نحن لا نعتب على منتحلي هيئات واشكال ومناظر رجال دين معممين زيفا، منحطين أخلاقا، دنيويين ماديين، عند السلاطين موظفين خانعين مداهنين، بلا جوهر متين، وإيمان ويقين قد باعوا أنفسهم لأقذر الشياطين في سوق المنافقين المدجلين بالدين خدمة للطغاة المجرمين. كأمثال المفتي الأسدي المستشيخ احمد حسون ربيب المخابرات السورية، والآخر البوطي الحنون صاحب الفتاوى المخزية في تبرير القمع والظلم والتعذيب الوحشي والاستبداد والسجود بخشوع لصورة ربه بشار الجلاد وكأنه إله على العباد.
زمرة دموية طائفية عائلية متسلطة حاقدة من مافيا الاشرار تغتصب سوريا بالحديد والنار تدلس لها في فجورها وبطشها وأكاذيبها جوقة موصوفة من رجال الدين التجار!
ونحن لا نعتب على باقي الحَسَاسين اللبنانية خريجي الجوقة الخامنئية المغردين على شجرة ولاية الفقيه الزقومية خدمة للانظمة الدكتاتورية الاستبدادية وللمشاريع والطموحات الفارسية المتغلغلة في منطقتنا عبر أذرعتها المخابراتية في ارهاب المجتمع بطبخ مؤامرات الاغتيالات والتفجيرات والمخدرات ونشر الموت في الطرق والساحات، أو ببلطجية اسقاط الحكومات الوطنية بالقمصان السود وكواتم الصوت، وبث الفتن وتفخيخ السيارات وخلق المشاكل وافتعال القلاقل، واشعال الحروب المذهبية بين أبناء الوطن الواحد للسيطرة على الدول العربية، كالمعممين بالأسود والأبيض من ملتحي العنصرية الصفوية الدخيلة ومن لف لفهم من اشياخ جبهة العمل الاسلامي وحركة التوحيد والاحباش وغيرها من اشياخ وأشباح وأشباه القاعدة المستغَلَّةُ يافطتها من النظامين الايراني والسوري وأذنابهما غب الطلب.
أما المعمم بالعمامة الأورونجية والمعقد بالعقدة الرئاسية على حساب المصلحة الوطنية السفسطائي الديماغوجي ميشال عون صاحب الطريقة المنتهية الصلاحية في والتغيير والاصلاح، والفاعلة جدا بعشر وزارات في التعتير والافساد، والكذب المباح، والمشهور في كتب التاريخ بالهروب بعيدا الى باريس تحت جنح الظلام خوفا من الاسد ثم الانبطاح على الأربع خدمة لابنه بشار السفاح، فهذا الميشال انو شروان هو حالة شاذة ودخيلة في لبنان على عالم الكباريهات السياسية الهابطة الاخراج، أو السيركات البهلوانية الفاشلة الإنتاج.
فهؤلاء جميعا من مستشيخين سوريين ولبنانيين ومطارنة عونيين ليمونيين مُلَونين أورنجيين فاسدين قد تلطخت ايديهم مباشرة بالدم الحر الثائر البريء، المسفوك في قرى ومدن وارياف سورية الحبيبة، خدمة لنظام المجرم الموصوف بالقتل والاغتيال واتهام القتيل بقتل نفسه.
نحن نعتب فقط ونحاسب وننتقد رجال دين نقدر، ومرجعيات وطنية نحترم كالمفتي قباني والبطريرك الراعي.
ويا للأسف فالأول استقبل شبيحا وبلطجيا وقحا واضعا يده بيده الملطخة بدماء الأبرياء المقتولين والمخطوفين كشبلي العيسمي وابناء جاسم وغيرهم بلا خجل ولا وجل.
والثاني يُنَظِّرُ في مقعده الوثير ترفا ويتغنى بالدولة السورية التقدمية وبنظامها الأسدي الانساني، وبدستورها الحداثي العصري البعثي المثالي الذي لم يقل كباقي الدول العربية " أنها دولة إسلامية لكن دين الرئيس الإسلام".
لقد وجدها البطريرك الراعي فَرِحاً بعد ان انكب على دراسة كافة الدساتير العربية متغنيا بالدستور الاسدي البعثي.
فمرحى للراعي بهذا الكشف الثمين!
ومرحى لبشار بهذا الحليف عظيم!
نسي غبطة البطرك هنا أن الدساتير في النظام الأسدي البعثي كلام منصوص لا قيمة فعلية له على أرض الواقع. حيث النظام الأمني المخابراتي بيد عائلة الأسد العلوية هو الحاكم الفعلي وأوامره هي دستور البلاد الأعلى. والدليل كيف انهم عدلوا الدستور بشطحة قلم بعد موت المقبور حافظ وألبسوا الولد بشار الحكم كبذلة مفصلة على القد لكي يرث مملكة آل أسد العلوية أي الدولة السورية. ويا خراب البلد عندما يحكمها ولد. وبشار اليوم وبرعونة الأطفال يدمر ويخرب ويقتل ويشوه سوريا ويمزق وحدتها الوطنية بحماقاته الاجرامية في الاستمرار بالتسلط على الدولة المنكوبة بعائلته العنصرية الحاقدة.
ويتغني البطريرك الراعي شططا بديمقراطية بشار بالقول:
"وأقرب شيء الى الديمقراطية هي سوريا".
هذا الكلام هو أكثر من معيب بحق قائله ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال. وهو ليس فقط ساذجا ولا أساس له من الصحة على أرض الواقع، وانما هو ايضا استهزاءا بالقيم الديمقراطية الانسانية في الحرية السياسية والحرية الشخصية وحرية التعبير، وليس خنق المجتمع كما في سوريا الأسدية بتكميم الأفواه وزج أصحاب الرأي المعارض في السجون والمعتقلات.
وهذا الكلام هو انقلاب على الاخلاق الديمقراطية السامية في التبادل السلمي للسلطة بين الرؤساء وليس كما في سوريا الأسدية بالوراثة والتمديد للرئيس الى ان يقلب الموت له ظهر المجن.
وهذا الكلام هو استخفاف بالمبادئ الديمقراطية البديهية في المنافسة الحزبية الحرة، وليس حزب واحد او عائلة واحدة كما في سوريا الأسدية تحتكر السلطة وتحكم البلد.
وهذا الكلام هو تصفيق تهريجي للطاغية كتصفيق مهرجي مجلس الشعب للاستفتاءات الصورية الكاريكاتورية على بشار اسد أو لا احد.
وهذا الكلام لا علاقة له بانتخابات حرة تعبر عن ارادة الشعب وتفرز سلطته الحاكمة عبر صناديق الاقتراع السرية.
وأين قدسية حقوق وكرامة الإنسان في سوريا يا غبطة البطرك؟
بناء عليه نستطيع القول أنه ليس أبعد شيء عن الديمقراطية هو النظام السوري، وانما هو قمة في الظلم والظلامية، والاستبداد والدكتاتورية، والعنصرية والبربرية، واحتقار الحياة الإنسانية عبر مخابراته وشبيحته الهمجية.
والمشكلة انه كلما أراد البطريرك الراعي تكحيل تصريحاته المنفرة السابقة بهذا الخصوص، عماها بتصريحات لاحقة باهتة النصوص! وكلما أراد ترقيع تصريحاته من جانب، تمزقت بفعل التسطيح الفكري المتخبط بالحقائق، وضبابية المنطق المُشوش بالوقائع من جانب آخر!
أنا لا أدري ما الذي دفع المفتي قباني على وضع يده بيد ممثل السفاح ابن السفاح، ولا ادري أيضا ما الذي يدفع الراعي الى الإدلاء بتصاريح منفرة يحاول في اليوم التالي تريقعها دون نجاح!
وبدل ان يذهب المفتي قباني لتفقد أحوال أهلنا السوريين النازحين المشردين المنكوبين المعذبين الهاربين الى لبنان قسرا من جحيم آلة بطش العصابة الاسدية البربرية الحاقدة، ومواساتهم والنظر في احوالهم وما يحتاجون اليه وهم يحتاجون الى كل مساعدة وبلسمة آلام وجراح مادية ومعنوية، تراه وبكل أسف يضع يده بيد الشبيح الذميم على عبد الكريم ممثل هذه العصابة الأسدية الحاقدة في لبنان.
وبدل ان يذهب البطريرك الراعي بمشاعره الفياضة وقلبه الرؤوف الرحيم وحبه المستمد من محبة المسيح لزيارة انسانية أخوية لافته الى أهلنا السوريين النازحين المنكوبين المعذبين الهاربين الى لبنان قسرا من جحيم آلة بطش العصابة الاسدية البربرية الحاقدة، محملا كبابا نويل بالهدايا لأطفالهم المشردين من ديارهم، المكلومين بخسارة اب او أم أو اخ او جار أو صديق ، تراه هو الآخر يطالعنا يوميا بتصاريح غريبة لا منطقية، خارجة عن السياق السليم ومزعجة لكل صاحب ضمير حي، يمدح فيها نظام السفاح ابن السفاح، الذي استعبد ونكل وشوه وفرق واغتال وقتل وخطف وخرب بلبناننا ويرتكب اليوم المجازر على أبشع ما يكون بأبناء الله الانسان في سوريا المذبوحة بسكاكين حماة نظامها الدموي الاستبدادي الطائفي العائلي.
نظام فئوي ظالم يرتكب أبشع المظالم خارج عن سياق العصر الحديث حوَّل سوريا العظيمة الى غابة من الشبيحة المجرمة الحاقدة، تحكمها عائلة فاجرة وبطانة فاسدة.
كنت اريد ان اكتب مقالة نقدية ثانية حول موقف البطرك الراعي المرفوض والغير موزون من المأساة الرهيبة والفظائع المرعبة التي يتعرض لها اطفالنا واهلنا في سورية الغالية. الا اني عدلت عن الفكرة لأن مفتي الجمهورية هو الآخر ألصق بنفسه ومقامه عملا معيبا باستقباله المخزي للجاسوس الأسدي علي عبد الكريم، بينما النساء وفي نفس الوقت في حمص تغتصب وتقتل، والاطفال مع امهاتها في عيد الام تذبح، والحرمات تنتهك، والمدن تدك واحدة بعد الأخرى بالمدفعية والصواريخ، ورائحة الدم المسفوك في كل مكان من بلاد الشام.
المؤسف ان رجال الدين في تصريحاتهم المتعثرة واستقبالاتهم المنفرة يؤكدون ادراكهم ببيع مواقعهم في سوق المنافقين المداهنين، أو سذاجتهم وعدم ادراكهم وهنا الفاجعة الكبرى التي توحي بموت الضمير وتخثر الشعور بمآسي الضحايا اليومية والمجازر البشعة التي يتعرض لها هذا الشعب البطل.
كم هو مؤلم من رجال الدين، أيا كانت ديانتهم، عدم اكتراثهم لأرواح الأبرياء وتمجيدهم للسلطة القاتلة وحقها الإلهي رغم كل المظالم بالحفاظ على السلطة باستقرار أمني مفروض ظالم !
يتحدث البطرك الراعي عن الشركة والمحبة. كلام جميل ولكن :
هل تبرير الظلم والإجرام شركة ومحبة؟
وهل اتهام الإعلام والقراء والنقاد بالإجتزاء وعدم الفهم شركة ومحبة؟
لا يا غبطة البطرك نريدك انت والمفتي مراجع وطنية تدافع بضمير حي عن العدالة والحرية والقيم الإنسانية وبالأخص أمام سلطان جائر ظالم، كذاب ماكر، جزار فاجر، دموي مقامر كبشار الاسد!
0 comments:
إرسال تعليق