجيل الافراج عنهم.
اضافة الى ذلك ضرب ومحاصرة واضعاف فصائل وحركات المقاومة، وتصفية المشروع الوطني الفلسطيني ، وصرف الانظار عن الاستحقاقات السياسية والتشويش على الرأي العام العالمي مع دنو التصويت على عضوية فلسطين واستحقاق ايلول في الامم المتحدة، ولمنع الاحتجاجات الاجتماعية في اسرائيل على الضربات الاقتصادية والاوضاع الاجتماعية المتردية نتيجة السياسة العدوانية الاحتلالية ، التي تمارسها المؤسسة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ، وصرف الميزانيات على العسكرة والحرب والعدوان والاستيطان والاحتلال.
ان التصعيد العسكري الجديد على غزة هو امر مقلق وبالغ الخطورة لانه يهدد الامن والسلام في المنطقة ، ويعمق الكراهية والعداء بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ، ولذلك فان المجتمع الدولي مطالب بالتدخل السريع للضغط على الحكومة الاسرائيلية الالتزام بالتهدئة ووقف العدوان ولجم التصعيد المتواصل على ابناء شعبنا في قطاع غزة ، الذي ما زال يئن تحت الحصار التجويعي ويعاني من الآثار التدميرية ، التي خلفها الاحتلال جراء حربه الاخيرة المسماة بـ"الرصاص المصبوب" .
اما فلسطينياً فان المطلوب في الظرف الراهن هو تعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام والعمل على تنفيذ اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية والتحديات الراهنة ، التي تستهدف الحقوق الوطنية الفلسطينية ووأد قضية الشعب الفلسطيني وتكريس الاحتلال وتخليد الاستيطان.
فانجاز المصالحة الوطنية ببعدها السياسي والوطني الجوهري في ظل الوضع القائم والمناخ السياسي الحالي هو واجب الساعة والسقف الاهم ، الذي يجب ان ترتقي اليه جميع القوى الفصائلية الفلسطينية المنضوية تحت راية وخيمة منظمة التحرير ، بعيداً عن التناقضات والمناكفات والتناحرات والاعتبارات الضيقة والمصالح الحزبية الفئوية.

CONVERSATION

0 comments: