خنساء فلسطين لك المجد !!!/ سري القدوة

ألحاجه أم رضوان والدة أربعة شهداء .. قدمت اليوم ابنها الخامس شهيدا "احمد الشيخ خليل " ، والذي اغتالته طائرات إسرائيليه بعد ظهر يوم السبت 29/10/2011م مع أربعة من مناضلي الجهاد الإسلامي .

والشهيد يعتبر أحد أبرز القادة العسكريين في سرايا القدس، وقد تعرض إلى عدة محاولات اغتيال .

يذكر أن أحمد الشيخ هو الشهيد الخامس في عائلته، حيث سبق وأن استشهد 4 من أشقائه وهم محمد ومحمود وأشرف وشرف.

وتبوأ الشهيد منصباً رفيعاً في الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عقب استشهاد شقيقه القيادي البارز محمد الشيخ خليل في الخامس والعشرين من سبتمبر عام 2005 عقب قصف سيارته.

بينما استشهد شقيقه أشرف الشيخ خليل في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال بتاريخ 1/7/1991، بينما استشهد شقيقه الثاني شرف الشيخ خليل في اشتباك مسلح وسط البحر بالقرب من مخيم نهر البارد بتاريخ 2/1/ 1992. حيث بترت ساقه أثناء مهمة جهادية في شهر نوفمبر لعام 2001، وكان برفقته الشهيد ياسر أبو العيش.

بينما استشهد شقيقه محمود أثناء محاولة تعرض لها الشيخ محمد الشيخ خليل بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع على بيته في مخيم يبنا جنوب رفح في شهر أكتوبر لعام 2004، إلا أنه لم يكن متواجدا في المنزل.

لك الصبر يا حاجه أم رضوان ... ولك الأجر عند الله والمجد والخلود للشهداء .

أم فلسطينية تودع ابنها الخامس اليوم في غزة _ خمسة شهداء إخوة _ تصوروا حجم مساحة الأمومة التي بقيت لهذه الأم في هذه الحياة _ ربما يكون الألم والحسرة أكبر من طاقة البشر على الاستيعاب _ لست أدري ربما سينصفها القادر في ما تبقى لها من عمر _ الله أكبر _ .

هذا هو حال الفلسطيني .. هذا الفلسطيني العنيد المدافع عن حقه وعن وطنه .. إننا نقف اليوم أمام حالة يجب أن لا نمر عليها مرور الكرام بل نتعلم منها كيف يكون العطاء الفلسطيني لفلسطين وكيف تكون التضحية والفداء .. نتعلم من الحاجة أم رضوان الصبر والصمود .. إنها مدرسة النضال الوطني .. مدرسة الشهداء .. إنها مدرسة فلسطين التي نفخر بها وسنبقي علي مدار التاريخ .. وهي قبل كل ذلك رمز العطاء والصبر والإيمان .

نقول اليوم قف أيها التاريخ وسجل قصة الحاجة أم رضوان .. سجل بأحرف من نور تلك البطولة والفداء والصبر والرباط ليعلم كل من يتاجر بفلسطين أن لفلسطين رجالا يحموها وأن كل فلسطيني يفخر بانتمائه إلي هذا الوطن ويفخر بالحاجة أم رضــوان صانعه الأبطال وصانعة الشهداء ..

هي خنساء فلسطين , الحاجة "أم رضوان الشيخ خليل" , قدمت خمسة من أبنائها شهداء وسجلت نموذجاً فريداً للتضحية والعطاء والفداء , لتبرهن بدماء أبنائها أن دماءنا وأرواحنا وكل ما نملك يرخص في سبيل الله وفي سبيل تقديم الواجب والنضال الذي خص الله به أهل فلسطين .. عندما وصفهم بأهل الرباط والجهاد .

أم رضوان الشيخ خليل تزف اليوم نجلها القائد "أحمد الشيخ خليل" أبو خضر, شهيداً إلى جوار ربه لينضم إلى أشقائه الشهداء الأبرار (محمد – شرف – أشرف - محمود) .

حتما ستستقبله الأم المؤمنة الصابرة بالزغاريد والورود كما استقبلت قبل ذلك أبناءها الأبطال وهي تودعهم شهداء إلى جنات الخلد والفردوس والنعيم.

لله دركِ يا خنساء فلسطين وأنت اليوم تقفين بكل شموخ في عرس جديد من أعراس العز والشهادة.. تقفين لتودعين نجلك والإيمان الجازم بوعد الله يملأ قلبك الطاهر صبراً واحتساباً وثباتاً في أكثر المواقف شدةً في الحياة.

خنساء فلسطين التي قدمت خمسة من أبنائها شهداء وأبدت منذ بداية الطريق استعدادها لأن تصنع الرجال وتفدي فلسطين الحبيبة بروحها ومهج قلبها .

وهنا نسجل رائعة شاعر فلسطين الكبير محمود درويش للمناضلة البطلة بنت فلسطين وأم الشهداء

أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها وعاد مستشهداً

فبكت دمعتين ووردة

ولم تنزوي في ثياب الحداد ..

لم تنتهي الحرب لكنه عاد

ذابلة بندقيته ويداه محايدتنان

أجمل الأمهات التي انتظرته وعاد!!!!!

وعاد وعاد ...

أجمل الأمهات التي عينها لا تنام

فتظل تراقب نجما يحوم على

***

أجمل الأمهات التي انتظرته

وعاد مستشهداً فبكت دمعتين

ووردة ولم تنزوي في ثياب الحداد

لم نتراجع عن دمه المتقدم في الأرض

لم نتراجع عن الجبال التي اكتسبت

روحه!!!!!

صامدون ...هنا

صامدون ...هنا

قرب هذا الدمار العظيم وفي يدنا يلمع

الرعب في يدنا في القلب غصن الوفاء النظيف

صادمون ..هنا

في اتجاه الجدار الأخير وفي يدنا يلمع

الرعب في يدنا في القلب غصن الوفاء النظيف

صامدون هنا ... صامدون ..هنا ..!!

التحية لشعبنا الفلسطيني المرابط ومجاهديه الأبطال وإلي روح الشهداء الأبرار الذين ارتقوا في عملية الاغتيال الجبانة التي راح ضحيتها سبعة من مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بينهم أخ لأربعة شهداء وهو القائد البارز في سرايا القدس أحمد الشيخ خليل .

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين

CONVERSATION

0 comments: