عسكرة الثورة السورية في ظل الواقع الجديد/ خليل الوافي

لا احد يرغب ان تدخل الثورة السورية الى بؤرة تجييشها .واعطاء غطاء تبرير القتل الذي ينهجه النظام في حق الشعب .وفي حق الرموز والقيادات الوطنية والدينية والعلمية .انها حملة شرسة يشنها الجيش ضد زملائهم في الصف الذين اقتنعوا ان الامور لا يمكن ان تدار بهذا الشكل الذي تفرضه المؤسسة العسكرية على الجنود في قتل الابرياء المجردين من اي سلاح الا سلاح الثورة .وهذا يتنافى والاعراف والمواثيق الدولية في حماية الافراد والمجتمعات من اي نوع من الاضطهاد والعنف والابادة الجماعية التي يقترفها النظام كل لحظة وحين .وقد جرت العادة والمنطق ان الجيش يحمي المواطنين ويدافع عن التوابث الشرعية واسقرار البلد.لاان يكون اداة طائعة في نظام فقد المصداقية والشرعية .واقفل جميع الابواب والاذان حتى لا يسمع الراي الاخر في تصحيح .وانقاذ ما يمكن انقاذه .لكن هذا الكلام لم يعد مقبولا ولا مطروحا في اجندة الثوار والمجلس الجديد .وظل شعار اسقاط النظام .وتاسيس دولة الحريات والعدالة الانسانية السمة الفصل في تحرك الشارع السوري اكثر من ستة اشهر..
وفي ظل هذا التصعيد.وظهور انشقاقات في صفوف الجيش الحر.وما تبعه من اعلان بيان التاسيسي في اسطنبول حول توحد اطياف المعارضة السورية تحت سقف واحد باسم الشعب.وترحيب الثورة الشبابية بهذا المجلس الوطني كلها مؤشرات تخدم مبادئ الثورة وتسقط الشرعية عن نظام البعثي في دمشق.
وامام هذا الواقع الجديد في تسارع الاحداث.يحاول النظام بجل الطرق والوسائل الممكنة في اسكات صوت الثورة في كل مكان.وتصفية كل منشق من الجيش العربي الحر ليكون عبرة لكل من يحاول ان يفعل الامر نفسه.فانه سيتعرض للقتل مثلما حدث في المطار العسكري الذي اعدم فيه اكثر من 40 جندي حاولوا الانضمام الى الثورة.والدفاع عن مبادئ الجندي الملتزم باصول وقواعد وضوابط الجيش.
وهناك من يرى ان ما حدث ويحدث في ليبيا يمكن ان يحصل في سوريا لكن الواقع الميداني.وتمكن النظام في التحكم بالمؤسسة العسكرية والامنية وتطويق اي انشقاق يمكن ان يحصبل.والقضاء عليه قبل ان تتسع خطورته.وهذا ما تذهب اليه دمشق في اسنئصال اي بوادرالانشقاق في بداياتها.وهذا ما تنجع فيه الى حد الان.وفي غياب اي تدخل كيف ما كان نوعه لحماية المدنيين.والعائلات التي فقدت معيلها وفقدت مصدر الرزق.والعديد من الاسر التي تعيش ماساة حقيقية.في نقص حاد للمواد الاستهلاكية.وانقطاع المتواصل للماء والكهرباء.وظلت فئات اخرى بدون ماوى بعدما سقطت البيوت على رؤس اصحابها من جراء القصف المستمر لانواع الاسلحة في الارض والسماء.
هكذا يعاقب الشعب السوري من طرف نظامه.ويظل المجتمع الدولي.والحكومات العربية تنهج نفس الطريق القديم في عدم التدخل في شؤون دولة شقيقة .لكن الحقيقة تفرض ضغطا دوليا واقليميا في توفير الحماية للمدنيين.والبحث عن وسائل وقف هذا النزيف الدموي الذي لم تعرفه الانسانية على مر تاريخها الطويل...
ورغم تاخر تاسيس المجلس الوطني لتحالف المعارض.والذي يمثل كافة الطوائف والاقليات.ويدعم سوريا المستقبل باعتبارها دولة مدنية لجميع السوريين.فان المجلس على عاتقه مسؤوليات جسيمة في دعم الثورة الداخل.وتوفير غطاء امني للمدنيين.ومراعات الظروف المزرية التي تعاني منها العائلات التي تستضيفها تركيا ولبنان.وفتح مدارس لهذه الاسرة النازحة.وتوفير الدعم المالي واللوجستيكي.وهذا يتطلب انشاء صناديق الدعم الانساني.والمساعدات الاجنبية.وخاصة من دول الخليج.وتحريك دول الجامعة العربية في تبني موقف المجلس الوطني.وتفعيل اللقاءات والمتاورات مع الدول الغربية.ومجلس الامن.وتصحيح بعض مواقف الدول المنحازة للنظام السوري مثل روسيا والصين وجنوب افريقيا.وبعض دول امريكا اللاتينية.
الشعب سحب شرعيته من النظام .هذا هو العنوان الكبير الذي بدا يفرض نفسه .رغم المحاولات التي يمارسها في اعتقاده انه قابع في الحكم رغم كل ما يجري في الشارع السوري في ذبح الابرياء.والتنكيل بالجتث.والاعتقالات والمداهمات واشكال السلوك القمعي الذي لا يعرف حجمه احد سوى رب من خلق الارض والسماء

CONVERSATION

0 comments: