إنتهى الدرس ياغبى - "الإخـوان" يحكمون مصر/ مجدي نجيب وهبة

** هذا عنوان مقال تم نشره بتاريخ 16 مارس 2011 .. والأن قد مضى عام كامل على نشره .. وكما توقعت وكتبت .. أن الإخوان يحكمون مصر .. ليس الأن ، ولكن من هذا التاريخ .. ولم يصدقنا الكثيرون ، والبعض إعتقد أن ثورة 25 يناير غيرت المفاهيم الكثيرة .. ولن تسمح بتوغل الإخوان ، أو إستيلائهم على الحكم .. كتبت وحذرت كما تقرأون فى المقال ، أن الأيام القادمة أسوأ مما تتخيلون ، وللأسف لم نجد إلا الهجوم من البعض علينا ، وقال البعض الأخر .. "تفاءل ياأخى .. ألا تدرى أن مصر فى ثورة الأن" بل ورقص الكثيرون ، وهم يهللون للأحداث الجارية ، .. ومع ذلك تحقق كل ما كتبناه ، وما نكتبه .. لنثبت للأخرين أننا لا نكتب أحداث قد حدثت بمصر ، ولكننا دائما نقول ما سيحدث فى الغد .. وهذا هو الفرق بين الكاتب ، وبين الناقل .. وسوف أعيد نشر هذا المقال كما تمت كتابته دون حذف كلمة واحدة .. ليعرف الجميع إلى أين ستذهب مصر .. لأننى أثق أن مصر لن تعود كما كانت ، لأن المؤامرة كاملة الأركان ، وقد سلمت مصر للفوضى والخراب .... وشكرا لكل من ساهم فى تحقيق هذا الخراب ..
*******
نـص المقـال

** لم يتردد جمال عبد الناصر لحظة ما بدت فيها السلطة على وشك الإنفلات منه فى أن يعتقل عددا من زملائه فى تنظيم الضباط الأحرار بعد إتهام بعضهم بالتحريض عليه فى قضيتى المدفعية والفرسان .. ولم يتردد فى أن يحكم علي بعضهم بالإعدام وأن ألغى الحكم فيما بعد مفضلا إبعادهم خارج البلاد .
** فى 18 يناير فور عودة السادات من رحلته لأسوان تلقى إتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء ليخبره بخطورة الموقف عقب إندلاع المظاهرات ، فالمظاهرات تجوب الشوارع وتحاول الإقتراب من بيت الرئيس فى الجيزة ، تفهّم السادات الرسالة دون تعليق ، ومع الأمر بالتدخل صدر قرار أخر بإعلان الأحكام العرفية وفرض حظر التجول وألغى السادات توصيات الحكومة التى أدت إلى إرتفاع الأسعار ..
** فى 25 ، 26 فبراير 1986 وقعت إضطرابات الأمن المركزى والذين بلغ تعدادهم 300 ألف مجند ، كانت هجماتهم العنيفة على الفنادق القريبة من ثكناتهم وفى هذه الهجمات وجد هؤلاء الجنود الريفيون البسطاء عالما من الرفاهية والمتعة الحسية ما لم يتصورونه ، وكان صعبا مواجهة تمرد قوة هائلة ومسلحة بهذا الحجم إلا بالجيش .. وبالفعل .. نزلت فرق عسكرية مدرعة إلى الشوارع ولكنها تعاملت بطريقة راقية مع الناس ، وهو ما صب فى صالح وزير الدفاع الذى كان فى ذلك الوقت المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة الذى قاد قوته بعد إجبار وزير الداخلية العنيد القوى النظيف أحمد رشدى على الإستقالة .
** فى يوليو ونوفمبر 1986 رأس أبو عزالة وفد إلى الولايات المتحدة ليس فقط لبحث الدين العسكرى وإنما لمناقشة قضايا الإصلاح الإقتصادى فى ضوء شروط النقد الدولى .. بدأت المشاكل تتصاعد بين المشير ومبارك وأراد الرئيس أن يتخلص منه ولكنه فشل لعلاقة المشير الوطيدة بأمريكا وأتت الفرصة فى صيف 1990 أثناء تحرير الكويت وإرسال قوات مصرية ، فقد رأت أمريكا بأنه ليس لديها مقابل ذلك الإستغناء عن أحد رجالها وهى الفرصة المواتية لمبارك ، فقد عينه مساعدا للرئيس وهو منصب شرفى يحدد الرئيس لصاحبه المهام المطلوبة منه ، وهى عادة لا تزيد عن تقديم واجب العزاء .
** كان لا بد أن نعود بالذاكرة قليلا حتى نرى علاقة الجيش بالسلطة وهل أجبر الجيش مبارك على التنحى ، وهل ثورة 25 يناير هى ثورة إخوانية دفع بها وحماها الجيش للتخلص من حسنى مبارك .. رفع شباب الثورة شعارات براقة "حرية – عدالة – كرامة – إنسانية" .. فى البداية بدأ الإخوان بالمسكنة والمراوغة ، فهم لم يغيروا لغتهم .. قالوا لا نسعى للحصول على أغلبية برلمانية وهم كذابون .. قالوا لن نتنافس على الترشيح للرئاسة وهم معروفون بالتضليل ، فهم يلعبون نفس اللعبة التى مارسها الحزب الوطنى فهم يتفننون فى لغة خداع الشعب ، فنجد د. عصام العريان يراقب اللقاءات التليفزيونية ليقوم بعمله فى الرد والدخول فى الحوار .. ونجد د. محمد البلتاجى يقود المظاهرات ويدعم السرادقات للشيوخ والمسئولين .. ونجد د. سعد الكتاتنى متحدث رسمى للإعلام لشرح فكر الإخوان .. وحتى نتعرف على الإخوان وماضيهم الملطخ بالدموية فى برلمان 2005 دعونا نفتح هذا الملف لنقول للدكتور عصام العريان وأتباعه "إن كنت ناسى أفكرك" .. كلنا أمام الإخوان مثل حبات الأرز ، لا فرق عند الإخوان بين قبطى وعلمانى ، بين ديمقراطى وشيوعى ، بين ناصرى ووفدى .. فعندما يقوم تنظيم على السمع والطاعة فإن كلمة واحدة من المرشد العام تكفى لكى تصبح مصر مجزرا أليا للبشر ..
** نعم الإخوان هم المستفيدون الوحيدون من ثورة 25 يناير وربما نذهب أبعد من ذلك أن يكونوا هم المدبرين لها وخصوصا حرفية إختيار يوم التظاهر وهو "عيد الشرطة" ، فقد طال صبرهم وشوقهم للسلطة وهم يتصورون الأن أنه حانت لحظة جنيها ، فالسلطة أصبحت بين أيديهم سيقطفونها وحتى لو حدث ذلك عن طريق الفوضى .. وحتى لو كان الطريق إليها أن يشربوا من دمائنا جميعا ، لينتهى بهم المطاف بسلطة دينية .. قهرية .. فاشية .. وأعتقد أن الجميع ساهم فى الوصول إلى هذا السيناريو .. والقادم هو ألعن مما تتصورون ، فعلينا أن نعترف أننا مقبلون على مرحلة سيطرة الإخوان على الحكم فى مصر ، كما أن الأغلبية لا تقبل إلا شخصيات أتوقراطية أو شخصيات دينية ، بديلة للحكم بدعوى أنها يمكن أن تحقق درجة أفضل من الإنضباط والنظام ، وكأن حكومة الإخوان هى الصيغة الوحيدة للتغيير قد تكون هى الطريق إلى الجنة ، وهذه هى المهمة التى يمكن أن تقوم بها الحركة الإسلامية التى لديها أرضية شعبية أوسع من غيرها .. إذن فنحن مقبلون على الإستيلاء على السلطة بالوسائل البرلمانية .. وعلى أية حال فإن قيادة الجيش لا تألوا جهدا فى إثبات "إسلاميتها" تماما مثل وسائل الإعلام والحزب الحاكم .

- جرائم الإخوان فى برلمان 2005 .. الملطخ بالدم –
** هذه بعض النماذج التى نشرت فى الصحف
فى جريدة الأخبار بتاريخ 27 نوفمبر 2005 وفى القليوبية كانت السيوف والسنج والأعيرة النارية هى أهم ملامح جولة الإعادة فقد دارت معارك طاحنة بين أنصار خالد محى الدين وتيار الإخوان إستخدمت فيها السيوف والشوم وقنابل المولوتوف الحارقة والأعيرة النارية .
أمام لجنة مدرسة الشيماء تبادل الضرب بالكراسى بين أنصار مرشح الوطنى ومرشح التيار الدينى . فى دائرة شبين القناطر شهدت لجان العرب مشاجرات من أنصار الإخوان وقذفوا رجال الأمن بالحجارة فى كفر طما وعرب الصوالحة .
فى بور سعيد شهدت لجنة مدرسة "أُحد" أعنف حوادث بعد حرق الصناديق .
فى الأسكندرية دائرة غربال تم القبض على 18 من مثيرى الشغب من أنصار مرشحى التيار الإسلامى .
أمام مقر لجان مدرسة النهضة النوبية قام الإخوان برشق القوات الأمنية بالحجارة وتهشيم السيارات وإصابة بعض أفراد الشرطة .
فى بور سعيد القبض على 27 شخصا من أنصار الإخوان لإثارة الشغب وإستخدام العنف .
فى لجنة مدرسة سعيد النجار قام الإخوان بترديد شعارات إسلامية لعرقلة سير العملية الإنتخابية .
فى الأسكندرية ألقت المباحث القبض على 133 بلطجيا فى العامرية والدخيلة ومنيا البصل وغربال بعد التعدى بالشوم والسيوف والسنج لصالح أنصارهم من مرشحى التيار الدينى ، ونتج عن هذا التعدى سقوط قتلى وإصابة 7 من رجال الشرطة وتهشيم 4 سيارات وكان من بينهم مسجلين خطر تم ضبطهم وبحوزتهم عدد كبير من السيوف والأسلحة البيضاء والشوم والزجاجات الحارقة وزجاجات المولوتوف .
إستخدموا شعار "الإسلام هو الحل" لجذب البسطاء وعامة الشعب فمن ليس معى فهو ضد الإسلام .. لعبوا بهذا الكارت لإجتذاب أكبر عدد من الأصوات .. إستخدموا الجوامع والزوايا فى حشد الناخبين ، كانت دعواتهم فى الصلوات أثناء صلاة التراويح "اللهم ساعدنا على هدم الفساد .. اللهم أعطنا الخلافة .. اللهم أعظم نفوسنا بإختيار من هو خير منا" .
فى منطقة بولكلى فى الأسكندرية روع أنصار الإخوان الناخبين فقد أحاطوا اللجان بسياج من الزجاج المكسور جعل الذاهبين إلى اللجان لا يستطيعون الذهاب والداخلين لا يستطيعون الخروج ، كما أحاطوا الكنائس بكميات مهولة من الزجاج المكسور خاصة كنيسة مارجرجس فى محرم بك وكنيسة مارجرجس فى غيط العنب ، هذا بخلاف حمل بعض الإخوان المسلمين السيوف أمام أبواب الكنائس ، لذا فقد ظل الأقباط فى بيوتهم لم يدلوا بأصواتهم لا للمسلم ولا للمسيحى .. المصيبة أنهم إحترفوا الكذب والخديعة ، فهم قبل إعلان النتائج يقيمون المؤتمرات الصحفية عقب العملية الإنتخابية يعلنون فيها أنهم ظلموا ، وأن الإنتخابات مزورة وأنه تم إعتقال عدد كبير منهم ويكون ذلك قبل إعلان النتائج لتأكيد أن النتائج لو جاءت فى غير صالحهم فهى مزورة .. يجيدون حرب التنكيل بخصومهم وخلق الأكاذيب والروايات النسائية وكتابة المنشورات لإسقاط خصومهم .
** هذه بعض القصاصات القليلة والأحداث الدموية وما أكثرها فى جميع اللجان ، أما على الجانب الأخر فقد نشرت جريدة المصرى اليوم الإخوانية لرجل الأعمال صلاح دياب ونجيب ساويرس التى دأبت على هدم الوطن ، عكس ذلك تماما بالكذب والخديعة وإليكم بعض هذه النماذج :
فى المصرى اليوم 22 نوفمبر 2005 – ضربة قاضية لـ "الوطنى" فى الأسكندرية ، فوز الإخوان بـ 7 مقاعد و 2 للوطنى ومستقل واحد .
الوطنى يفشل فى حسم أى مقعد من الجولة الأولى فى الفيوم .
الإخوان يكسرون إحتكار الوطنى للإسماعيلية .. الجماعة تنظم مسيرة إحتفالية بالنتيجة .. الوطنى يدخل نفق الإعادة .
نصف ساعة تزوير وبلطجة "عينى عينك" فى الدوائر .. كسر صناديق .. تصويت دون السن القانونى .. شراء أصوات الصم والبكم .
** ونواصل مع الجريدة الإخوانجية المصرى اليوم :
نتائج المرحلة الثانية 6 الوطنى .. 3 مستقلين .. 13 الإخوان .
جمال حشمت يطالب الفقى بتنفيذ وعده وتقديم إستقالته .
أزمة فى جريدة الأخبار بسبب إعترافها بالإخوان المسلمين .. تحقيقات موسعة داخل المؤسسة حول نشر إعلان مرشحى الجماعة بالأسكندرية .
أظهرت الحزب الوطنى وأنصاره بلطجة والإخوان يدافعون عن شرعية اللجان .

- ملف إحالة القضاة للتقاعد لعدم الصلاحية –
** لقد إستخدم الإخوان ملف القضاة فى ترويع الناخبين وإكساب الشرعية على اللجان ، مما دعا السلطة والحزب الوطنى إلى خروج ملفات بعض القضاة ونشر الأرشيف الرسمى للملف .
المستشار محمود الخضيرى رئيس نادى القضاة فى الأسكندرية ، شقيقه مصطفى عبد العزيز الخضيرى من جماعة الإخوان وسبق إتهامه فى القضية رقم 12 وأحاله الزعيم جمال عبد الناصر لمحكمة الجنايات أمن دولة عليا 1965 المعروفة بإسم قضية التنظيم السرى لجماعة الإخوان وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة ، ثم إنفصل عن الجماعة وأسس ما يسمى بتنظيم القطبين الذى يعتنق أفكار سيد قطب ، وإتهم فى القضية رقم 191 لعام 1981 والقضية رقم 23 لسنة 1987 حصر أمن دولة عليا .
المستشارة نهى عثمان الزينى .. والدها عثمان الزينى كان من قيادات الإخوان المعروفين ووالدتها نائلة محمد حسن العشماوى شقيقة حسن العشماوى وهو عضو مكتب الإرشاد الأسبق للإخوان المسلمين وقد حكم عليه بالسجن 15 سنة فى القضية 5630 فى 16 أغسطس 1955 ، أما خالتها أمال حسن العشماوى فزوجة منير أمين الدالة المستشار السابق بمجلس الدولة الذى فصل من عمله بعد إعتقاله مرتين لإرتباطه بالإخوان .
المستشار هشام البسطويسى والمستشار أحمد مكى والمستشار زكريا عبد العزيز فقد طالتهم شكاوى عديدة .
** نعم لدينا ملف كامل عن جرائم الإخوان وصراعهم للحصول على 120 مقعد داخل برلمان 2005 ، وسؤالنا ماذا بعد .. فقد خلت الساحة من كافة الأحزاب ولم يتبقى إلا حزب واحد هو حزب الإخوان المسلمين ، وهو يستخدم نفس الفزاعة ضد الحزب الوطنى ورموزه .. نعم هناك فساد من النظام السابق .. نعم هناك تجاوزات من جهاز الشرطة بقيادة حبيب العادلى وصلت لحد إهانة الجميع والتنكيل بكل أفراد الشعب .. نعم نحن مع ثورة 25 يناير ولكن أين هى رموز هذه الثورة ، من هم وكيف ينظمون أنفسهم ، فقد ضحك الإخوان على الجميع ولم يركبوا الموجة فقط بل إحتلوا "مصر" .. لم نعد نرى فى الإعلام المرئى والمقروء إلا جماعة الإخوان ، هذا بجانب إستخدام السلفيين والخارجين من المعتقلات والسجون لإستكمال السيناريو لإرهاب الشعب .. ولم يعد أمام الشعب المصرى سوى الركوع والخنوع لإرهاب الإخوان ..
** هنيئا لأوباما فلم يقف مع الشعب ضد النظام الفاسد بل وقف مع الإخوان ، فلا فرق لديه من أن يحكم الإخوان مصر بديلا عن الفساد وقد إعترف بذلك وأعلنه أكثر من مرة هو والشمطاء هيلارى كلينتون وللأسف مازال البعض من الأقباط حتى الأن مغيبين لا يدركون حجم الكارثة التى إنزلقت إليها مصر .

CONVERSATION

0 comments: