التآمرية/ عـادل عطيـة


عندما يقوم طرف ما معلوم أو غير معلوم بعمل منظم سواء بوعي أو بدون وعي، سراً أو علناً، بالتخطيط للوصول لهدف ما مع طرف آخر.. نطلق على ذلك لفظ: "المؤامرة".
هذا اللفظ "المؤامرة"، أصبح في بلادنا من أكثر الكلمات اللغوية، التي نقدمها ككبش فداء على مذبح ألسنتنا، كلما فضحتنا الأحداث الدامية كما حدث في موقعة ماسبيرو.. كما أصبح من أكثر الكلمات ادانة لنا على كل حال.
فمن جهة تدين هذه الكلمة شرذمتنا. ومن جهة اخرى، تدين غفوتنا.. فإذا افترضنا أنه ليس هناك من آمر ومأمور ومتآمر من أنفسنا، فكان علينا أن نمتلك الوعي الكافي لسد كافة المنافذ التي يمكن أن يتسلل منها إلينا المتآمرون.
أليس من المثير حقاً، أن نأخذ "بالحكمة الصناعية" التي تقتضي وضع مادة ذات رائحة نفاذة في الغاز الذي نستخدمه حتى لا نختنق في صمت، بينما نهمل أي "حكمة إنسانية"؛ حتى لا نحترق في اتون الفتن الطائفية؟!..
ألا تثيرنا ولو مرة واحدة، حكاية "راسبوتين"، الذي كان يتناول كميات قليلة من السم بشكل دائم كي يعتاد جسمه عليه، ويصبح محصناً ضد السم، فنعالج قضايانا التي تأتي منها الفتن بتناول القرارات الصعبة، وحلها؛ لوأد أي محاولة للتفكير في ما يسمى بالمؤامرة؟!..
المصيبة، اننا نسمع من بعضهم، من آن لآخر، أن المآمرة كانت مكشوفة ومعروفة امامهم بتفاصيلها الكاملة بالدليل والبرهان، دون أن يجيبوا على دهشتنا: كيف تبقى المؤامرة مؤامرة حين تكون الأمة بشبابها وشيبها عالمة بها؟!
والمصيبة الأكبر، اننا نعرف أن "المحبة" ولا شئ غير "المحبة"، هي الأقدر على تفكيك نظرية التآمر والقضاء عليها، ولكننا لا نريد امتلاكها، وتفعيل قوتها الصالحة!...

CONVERSATION

0 comments: