تماشيا مع قرارات الجامعة العربية في اعطاء مهلة للنظام السوري للادعان لما خرج به وزراء خارجية الدول العربية ..واعطاء الفرصة للقيادات في حزب البعث من اجل اعادة مراجعة الخطوات الخطيرة التي يرسمها النظام في تعامله الواضح مع مظاهر الاحتجاج وتوسيع دائرة الثورة التي تحقق نجاحات باهرة على حساب دماء الشهداء الذين يسقطون كل يوم_وهذه هي ضريبة كل ثورة_
انها حملة تطهيرية يقوم بها النظام .وكانه يتسابق مع الزمن .وملزم بوقت يرى انه لا يكفيه لتربية الشعب على الطاعة والاستسلام لهذا القدر الذي يجثم على صدور المدنيين الذين ضجروا من ممارسة سياسة القبضة الحديدية .وطرق ترويض الشعب حتى لا ينطق بالكلام الذي يجرح كبرياء النظام ويفرض طقوسه التعذيبية على كل من تطاول ورفع راسه في تجاه حذاء السلطة.واسكات هذه الاصوات المرتفعة التي خرجت عن السيطرة .واضحى صداها يعلو في مراكز القرار .والمنتديات الدولية .وعلى مسمع العقلاء في هذه الارض الواسعة.
المهلة اعطيت لمراجعة سلوك النظام وتدارك ما يمكن تداركه في الوقت المناسب .ورفع اليد في ممارسة فعل القتل ضد المدنيين .لكن المهلة يراها العديد من المراقبين دريعة في تصفية الحسابات .والاسراع في افشال تحركات المجلس الوطني .وتقليص دوره .واستحضار مظاهر القوة والبطش لاخماد نار الثورة التي امسكت بتلابيب النظام .ولم يعد الامر بالشيء الهين الذي توظف فيه انواع الاسلحة التي لم تجن شيئا امام اصرار شباب الثورة الصامدون في الداخل رغم المؤامرات التي تفبرك في الكواليس في اعطاء مزيدا من الوقت لنظام عازم علىنهج سياسة القتل والتعذيب حتى يلقى النظام مصيرا مشابها للذين سقطوا من جراء ارادة الشعوب التي تملك مفاتيح الوطن
الجامعة العربية ورطت نفسها .وساهمت في اعطاء غطاءا سياسيا في سقوط المزيد من الشهداء .ولم تدرك حقيقة قرارها الجائر في حق الشعوب العربية بالدرجة الاولى .ودفاعها المستميت حول القضايا العالقة .وتسوية النزاعات القطرية.درءا لاي تدخل خارجي .وهذا الشعور بالذنب حيال ما يجري في سوريا واليمن سارعت امانة الجامعة العربية في طلب مستعجل للقاء الاسد خارج اطار الجامعة .والضغوطات الاجنبية .واعطاء الفرصة الاخيرة للنظام .وهذه رسالة توجهها الجامعة لجميع الاطراف بانها استعملت كافة السبل السياسية لتقريب وجهات النظر .والاتفاق حول المبادىء الاساسية لعقد لقاء بين النظام والمعارضة تحت غطاء الجامعة .وهذا ما ترفضه دمشق بشدة لانها تعتبره اعترافا ضمنيا بوجود معارضة تمثل اطياف المجتمع السوري .واضعاف موقف النظام .وفتح المجال لمفاوضات لا ترغب بها .ولا يستطيع استعاب هذا الزخم الواسع .وهذا الاتجاه الذي تسير فيه الثورة بخطوات ثابتة.وقوية .وتحقيق مبتغى احلام السوريين في التغيير
ان من ينتقد ممارسات النظام يعتبر حليفا لقوى خارجية تتربص بامن سوريا .ويريد اسقاط الشرعية عن حزب البعث .ويرى في نفسه واحدا من هذه الامة العربية في تصحيح المشهد السياسي الذي يزداد سوءا وتشددا .وعمليات المداهمة والاعتقالات والتعذيب والقتل .تسير في تجاه لايمكن توقع النتائج الكارثية التي تلحق بالشعوب قبل ان تصيب ا لانظمة التي تحمي نفسها بالسلطة التي خولها الشعب وقدمها للحكام الذين لم يحسن التصرف بها ومن قدمها له طواعية دون عنف ولا دماء .والعلاقة مفقودة بين الشعب والسلطة .وهذا ما افرز الكم الهائل من اشكال الاحتجاج التي تحولت الى ثورات عارمة غذت الطموح الشعبي في اختيار طرق ممارسة حق التعايش واعادة الحق الى اهله
وامام ما يجري الان داخل سوريا يعكس بوضوح مدى قناعة النظام في استخدام شتى الوسائل الممكنة لتكريس سياسة القتل ولا شيء سوى القتل واعادة القتل .وهي رسائل تبعثها دمشق لكل من يحاول التدخل في الشؤون الداخلية لنظام حزب البعث الذي يشكل حزاما امنيا متكثلا ضد من يشكك في مرجعية النظام ولو كان ذلك على حساب الشعب السوري الذي يستغيث الامة العربية .فهل من مجيب..
0 comments:
إرسال تعليق