جامعة الدول العربية تمنح فرصة للنظام السوري في قتل المدنيين/ خليل الوافي


كان من المتوقع صدور هذا القرار في اعطاء فرصة جديدة لنظام الاسد .وتحطيم امال الشعوب العربية التي كانت تتفاؤل خيرا في الامين العام الجديد .وفي ظل التغيرات السياسية التي تعرفها المنطقة .والافرازات التي نتجت عن ثورة الربيع العربي .التي لم يستفد منها احد .ولا يريد قادة العرب في اتخاذ قرارات حاسمة من اجل شعب يتعرض كل لحظة للقتل والاعتقال .واشكال التنكيل.اننا نعيش مرحلة اخرى من التقاعص العربي في حل ازمة عربية ظلت وفية لنهجها المتصاعد ولا تابى بمقتراحات الجامعة ومجلس التعاون الخليجي.وضربت عرض الحائط كل الخطوات من شانها ايقاف نزيف الدم في الشارع السوري .وحماية المدنيين من همجية النظام.وتشويه الصورة الحقيقية التي نجحت دمشق _الى حد ما _في وجود عصابة مسلحة تهدد امن واسقرار البلاد
وجاء مندوب قيادة النظام .وداخل قبة الجامعة في تاكيد الرواية الرسمية .وفتح المجال لاصلاحات دستورية اعلن عنها قبل اجتماع القاهرة .واعطاء شرعية النظام في مبادرات جدية تخدم مصلحة المجتمع .وكافة اطياف المعارضة .وفتح باب الحريات.وان الامر تحت السيطرة .ويسود استقرار في ربوع سوريا .ولا مجال للقلق حول التربصات .والاطماع الدولية في شن تدخل عسكري وحظر جوي .وفرض عقوبات اقتصادية .تخدم اجندات اجنبية .ولا توجد ثورة ولا انتفاضة شعبية .ولااعتراف _من باب الحديث عن وجود معارضة ولا بالمجلس الوطني.
وهذا ما تذهب اليه دمشق في تعاطيها مع ما يجري في الداخل .وتدافع عنه بقوة امام وزراء خارجية العرب .وهي احدى الفرص النادرة التي قدمتها الجامعة على طبق من ذهب لتؤكد للعالم ان سوريا بخير .ولا يمكن لاي احد ان يهدد استقرارها وامنها الداخلي .وتلوح باوراق اخرى تحاول استعمالها واستغلالها عند الضرورة .وتتضمن ايحاءات صريحة حول بعض الدول التي لم تنحى في تجاه النظام .وانساق _حسب قول المندوب _خلف تحجيم الموقف ضد نظام الاسد .ونوه بالموقف الروسي والصيني .وشكك في ما تطرحه الجامعة من مبادرات تسعى بالدرجة الاولى حماية المدنيين وتوفير غطاء امني لايقاف انواع القتل..
وكيف نفسر موقف الجامعة في اعطاء مهلة اسبوعين.لتنفيذ قرارات الامانة العامة واتاحة فرصة اخيرة .لاتخاذ موقف صارم حول سياسة دمشق .وتزكية تمرير اعلان اعترافها بالمجلس الوطني السوري .وهي خطوة مسبوقة في تاريخ الجامعة .اذا كانت تفكر في هذا الاتجاه الذي يخدم مصالح الشعوب العربية قبل مصلحة واهداف الزعمات التي فشلت في احتواء ازماتها .والاسراع في اصلاحات جذرية .وهذا ينطبق على العديد من الدول العربية التي لا تخوض في معترك التحولات التي تشهدها المنطقة العربية من الخليج الى المحيط .وماتزال تتحسس نبض الشارع .وتقفل عين وتفتح الاخرى .لكن الواقع يتطلب جراة سياسية في اتخاذ تدابير عاجلة وانية للحوار مع الشعوب التي لم تعد تحتمل اكثر مما تشاهده اليوم .وعلى السلطة في الوطن العربي ان تعمل في تجاه تصحيح المسار التداولي للسلطة قبل فوات الاوان
وقد خسرت الجامعة تاييدا شعبا لصالح الثورة في سوريا .وصدمت توجهات المجلس الوطني في تجميد عضوية النظام في الجامعة _وهذا كان اقل الفرص المتاحة لرد الاعتبار للجامعة العربية في تغيير الصورة النمطية التي يحملها كل مواطن عربي .وخاصة الشعب السوري الذي كان يترقب بحماس .قرار الجامعة في تعليق العضوية لما له من اعتبارات سياسية حول مصداقية النظام .والتشكيك في المواقف الصلبة نحو اي حوار مع المعارضة في الخارج .وتبخر امال المجلس في الحصول على اعتراف ولو صغير يدعم الثورة والمعارضة .ويفتح المجال لاعترافات جديدة تنتظر وضوح الرؤية في المواقف العربية حول قضية عربية بامتياز
ان مهلة اسبوعين ستنتهي في الوقت القريب .وكم من قتلى ومعتقلين .سينضمون الى اللائحة .ورغم ذلك ننتظر طلوع يوم جديد نرى فيه جامعة الدول العربية اصابتها عدوى الثورة الشعبية .لتتخذ مواقف جريئة تخدم الخط التصاعدي للتحولات التي تعبسشها منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.واملنا متوقف على شرفاء هذا الوط العربي الكبير في اعطاء صورة منسجمة مع ما يحدث في كل شارع عربي....

CONVERSATION

0 comments: