التاريخ.. لا يكتبه الكــــذابون/ مجدى نجيب وهبة

** ماذا جرى للمصريين ؟!! .. هل أصبحنا لا نعى ما يدور حولنا ؟!! .. هل نحن فى غفلة من أمرنا ؟!! .. أم إننا نستعذب القهر والذل لأنفسنا .. يتحدثون عن الأخلاق ، وهم أسفل السافلين .. وعن القيم والسلوك القويم ، وهم مجموعة حمقى وبلطجية ، يدمنون الكذب بلا خجل ، مع أن الكذب رذيلة .. يتأمرون فى دهاء وتخطيط محكم لا يقدر عليه إلا الأبالسة والشياطين .. يرتدون الأقنعة ، وهم يتحدثون عن الأصالة والنبل .. يقتلون ويسرقون ويزورون ويختلسون .. يتحدثون عن الشرف والأمانة والأخلاق ، وهم فى الحقيقة ليس لديهم شرف ولا أمانة ولا أخلاق ... يرتكبون المعاصى والزنى تحت ستار الليل ، وفى النهار يعتبرون أنفسهم حماة الدين وحراس الفضيلة ..
** تحول الدين عندهم إلى شئ واحد فقط .. هو "الجنس" .. يصرخون ويستغيثون ويستجيرون ، وتقوم الدنيا ولا تقعد .. يقولوا "إلحقوا .. الدنيا خربت .. ضاعت الأخلاق .. أهدرت القيم .. هناك من سب الرسول .. هناك ساق عارية .. هناك سائحة ترتدى ملابس تثير الفتنة .. أقيموا الحدود .. إرفعوا الرايات" ... ويتبارى الخطباء ، ويجتمع فلاسفة أسبرطة ، ليبدأ الجدل العقيم ، والفتاوى العفنة ، والصيد فى الماء العكر ... فالمتعة أصبحت عندهم صيد الحشرات والقوارض والزواحف والأبراص .. يرعبون بها الأخرين ، ويزرعون الفزع فى نفوسهم ...
** من العار على هذا الشعب العظيم .. أن يترك فئة اللصوص يتحولون إلى دعاة ومبشرون بالشرف والأمانة والنزاهة .. وأن يكون أهل الضلال هم المطالبون بالعدل .. وهم المطالبون بوضع الدستور .. وهم المطالبون بحكم مصر .. وأن يكون القوادون هم حماة الفضيلة .. مسخرة ومهزلة .. ونكتة مستهجنة أكثر عهرا من الدعارة والجنس الفاضح .. والمؤسف أن المؤسسة العسكرية المسئولة عن أمن وسلامة الوطن ، والتى بيدها الأمر .. تخطط وترتب .. لا لإصلاح الوطن ، فمصلحة الوطن خارج كل الحسابات .. ولكنها تسعى إلى خلق حالة من التمزق بين أفراد الشعب المصرى .. بعد تسليم مجلسى الشعب والشورى لهذه الفئة الضالة .. ونقول لن يترككم التاريخ ، وعليكم بالفرجة على الفوضى القادمة .. وبعد ذلك لا تسألون عن وطن تحموه .. فلن يكون هناك وطن ، ولن يكون هناك تعليم .. وفى هذه الحالة سوف نرفع الراية السوداء التى تعلن عن سقوط مصر فى بحر متلاطم ..
** أيها السادة .. أفيقوا .. إستيقظوا .. الحرية ليست الإخوان .. الديمقراطية لا تعرف الكذب والتحريض والإرهاب السافر .. دمروا المواطنة وأسقطها .. وما يحدث على الساحة المصرية الأن هو تدمير شامل للهوية المصرية ... إنه لأمر محزن ومؤسف .. لكنهم نجحوا فى إسقاط مصر فى البرك والمستنقعات العفنة ....
** تجاهل الحقائق لا يعنى طمسها ، كما يحاولون الأن ، وإغفال رموز التاريخ .. لا يمكن أن يمحو إنجازها .. وممارسة الكذب والتدليس كما يهوى الكثيرون الأن .. لن يغيروا الثوابت .. لقد تبارى بعض الأفاقين قبل ذلك فى أن يصبوا اللعنات على أسرة "محمد على" التى حكمت مصر قبل ثورة 1952 .. فهل هذه اللعنات أنست المصريين أن "محمد على" هو مؤسس مصر الحديثة ؟!! ..
** لقد كان لنظام الحكم قبل ثورة يوليو عيوبه ، ومساوئه .. دعت الشعب لأن يثور ويخرج ، ليعدل مسار الأحداث ومجريات الأوضاع .. لكن العيوب والمساوئ لا تعنى أن نأتى بإناء من الطلاء الإسود ، ونغطى نحو قرن ونصف قرن من تاريخ مصر بالظلام .. حتى لا نرى أى شئ فى الماضى .. دون أن ندرى أن هذا سوف يؤثر على رؤيتنا فى المستقبل ..
** إن الإنسان لا يستطيع أن يهرب من ماضيه ، ومن يهرب من ماضيه .. يفقد حاضره ومستقبله ... إن التاريخ لا يكتب بالغوغائية ، والحقائق لا تسجلها الأكاذيب .. هل يصدق أحد ما يحدث الأن فى مصر .. هل يمكن تصديق أن يكون ذلك هو نهاية المطاف .. لماذا الإصرار الذى يمارسه المجلس العسكرى على تسليم مصر للإخوان .. وهى نفس المطالب التى تطالب بها الإدارة الأمريكية ...
** للمرة المليون .. هل لا يعلم المجلس العسكرى طبيعة الإخوان ، وكيف أسقطوا الحكومات والدول .. هل لا يعلم المجلس العسكرى ألاعيب هذه الجماعة .. وكيف يضللون ويكذبون .. هل لا يعلم المجلس العسكرى .. إنها وصمة عار فى جبين هذا الوطن ما يحدث فيه الأن .. أم أن المجلس العسكرى تم إختراقه ... كم إخترق القضاء وإخترقت الداخلية وإخترق الإعلام ...
لقد إستطاع الإخوان أن يشعلوا مصر بأكملها .. وهذه هى الدلائل :
** فى واقعة "زياد العليمى" .. سواء إختلفنا مع النائب أو إتفقنا معه .. فى النهاية ، رفض النائب الإعتذار ، وبل ظل يراوغ فى المعانى والكلمات .. وعندما ضيق عليه البعض السؤال .. لماذا لم تعتذر بصورة واضحة حتى يغلق الملف .. قال "الذى كتب لى صيغة الإعتذار هو النائب محمد البلتاجى" .. وللأسف ترك الإعلام البلتاجى ، ولم يشر أحد من قريب أو بعيد فى الفخ أو الخديعة التى أوقع فيها البلتاجى ، النائب "زياد العليمى" ... وهذا هو نفس الفخ الذى أوحوا فيه بعض نواب الإخوان للنائب "محمد أبو حامد" ...
** عندما شكلت لجنة تقصى الحقائق حول أحداث شارع "محمد محمود" .. عاد النائب مسرعا ومعه بعض الطلقات ، بعد أن شحنه بعض المرافقين ضد الداخلية .. وإنها هى التى تكذب .. ولم يدرك النائب أن هناك فخ ينصب له .. وأن الأذرع الكثيرة للإخطبوط تلتف حوله .. وعاد النائب وقوبل بحملة هجوم من الجماعة .. وفقد النائب كثيرا من شعبيته ، وظهروا نواب الإخوان فى صورة "الحمل الوديع" ..
** فى واقعة الإعتداء على د. عبد المنعم أبو الفتوح .. واقعة عادية جدا ضمن مسلسلات الإنفلات الأمنى .. الذى كان للإخوان دور كبير فى أحداثه .. ولأن الله يمهل ولا يهمل .. فقد طال النائب بعض القليل من "طبيخ السم" ..
** أما فى واقعة "البرنس" ، فهو المسئول عنها .. فكان يجب مراعاة السرعة ، والحذر من سيارة النقل التى خرجت من إحدى الحارات .. وإضطرت إلى تهدئة السرعة .. حتى لا تنقلب ، وكان هذا درس إلهى أخر للنائب الذى تطاول على مريض .. وهو الرئيس "مبارك" .. هو وأخرين .. وهم يحاولون جرجرة الرئيس السابق فى حجرة ، كما وصفها المستشار "مرتضى منصور" .. لا تصلح لعلاج حيوان ، وليس رئيس دولة سابق .. كما رفض د. "حمدى السيد" هذا الإقتراح الغلاوى الذى يحمل كراهية وغل وحقد رهيب .. وقال "أن جميع مستشفيات السجون غير مجهزة إطلاقا لإستقبال أى حالات حرجة" .. ولكن "البرنس" أراد فى قرارة نفسه أن يصاب بمكروه ليرى أين سوف يعالج ، ويتمتع بالعلاج كنائب فى مستشفى شرم الشيخ ، أو فى المستشفى الدولى الذى يعالج فيه "مبارك" .. ولكن حظه السيئ أن الإصابة لم تؤهله إلى نقله بطائرة إلى أحد هذه المستشفيات للعلاج ..
** عندما حدثت مجزرة "بورسعيد" .. كتبنا أكثر من مرة .. إبحثوا عن المستفيد ، وشكل مجلس "قندهار" .. لجنة أطلقوا عليها "لجنة تقصى الحقائق" .. ذهبت وضللت الحقائق .. وجاء تحقيقها بإتهامات مرسلة لإتهام الأمن والمحافظ ومشجعى المصرى .. رغم أننا كتبنا أن هذه الجريمة نفذت وخططت بعناية فائقة .. وكانت الجريمة هى لفكر إرهابى دموى .. وهذه الجرائم يتخصص فى تنفيذها منظمات وميليشيات إرهابية .. فهل من المعقول أن لا يتم القبض على أى أحد من أفراد هذه الميليشية التى نفذت مذبحة بور سعيد .. أم كان إطفاء الإضاءة بالإستاد كان كافيا لهروب كل المدبرين للمجزرة .. وتم القبض كالعادة على بعض الصبية والمسئولين الأمنيين لإسكات الرأى العام ، وإختفت الجريمة ...
** ولكن خرجت دعاوى من جماعة الإخوان المسلمين ، وبرلمان "قندهار" لإسقاط حكومة "الجنزورى" ، وسحب الثقة من وزير الداخلية ، وتطهير جهاز الشرطة ، وإعادة هيكلته .. ثم تبعها أحداث شارع "محمد محمود" ، ومحاولة بعض البلطجية الإعتداء على مبنى وزارة الداخلية ، فى سابقة أولى فى مصر منذ عهد الفراعة .. وهى المحاولات المتكررة .. بعضها بيانات تدين الشرطة بإستخدام القوة المفرطة .. وأخرى تدين الشرطة بعدم تفعيل القانون لمنع البلطجة .. والشرطة حائرة .. والقرارات مهزوزة .. وكل ذلك يصب فى صالح الإخوان .. فهم أول من طالبوا بحل جهاز الشرطة .. وعمل الشرطة الدينية ، وتفعيل دور جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ... وهى ليست جماعة كما فى السعودية .. لها قانون وفكر يحكمها .. لكن فى مصر ستتحول إلى مجموعات من البلطجية ، يعملون تحت ستار الحماية الإخوانية ليضبطوا الشارع المصرى ، حسب رؤية الإخوان ...
** فى واقعة النائب السلفى "أنور البلكيمى" .. قدم بلاغ بالإعتداء عليه ، من قبل مجموعة ملثمين ومسلحين ، وتم سرقة مبلغ 100 ألف جنيه ، كان فى طريقه لشراء سيارة .. وثار الإخوان وإعتبروا أن هذه حملة منظمة لتصفيتهم سياسيا ، وإستغلوا هذه الأحداث للفت أنظار رجل الشارع وكسب تعاطفهم .. وبالطبع تم توجيه الإتهام لسجناء مزرعة طرة من النظام السابق .. وذلك لعمل مزيد من الضغط عليهم ، كأنه لا يكفى هذه المهانة التى يتعرض لها نظام سابق .. بل زيادة فى الإذلال والمهانة ..
** وبعد ذلك خرج بيان من الدكتور "حمدى عبد الخالق" .. أستاذ الجراحة والتجميل .. صاحب إحدى المستشفيات بالعجوزة ببلاغ إلى مديرية الأمن ينفى فيه الإعتداء على النائب "أنور البلكيمى" .. بل أنه أجرى جراحة تجميل فى أنفه .. ورغم تكذيب النائب لهذا البلاغ .. إلا أننا نتساءل .. ما مصلحة أستاذ الجراحة والتجميل "حمدى عبد الخالق" فى تقديم هذا البلاغ؟!! .. مما يؤكد كل لحظة أن الشعب المصرى يعيش فى أكبر خديعة وأعفن وأقذر أكذوبة .. إنهم مجموعة من تجار الدين ، ولا يعرفون عن الإسلام شيئا .. بشهادة المسلمين أنفسهم ، وإنهم يجيدون الضحك على الدقون ، وأنهم أشد فتكا من الحزب الوطنى ...
** منذ بضعة أيام .. ومجلس "قندهار" يخطط .. ولا يتوقف ليل ولا نهار ، لجرجرة رئيس الحكومة بتوجيه سيل من الإتهامات .. ليصلوا إلى ما يخططون إليه .. وهو سحب الثقة من الحكومة .. وعمل حكومة إنقاذ وطنى من البرلمان "الإخوان والسلفيين" .. وتقسيم الغنيمة بينهم ، والحقائب الوزارية .. ولما لا ؟؟!!!! .. والوطن بلا صاحب أو حتى بواب والفرصة أمامهم ، فلا أحد يحاسبهم .. بل أن المؤسسة العسكرية ، أعلنت عن تضامنها معهم ، كما أعلنت العاهرة "أمريكا" نفس المطالب .. ولكنهم يخشون الشارع المصرى .. فكان لا بد من التمهيد عن طريق إشعال الأحداث والفتن وتحريك الشارع المصرى لكسب ثقتهم ، ثم سحب الثقة من الحكومة .. وهو ما حدث منذ يومين .. فقد إتخذ المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة قرارا للبدء فى إجراءات سحب الثقة من حكومة الجنزورى فى موعد أقصاه 15 مارس الجارى .. وإتفق النواب على أن يتحمل الحزب مسئوليته خوفا مما سمته المصادر بـ "حرق البرلمان" فى الشارع .. الأمر الذى قد يؤثر على شعبية الجماعة والحزب ..
** كما كشف د. "فريد إسماعيل" .. عضو المكتب التنفيذى للحرية والعدالة .. أن الحزب إتخذ خطوات جدية نحو سحب الثقة من حكومة الجنزورى .. كما أكد مكتب الإرشاد إنهم ليسوا فى حاجة للعودة إلى مجلس شورى الجماعة ، حسبما تنص اللائحة الداخلية للجماعة .. نظرا لأن مجلس شورى الإخوان ، كان قد أصدر قرارا فى إجتماعه الأخير بتفويض مكتب الإرشاد ، والمكتب التنفيذى للحرية والعدالة .. بإتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن تشكيل الحكومة ..
** أما أخطر لعبة ، وهى ظهور قرار مفاجئ لرفع حظر السفر عن مجموعة النشطاء الأمريكيين المتهمين بالإنضمام لمنظمات غير مرخصة تعمل فى مصر .. رغم إحالتهم إلى محكمة الجنايات للتحقيق فى تلك التهم ، وخرجت المانشيتات لتهيل التراب على الحكومة والمجلس العسكرى وتتهمهم بتركيع مصر .. وأكثرها كان من حزب الحرية والعدالة ، أو مجلس "قندهار" ... فى الوقت الذى أشاد السيناتور "جون ماكين" بموقف الإخوان المسلمين من قضية المنظمات والذين تعهدوا بالسماح لهم بالعمل بحرية ، وعدم تقييد مصادر تمويلهما ..
** وبعد ذلك .. خرج علينا البلتاجى .. بتصريح أن قرار رفع الحظر عن سفر المتهمين الأمريكيين .. يعكس فشل الحكام فى إدارة البلاد ، وإستمرارها على نهج مبارك .. وقد أن الأوان بتشكيل حكومة ومؤسسات جديدة تليق بهذا الوطن .. ولا يسعنى إلا أن أقول للشعب المصرى .. لقد بيعت مصر ، وتم تقسيمها لينال كل نصيبه منها ، كما تم تقسيم الأدوار .. كل يؤدى دوره .. فقد أجاد الجميع ، بل أنهم قبضوا الثمن ، وأكثر منه .. وفى النهاية أرجو ألا تلوموا إلا إلا أنفسكم .. قبل أن تلوموا الإعلام بكل صورة وأشكاله .. وقبل أن تلوموا المجلس العسكرى .. وفى النهاية .. لكِ الله يامصر ..
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: