** وصلتنى هذه الرسالة من أحد القراء بجروب يحمل إسم "Arbible" .. وهذا الجروب منذ فترة طويلة ، وهو يرسل لى مئات الرسائل يوميا ، تحمل أفكار وأخبار الكثيرين من أصدقاء هذا الجروب .. مما شجعنى على الإنضمام إليهم .. ووجدت أصدقاء كثيرين ، تصلنى تعليقاتهم الرائعة والمشجعة على مقالاتى العديدة .. أمثال الدكتور "هالة عزيز" ، والأستاذ "مرقس" .. والذين أكن لهم كل تقدير وإحترام ..
** كل هؤلاء أحمل لهم كل حب وإعتزاز .. بإستثناء قلة ، لا تنتقد ، أو تواجهنى بفكر يضاف إلى كتاباتنا ، ولكنهم يتعمدوا الإساءة وتوجيه السباب ، مما يؤكد لى فكرهم ، وتوجهاتهم السياسية الهدامة ، أو معتقداتهم الفكرية المناهضة للوطنية ..
** فى مقالنا الأخير بعنوان "يافؤادى .. لا تسل أين الوطن" .. قام بالتعليق على المقال شخص يدعى "Samuel kaliney" .. وكانت رسالته تقول مع بعض الأخطاء الإملائية .. "من فضلكم عظم الله اجركم ارجوكم محدش يبعت لى مقالات المدعو مجدى وهبه تانى وهو لايمثل الا نفسه لاصوت اقباط مصرين ولا حاجه وهو اللى بيحرق دمنا بمقالته اشكركم مقما لعم ارسال هذه المقالات مرة اخرى .. الذي ضيع البلد هو من لم يعمل على تنمية وتعليم الشعب طيلة عقود طويلة ولم يسمح بظهور بدائل صحية على الساحة السياسية طيلة حكمه - إن لمتم فلوموا مبارك وامبراطوريته" ...
** ونظرا لأن هذا التعليق لم يصلنى كرد على المقال بموقعنا ، أو حتى على إيميلى الخاص .. وإنما تم نشره بالجروب .. مما يعتبر إساءة شخصى ، وهجوم غير مبرر بأسلوب حقير لا أقبله ، ينم عن حقد وكراهية وغل يحمله شخص لا أعرفه ، ولا يشرفنى معرفتى له .. وهو ما دعانى للرد عليه ، وليقرأ الجميع ردى .. كما قرأ الجميع تعليقه ..
** فى تناولى لفكرة المقال .. بدأت بالحديث عن حالة الإحباط التى وصلت إليها أنا شخصيا ، ويأسى من الكتابة .. فى جو مشحون بالخيانة والغدر ، والمصالح والتربيطات ، والعمل على تقسيم الوطن .. ولأن رأيى دائما صريحا ، لأننى لا أكذب ، ولا أتجمل ، ولا أخادع ، ولا أنصب ، ولا أشترك فى أى منظمة حقوقية تتلقى دعم من أى جهة خارجية .. ولا يأمرنى أحد بأن أكتب ما يملى عليّ ، أو أن أحجب بعض الأخبار الصادقة ، فهذا من وجهة نظر بعض الأقباط ، يغضبهم كثيرا .. لأن البعض منهم أصبحوا مثل اليهوذات ، يتملقون الأخرين ، بل ويكفر البعض منهم الأخر .. هذا ما أعانيه من البعض .. ولكنه لا يؤثر في .. لأنى أعتز بقلمى الواضح والصريح ، والكاشف للحقائق .. ليس عن جهل ، أو عدم معرفة .. بل عن سرد للوقائع بالمستندات .. كما أننى لا أتلقى دعم من أى جهة ، لتنفيذ أجندات خارجية .. وكلنا نعلم ما هى هذه الجهات ، وما هى هذه الأجندات .. وكيف يسعى الحقير "أوباما" إلى هدم مصر ، وتقسيمها .. ليس لصالح الأقباط فى شئ ، وإنما يعمل لهدم مصر لصالح إسرائيل فقط .. وليذهب الأقباط إلى الجحيم .. هذه هى الأجندة التى للأسف كل الأقباط يعلموها جيدا ، ولكنهم يديرون ظهرهم ولا يتحدثون عنها .. بل أن الفجور وصل ببعض الأقباط للإدعاء بمعرفتهم الوثيقة بالرئيس "أوباما" ، والسيدة "كلينتون" .. ويقدمون لهم فروض الطاعة والولاء .. وكل الحب والتقدير وهم للأسف لا يتحدثون عن أنفسهم فقط ، بل أنهم يدعون أنهم يهتمون بقضايا الأقباط ، وما يحدث على الساحة المصرية ، من كوارث وفتن ، ومصائب بليت بها مصر ...
** ولأن المقال هو شرح للأوضاع التى وصلت بنا إلى هذا المنحدر الخطير التى تناولتها فى كل مقالاتى منذ 28 يناير .. وهو ما جعلنى أن أتناول نقد هذا الشخص المدعو "صمويل" بالرد عليه ، بل وعلى أمثاله ...
أولا .. أنا لا يشرفنى أن تقرأ لى أى مقال أكتبه ..
ثانيا .. هذا المقال لم أرغب بإرساله لك ، وإنما هو أرسل لك تلقائيا ، كما تصلنى رسائل من أناس قد أراهم على صواب ، وقد أراهم على خطأ .. ولكنى لا أنتقدهم ، ولا أجرحهم إذا كانوا يتحدثون عن مشكلة رأى عام ، يتناولها الجميع بصدق وموضوعية .. ولا أعلق إلا فى البناء ، وليس الهدم .. كما إننى لا أنتقد إلا إذا توافرت لدى الأدلة والقرائن على التعمد فى إساءة الوطن ، والتدمير فى مصر ..
** ولكن فى هذه الواقعة سأتناول الرد عليك من خلال نقدك الغير واضح ، بل من خلال رؤية أقباط كثيرين ، وهم على شاكلتك .. يملأ قلبهم الحقد والغل والكراهية ، بطريقة لا إرادية ، لأنهم جهلاء .. وتسقط الأقنعة الزائفة من فوق وجوههم إذا حاولت أن تحاورهم ، أو تجادلهم .. بل أن الكارثة .. أن تظل أنت وأمثالك ، تتحدثون عن حكم مبارك ، ولا تتحدثون عن الذين يسلمون مصر لجماعات الإخوان ، ويباركون وصولهم للحكم ، ويدعموهم بالأموال .. والجميع صامتون صمت القبور .. ويعلقون شماعة فشلهم الفكرى بالهجوم على نظام مبارك ، وأعوانه ..
أما عن تصنيفى للأقباط ، وربما تكون شخص ينتمى إلى أى من هذه الفصائل ..
** إذا كنت تنتمى للإعلام المسيحى .. فأحب أن أعرفك أنه لا يوجد إعلام مسيحى واحد ، صادق .. سواء داخل مصر أو خارجها .. وإذا كنت أدعى ذلك .. فأين هذا الإعلام الذى يكشف المخطط الأمريكى لهدم مصر ، وتسليمها للإخوان .. وقد قرأنا جميعا كل التصريحات التى أدلت بها الإدارة الأمريكية بترحيبها بوصول الإخوان إلى الحكم فى مصر .. ومع ذلك لم نقرأ مقال واحد فى صحيفة مسيحية ، أو موقع إلكترونى مسيحى ، أو قناة تليفزيونية مسيحية تهاجم أمريكا وتنتقدها .. بل الجميع يمجدون ويسبحون بحمد الله فى الرئيس "أوباما" .. بينما أقباط مصر يتمزقون ، ويضطهدون ، ويطردون من منازلهم عرايا ، بعد أن يستولى ميليشيات الإخوان والجماعات السلفية على أموالهم ، وتحرق منازلهم على أثر فتوى أو شائعة أو قصة كاذبة ، وتهدر كرامتهم ، وتغتصب بناتهم ، وهذا لا يحرك ساكنا فى مسيحى واحد فى أمريكا ، ولا فى إعلامى واحد سواء فى مصر أو خارج مصر .. ولكن هذا الإعلام المسيحى يكتفى بسرد الحدث ، وإعادة نشر الواقعة دون توجيه أى إتهام للإدارة الأمريكية التى منحت الإخوان الفرصة ، لمهاجمة الأقباط ، بفتاويهم التخريبية ، ويكتفون فقط بتوجيه سهام نقدهم إلى المجلس العسكرى ، مطالبين بإسقاطه .. فى الوقت الذى يصيبهم الخرس عن مواجهة الذين يخططون لهذه الفوضى الهدامة .. فهل هذا غباء ؟!! .. أم هى خيانة ؟!! .. أم جهل متعمد ؟!! .. أم هى مصالح وبيزنس؟!! .. وليذهب أقباط مصر إلى الجحيم ..
** إذا كنت تعمل فى قناة تليفزيونية مسيحية .. سواء بالداخل أو بالخارج .. فهذا الإعلام المرئى لا يرتقى لأى مستوى من الفكر ، وإنما هو إعلام بيزنس .. وهو أحقر أنواع الإعلام .. ففيه تتصالح المصالح الخاصة ، ضد هذا الوطن .. وإذا حاول القائمين بهذا الإعلام مخاطبة الرأى العام فى المشاكل السياسية والطائفية التى يعيش فيها الوطن ، على أرض الواقع بعيدا عن البرامج الدينية ، فلن تجد سوى الجهل والتمييز بعدم المعرفة ، لأنهم يخشون مواجهة الحقيقة ، بل هم يتحسسون طريقهم مثل طفل يتعلم كيف يحبو ؟!!! ..
** هذا ناهيك عن الصحف القبطية ، التى تضطر إلى تسول الإعلانات حتى تتمكن من طباعة الجريدة .. فهل نتوقع نشر مادة صادقة فى هذه الصحف ، تعبر بصدق عن المنحدر الخطير الذى أصبحت مصر فيه الأن .. أم يتم ملء الجريدة بالأحاديث الدينية والعظات الروحية ، بينما الصعيد يشتعل بالأحداث الطائفية ..
** إذا كنت من النخبة السياسية والفكرية .. فهذه كارثة يعلمها الجميع .. فهذه المجموعات والنخب والمنظمات تتميز بالكراهية ، والحقد ، والجهل .. فالجميع يتقابلون بالقبلات والأحضان .. وفى الخفاء كل يطعن فى الأخر من خلف ظهره .. وكل ينتقد الأخر .. وكل يسعى لإقصاء الأخر .. ويؤمنون بالمثل القائل "أنا والطوفان من بعدى" .. وهذه كارثة واقعية تعانى منها كل المنظمات ، والتشكيلات المسيحية الجديدة التى ظهرت .. فكل فصيل من هؤلاء يدعى أنه صاحب المعرفة ، وهو المتحدث الرسمى ، وهو صاحب الفكر والرأى السديد .. وإذا أنعمت عليه بعض القنوات الإعلامية للإدلاء برأيه فى حضور الرأى الأخر .. لا يهتم بما سيقوله بل هو أهم ما يبحث عنه هو إرسال رسائل نصية عبر الموبايل ، لكل الذين يعرفهم ، لكى يتابعوه وهو داخل القناة التليفزيونية ...
** أما إذا كنت أحد اليهوذات المقيمين فى مصر .. وبجوارك زاوية ، أو جامع دأب على التجريح فى العقيدة المسيحية ، أو إستغلال مكبرات الصوت ، دون الإهتمام بالمرض ، أو إستذكار الطلبة لدروسهم .. فأنا واثق أنك لن تجرؤ على مواجهة الموقف ، بل ستغلق أبواب منزلك ، وسوف تدعى عدم سماع أى إهانات .. حتى لو سألك أحد .. هل أنت متضرر من هذا الخطيب ، أو من صوت الميكروفون .. أعلم ردك جيدا ، فسوف تقول أن هذا لا يسبب لى أى إزعاج إطلاقا ...
** أما إذا كنت أحد أقباط المهجر .. أو الأقباط المقيمين بأوربا .. فهناك ثلاث مجموعات ..
مجموعة قبطية .. لا تهتم .. وهذا شأن خاص بها .. فقد هاجرت وعاشت فى أمريكا ، وربما تقرا بعض الأخبار عن مصر ، أو عن مبارك ، أو عن الإخوان ، أو عن الأقباط .. من باب المعرفة بالشئ ..
مجموعة ثانية .. تعانى من القلق الذى نعانى منه نحن هنا فى مصر ، بل أكثر من ذلك ، فى الوقت الذى يجدوا أنهم يقفون عاجزون عن تقديم أى حلول .. فهم لا يملكون شئ يقدمونه ، ويظلوا متابعين لكل كبيرة وصغيرة داخل الوطن ، وللأسف هذه المجموعة تصلهم المعلومات كاذبة ومضللة ، ولا يعلمون شئ عن الحقيقة ..
مجموعة ثالثة .. وهى الكتلة ، أو المنظمات الحقوقية ، أو السياسية .. وهذه الكتلة لها برنامج محدد .. دائما تلجأ إلى الصوت العالى ، وتدعى المعرفة ، وكل منهم يدعى أنه المتحدث الرسمى بإسم أقباط المهجر ، وأقباط أوربا .. وإنه صاحب رؤية سياسية ، وفكر صائب .. وهم دائما يسعون لتهميش دور كل أقباط مصر ، والمهجر .. ويدعون أنهم أصحاب نفوذ وسطوة ومال .. والبعض يدعى صلته بالكونجرس الأمريكى ، ويستطيع أن يحرك السياسة الأمريكية ، ويؤثر عليها .. وهذا الفصيل يقوم بضخ الأموال للصحف الخاصة داخل مصر ، لنشر أفكارهم ، والحصول على رضاهم .. وكل حلمهم أن يظلوا يصرخون حتى تأتيهم الفرصة بالدعوة الكريمة للحضور إلى مصر لمناقشة مشاكل الأقباط على مائدة المفاوضات المصرية .. فيقوم على الفور بتشكيل فريق إعداد لإستقباله .. هناك من يحجز له فى الفندق الفاخر .. وهناك من يسعى لحضور بعض الصحفيين تحت التمرين لتغطية هذا الحدث .. ويتم دعوة الجميع على العشاء بأحد المطاعم على النيل .. ثم تنتهى الزيارة .. بينما الأقباط الذين يواجهون الظلم والإضطهاد والطرد ، ونهب أموالهم .. لا يسمعون شيئا عن هذا المؤتمر .. وإذا لم يتوفر لهؤلاء هذه الدعوات الكريمة التى ينتظرونها .. يقوموا هم بعمل مؤتمرات بالخارج ، يدعون فيها قلة محددة ، وأسماء مكررة ، لعمل نفس الشو الإعلامى ، ليعقد المؤتمر وينفض دون أن يكون له أدنى تأثير على الأحداث الطائفية فى مصر ..
** هذه هى النماذج التى دائما تهاجمنى .. لأننى لست منهم .. ولن أكون فردا يبيع مصر من أجل حفنة دولارات .. فالوطن أغلى وأثمن من كل هؤلاء .. وعندما نرحل ستكون كتاباتنا وأعمالنا هى الثروة التى سوف نتركها للأجيال القادمة .. للوصول إلى مصر الأمان .. مصر الحب .. مصر الأمل ..
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق