** أصعب شئ أن تصادق إنسان غبى ، ومهما نصحته فهو لا يتقبل النصيحة .. ويصر على أنه العبقرى الذى أنعمت عليه السماء بقدرات خرافية ، وعقلية ، وفكر مستنير .. وحكمة يقف أمامها الجميع مبهورين .. ولو إفترضنا أن هناك إثنين لا ثالث معهم .. يسيران فى طريق خالى من المارة والسكان .. وسبق أحدهم الأخر بخطوة .. وبينما يسير الأول مزهوا بخطواته .. إذ يفاجئ بصفعة عنيفة على قفاة .. وعندما صرخ وإستدار .. لم يجد سوى صديقه خلفه ، فظل يصرخ وهو يردد "مين اللى ضربنى" وبالطبع كان رد الصديق "لست أنا" .. بل والمدهش أن يقتنع هذا الغبى برد صديقه ، ليعاود السير ، وهو يتلفت يمينا ويسارا ، ليبحث عن اللهو الخفى الذى صفعه ليبرر جبنه وغبائه ...
** هذا هو حال الأقباط فى مصر .. فى ظل النظام السابق ظلت الصفعات تأتينا من مجموعات تكفيرية ، يدعمهم النظام الذى كان لا يتحرك إلا عند حدوث مجزرة للسياح ، أو ضرب منتجع سياحى ، مثلما حدث فى الدير البحرى بالأقصر عام 1997 ، أو ضرب المتحف المصرى ، أو تفجيرات الحسين ، أو تفجيرات شرم الشيخ ، وطابا ، وذهب ، التى تزامنت مع إحتفال مصر بأعيادها القومية .. وهى بالطبع كانت تعنى الكثير .. ومع ذلك ظل النظام فى غباء متعمد ، وإصرار غريب على عدم الكشف عن المجرمين الحقيقيين ، والإكتفاء بالقبض على بعض الصبية دون البحث عن المحرض ، أو صاحب الفتوى التى حرضت على القتل والسرقة وسفك الدماء .. عانى الأقباط كثيرا من ظلم إلى إضطهاد منذ بداية السبعينيات فى عهد الراحل "أنور السادات" ، وحتى تنحى "مبارك" عن الحكم ..
** وبعد تنحى "مبارك" وسقوط النظام ، وظهور ما إعتبره البعض "ثورة 25 يناير" .. زادت مساحة العنف ضد الأقباط بصورة لم يسبق لها مثيل ، منذ قيام ثورة يوليو 1952 ، وحتى الأن .. ومع ذلك لا يتعظ الأقباط ، ولا يعطون لأنفسهم مساحة لسماع رأى الأخرين ، أو محاولة قراءة الأحداث بصورة أكثر واقعية دون تزييف أو تضليل .. فحتى الأن مازال البعض منا يعيش فى وهم الثورة "المجيدة" ..
** وإذا سألنا .. أين هذه هى الثورة ؟!! .. يخرج علينا مليون حركة ، ومنظمة ثورية .. كل منهم يقول "أنا قائد وملهم وزعيم هذه الثورة التى أشادت بها العالم ، وطالبت أمريكا بتدريسها فى الجامعات الأمريكية ، كما طالبت بعض الدول الأوربية بمنح هؤلاء الشباب الثوريين جائزة نوبل للسلام" ... وسمعنا عن حصول "أسماء محفوظ" عضو 6 إبريل ، على جائزة لأشجع ثورجية ، وكذلك المناضلة "نوارة نجم" ، وثالثتهم "إسراء عبد الفتاح" .. كما حصلت فتاة كشف العذرية "فكرية البكرية" على أعظم جائزة فى المسلسل الحالى "أحلى من الشرف مفيش" .. أما فتاة "السيربتيز" ، فقد حصلت على شرف تمثيل مصر فى الفيلم العالمى "العار" .. كما حصل السيناريست "علاء الأسوانى" على أحد الجوائز العالمية ، وكذلك المناضل الحمساوى "مجدى الجلاد" ، والكاتب "عمار على حسن" .. والعديد ، والعديد من الإعلاميين الذين حصلوا على جوائز الإشادة من بعض المنظمات والدول الأوربية ، مثل "محمود سعد – وائل الإبراشى – يسرى فودة – منى الشاذلى - ريم ماجد – معتز مطر" الذى أحيل على المعاش المبكر ، بعد حصوله على أكبر جائزة فى إشعال الحرائق ... كما حصلت "رشا مجدى" على أكبر جائزة فى التحريض ضد الأقباط ، وسحلهم ، وقتلهم .. وينتظر حصول الدكتورة "هالة سرحان" أخصائية الأمراض التناسلية ، وعلوم الشذوذ الجنسى ، على أكبر جائزة فى التحريض ضد الوطن ، وإسقاط المؤسسات العسكرية ... كما حصدت جائزة "الفتنة الكبرى" ، الأستاذة "دينا عبد الرحمن" التى أحيلت على المعاش المبكر ..
** أما عن المناضلين الجدد .. الزعيم الروحى لجماعة "6 إبريل" .. الإستشارى "ممدوح حمزة" ، فهو يفتخر بأنه قائد الثورة ، وزعيم حركة "6 إبريل" .. وقد أذيعت فيديوهات مؤخرة تكشف عن علاقته ببعض الثوار ، وهو يحركهم .. وفيديو أخر لم يستغرق دقيقتين ، أحيل إلى خبير أصوات للتأكد من مضاهاته لصوته .. وهو ما أنكره ، وإدعى أن هناك طاقم من المحامين ، وطاقم من خبراء الأصوات ، وطاقم من المحققين .. الذين أفادوا أن هذه الفيديوهات التى أذيعت تم فبركتها ، وأدخلت عليها أكثر من 35 مقطع فيديو ، علما بأن الفيديو لم يستغرق أكثر من دقيقة ، فمن أين أتت هذه المقاطع؟!! .. وتوعد الإستشارى بالعقاب الصارم لكل من أساء إليه ، أو حاول المساس به ، أو بالثورة المجيدة التى هو قائدها ..
** أما عن المناضل السلفى .. الأخ "جورج إسحق" .. فقد إستاء عندما علق أحد المستمعين فى حلقة كانت تذاع على الهواء مباشرة .. وسأله ، كيف تملك القدرة على الضحك ، وفجأة تغير وجهك لتهدد وتتوعد الأخرين ، ونصحه أن يستعين بالممثل العالمى "عمر الشريف" لكى يقدم أدواره ، .. فهو دائما يمارس هاتين الحركتين .. وهم خلف خلاف ، عاكس معكوس .. وهو دائما يقول "الثورة مازالت فى الميدان" .. علما بأن الأيام القليلة الماضية كشفت بعض وسائل الإعلام عن وجود بلطجية يفرضون إتاوات على سيارات المارة .. ويتاجرون فى حبوب "الترامادول" علانية .. وبالأمس ضبط بلطجى يمارس الجنس مع طفلة فى أحد الخيام .. ولم نعرف من هم الذين بالميدان الذين يتحدث عنهم المناضل السلفى "جورج إسحق" – الأب الروحى لحركة كفاية ...
** نأتى للحصاد المر للثورة المجيدة .. لنجد أمامنا برلمان "قندهار" – مجلس الشعب سابقا - ، وبرلمان "طالبان" – مجلس الشورى سابقا - ، ثم ينضم إليهم مجموعة لا يتعدى عددها أصابع اليد ، من نواب ينتمون إلى حركة "6 إبريل" .. والبعض ينضم إلى حركة "الوطنية للتغيير" ، والبعض يؤمن بعالم الذرة "محمد البرادعى" .. وفى أحد المؤتمرات التى عقدت فى "بورسعيد" عقب المجزرة التى حدثت مؤخرا ، عندما تكلم العضو "زياد العليمى" وقام بوصف المشير بـلفظ ( الحمار ) .. والنائب "محمد أبو حامد" .. قال فى البرلمان أن "الخرطوش مازال فى جيبى" .. ودافع عن بلطجية شارع "محمد محمود" .. وقال "هؤلاء ثوار 25 يناير ، ولا يمكن أن نصفهم بالبلطجية" .. والشرطة لا حول لها ولا قوة .. ماذا تفعل .. فهى تخشى من هؤلاء ، بعد إنتشار شائعة بأنهم مسنودين من أمريكا ، وكما يقول المثل "اللى ليه ظهر ماينضربش على بطنه" .. ونحن مجربين .. عندما خرجت مناضلة من إياهم ، وأعلنت على الهواء وقالت "لو فيه راجل فى مصر يورينى نفسه" ... وطبعا لم يرد أحد عليها ، لأنها قالت "لو فيه؟!!" .. وطبعا لا يوجد ..
** هذا بجانب إندلاع ثورة الغضب ، لبعض هؤلاء الصبية ، ولم يجدوا أمامهم إلا مبنى "المجمع العلمى" .. فأخذوا يصرخون ويتراقصون ويصفقون كالهنود الحمر .. ووقفت الجهات الأمنية تراقب رقصهم ، وإلقاء زجاجات المولوتوف عليهم ، وعلى المبنى .. وقالوا فى أنفسهم "مبنى يروح ولا حد يموت .. أتركوهم .. هم أيضا أبنائنا الثوار" .. تحسبا من أن يهل علينا الأخ "وائل الإبراشى" فى برنامجه "الحقيقة" .. ونجده مستضيف الواد "حنكش ، وأبو شفطورة ، وسيد مطواة" ، وسيفضحنا على الهواء مباشرة ، ويخلى اللى يسوى واللى مايسواش يتفرج علينا ... وينتهزها "بان كيمون" للتدخل العسكرى بعد سماع العبارة الشهيرة للإبراشى ، وهى "إذن .. فقد إستخدمت الشرطة العنف المفرط فى قمع الثوار" .. ويظل يرددها مع تغيير المقاطع .. مرة بكسر حرف الـ "ر" .. ومرة بتعطيش حرف الـ "ج" ..
** أما "لميس الحديدى" .. فهى تجلس مثل الحرباء ، ولا أحد يفهم منها شئ .. خصوصا مع إستخدامها لحركات الحواجب ، والعيون ، والكفين ..
** هذا هو حال الثورة المجيدة .. التى مازال الأقباط يمجدون فى إندلاعها ، دون أن يعطوا لأنفسهم لحظة واحدة ، كى يفكرون إذا كانت هناك ثورة حدثت بالفعل ، أم مظاهرة تبنتها جماعة الإخوان المسلمين ، وبعض المنظمات التخريبية .. وإذا إفترضنا أن هناك ثورة ، وسنعترف بذلك .. فأين هذه الثورة من محاسبة من هدموا كنيسة "صول" .. وأين هذه الثورة من حرق كنائس "إمبابة" .. وأين هذه الثورة من رفض تعيين محافظ قبطى فى قنا .. وأين هذه الثورة من الذين أتلفوا السكك الحديدية ، وقطعوا الطرق .. وأين هذه الثورة من هدم كنيسة "المريناب" وصدور حكم بحبس كاهن الكنيسة ، وعدم القبض على أى بلطجى قام بحرق المنازل أو سرقتها أو نهبها .. وأين هذه الثورة من هجوم الغوغاء على منازل الأقباط فى "العامرية" وحرقها ونهبها ، ثم طردهم منها ..
** وإنتظرنا أن يثور مجلس "قندهار" .. وخصوصا بعد هذه السمعة البطالة اللى واخدها الناس عنهم .. إنهم قرايب الجماعة إياهم بتوع العامرية .. وكما توقعنا ، فقد أرسل مجلس "قندهار" ، مجموعة الأقباط وهم ثلاثة ، يساندهم بعض الإخوة الثوريين ، ويباركهم عضوين من الجماعة .. وذهبوا برابطة المعلم إلى مستعمرة "شربات الإسلامية" .. وبالطبع قابلهم الإخوة بالترحيب .. وشكوا للجنة بأن الجماعة الأقباط دول مش ناويين يجيبوها لبر .. وخصوصا الراجل الترزى ده قليل الأدب .. اللى صور سيدة ، وقام بنشر صورها عبر الموبايلات ، وبقت فضيحتنا بجلاجل .. وعندما سألت اللجنة "طيب ياجماعة هو إنتوا متأكدين من هذا الكلام" ، وهل إلتزمتم بالأية التى تقول "يا أيها المؤمنون إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ، لعلكم تصيبوا قوم بجهالة وأنتم لا تعلمون" .. كان الرد جماعيا "إحنا إتأكدنا خلاص ، وقررنا خلاص ، ونفذنا خلاص ، وطردناهم خلاص .. وحكومتنا إحنا منفصلة عن دولتكم .. ومتشكرين على الزيارة ، ويجعل بيت النصارى عمار" ... ويبدو أن اللجنة عادت كما ذهبت .. بل نصح أحد أفراد اللجنة بالبحث عن أحد شيوخ السلفيين الذين لهم علاقة دلال أو نسب بالجماعة دول أو الإستعانة بالمفتش "كرومبو" ، ومساعديه "سحس حرامى الغسيل" ، و"حمبوزو لاوى بوزو" .. للتدخل والسماح للأقباط بالعودة لمنازلهم التى حرقت ونهبت على البلاطة .. وخلاص أهم إتربوا وعمرهم ما هايرفعوا راسهم تانى ، وهايبقوا عبيد لينا فى ولاية شربات "الإسلامية" .. وكفاية إن إسمها شربات .. ورقصنى ياجدع ..
** ولم نسمع عن جماعة الثورة ، للذهاب إلى "العامرية" ، أو الأقصر فى قرية "المريناب" ، ولا "أبو قرقاص" فى المنيا .. ولكن يبدو أن الجماعة بتوع ثورة 25 يناير ، إكتفت أن تكون ولايتهم فى منطقة ميدان "التحرير" .. أما إذا أردت البحث عنهم أو حبيت تلاقيهم ، فإقامتهم الدائمة ستجدها فى برنامج "بلدنا بالمصرى" ، أو تجدهم على قناة "المحور" ، أو فى فسحة رعوية بقناة "دريم" ، أو فى الهواء الطلق بـ "النيل الإخبارية" ، أو يستنشقون الهواء بـ "الحياة" ، أو بيشربوا شاى على "الجزيرة" ، أو سافروا بالجمل إلى "العربية" ..
** "الله أكبر .. تحيا الثورة" .. شوفوا يا ولاد الهنا اللى إحنا فيه .. ده حتى الجماعة الأقباط من كتر سعادتهم وإيمانهم بالثورة المجيدة .. قرروا إنشاء حزب "الإخوان المسيحيين" على جراء "الإخوان المسلمين" .. ومحدش أحسن من حد ، وإذا كان الإخوان المسلمين عندهم التحرير ، وناصبين الخيام .. فإحنا عندنا رمسيس ، والفجالة ، وشبرا ، والقللى ..
** سؤال أخير للإخوة السياسيين الأقباط .. إذا كان مجلس "قندهار" ، ومجلس "طالبان" .. وهم جماعة "الإخوان المسلمين ، والجماعات السلفية" يطالبون بتطبيق شرع الله ، وتفعيل المادة الثانية ، والحكم بالشريعة الإسلامية .. وكل هؤلاء تدعمهم شيوخ الأزهر .. ونحن نتذكر المقولة الشهيرة لشيخ الأزهر د. "أحمد الطيب" فى أحداث قنا ، عندما رفض الجماعات السلفية ، والإخوان تعيين محافظ مسيحى .. هدد شيخ الأزهر بتقديم إستقالته ، لو حكم على سلفى واحد ، أو تمت ملاحقته أمنيا .. إذن ، فلماذا كل ناشط سياسى قبطى يطالب أن تبتعد الكنيسة فورا عن السياسة ، وأن يلتزم الأباء الكهنة عملهم بالعظة داخل الكنائس ..
** أقول ، وأؤكد لكل هؤلاء .. إنه بدون الكنيسة لن يكون للأقباط كلمة فعالة ، وأنه بدون أن تتوحد كل الكنائس .. لن يكون للمسيحية دور .
** دعونا نتذكر .. أن أروع مظاهرات للأقباط .. خرجت أمام ماسبيرو ، عندما إنضم إليهم أباء كهنة ، كان المشهد مؤثر جدا .. وفى نفس الوقت مخيف .. فقد كان مؤثرا ، لظهور الأباء الكهنة كالرعاة الذين يحمون الخراف من الذئاب .. وكان موقف الأب الكاهن "فليوباتير" ، والأب "متياس نصر" أكثر من رائع .. ولكن للأسف أساء بعض النشطاء السياسيين إليهم .. نعم ، كان موقف الأباء رائعا ، فى وسط المشهد الذى رفع فيه الأقباط الصليب ، وهم يرتلون "كيرياليسون .. كيرياليسون .. إرحمنا يا الله" .. ولكن المشهد إختلف عندما إنضم الأقباط إلى مجموعات أخرى بميدان التحرير ، فهم أساءوا إلى أنفسهم ، ثم أساءوا للكنيسة ، وأساءوا للأقباط ...
** أقول لكى أؤكد .. أننا لدينا مفكرين ، ومتحدثين ، يعملون فى هذا الملف بكل حب وإخلاص ، دون محاولة للوثوب إلى مصالح شخصية ، أو أهداف خاصة ، .. وقد شاهدنا أكثر من مرة ، الناشط السياسى ، الأستاذ "مايكل منير" على بعض القنوات الفضائية ، وهو يحاور بعض الجماعات الإسلامية ، وكان شجاعات فى ردوده ، وكان قويا فى دفاعه عن العقيدة المسيحية .. كما شاهدنا وسمعنا كثيرا ، الأستاذ "إيهاب رمزى" كمفكر مسيحى ، وكنائب داخل البرلمان .... وهناك الكثيرين من السياسيين والمفكرين .. إذا إنضم إلى هؤلاء بعض الأباء الكهنة ، وإتفقوا جميعا على فكر رجل واحد ، وحزب واحد ، وإيمان واحد .. أعتقد أننا نستطيع أن نواجه غربان وخفافيش الظلام ، والذئاب الجائعة .... حماكِ الله يا مصر من كل هذه الحيات والأفاعى .. وحمى شعبك أقباطا ومسلمين ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق