** أكثر من ثلاثون عاما .. زمن غير قصير .. جيل كامل ولد ، وجيل كامل يسلم الراية لمن بعده .. ولكن مهما طال الزمن وتعاقبت الأجيال ، وتلاقينا الهزائم والإنكسارات ، وضاعت مصر وتاهت وقبحت .. إلا أنه تبقى الرموز الحية .. و"عبد الحليم حافظ" إحدى رموز الفن .. إحدى علامات التاريخ الغنائى ، والزمن الجميل الذى لا يمكن أن يعود بمثله ، ولا يمكن إنكاره ..
** لقد أذهلنا العندليب الأسمر "عبد الحليم حافظ" ، بإصرارنا عليه ، بعدم نسياننا لذكراه .. لأغانيه .. لأفلامه .. لإنسانيته .. لحبه للوطن الذى جرى فى عروقه ، وفى دمائه حتى لحظة رحيله ..
· غنى للحب "بتلومونى ليه ، لو شفتم عينيه ، حلوين قد إيه" ..
· أرسل خطاب لمعشوقته "حبيبى الغالى .. من بعد الأشواق .. باهديك كل حنينى وغرامى" ..
· ناجى حبيبته "حبك نار مش عايز أطفيها ، ولا أخليها دقيقة تفوتنى ماحسش بيها" ..
· ألهب مشاعر الشعب ، عندما طلبت مصر مساعدة البنك الدولى لبناء المشروع العملاق "السد العالى" .. كانت الصرخة القوية "فى الميدان فى إسكندرية .. صرخة أطلقها جمال .. وإحنا أممنا القنال .. ضربة كانت من المعلم .. خلى الإستعمار يسلم" ..
عندما إحتفلت مصر بوضع حجر الأساس للمشروع العملاق "السد العالى" .. غنى "حكاية شعب" .. "الحكايه مش حكايه السد .. حكايه الكفاح اللى ورا السد ..حكايتنا احنا حكايه ..شعب للزحف المقدس قام وثار .. شعب زاحف خطوته تولع شرار ..شعب كافح وانكتبله الانتصار "
عندما حدثت نكسة 1967 .. وإنهزم الجيش المصرى .. كان هو الشمعة التى أشعلت الوقود فى قلوب الجماهير ، وجاب كل الدول العربية يغنى للجيش المصرى ، ويحث على مواصلة الكفاح من أجل النصر ..
عندما حققت مصر نصر أكتوبر 1973 ، أشدى بأروع أغانيه الوطنية .. "صباح الخير ياسينا" .. "في الأوله قلنا جيِّنلك وجينالك . . ولا تهنا ولا نسينا .. والتانية قلنا ولا رملاية في رمالك . . عن القول والله ما سهينا .. والتالتة إنتى حملى وأنا حمالك .. وصباح الخير ياسينا .. تعالي في حضننا الدافي . . ضمينا وبوسينا يا سينا .. مين اللي قال كنتي بعيده عني . . إنتي اللي ساكنه في سواد النني .. مش سهل ع الشبان يسهوا عن الأوطان .. ورسيت مراسينا على رملة شط سينا .. وقلنا يهون علينا . . دا أول الشطئان
عندما حزنت مصر ، غنى "قارئة الفنجان" .. "جلست والخوف بعينيها .. تتأمل فنجانى المقلوب .. قالت ياولدى لا تحزن .. فالحب عليك هو المكتوب .. ياولدى" ...
** أطلق عليه بجدارة "فنان الثورة" .. فكثيرة هى التفاصيل الجميلة التى تجعلنا دائما نناقش ونجادل .. نختلف ونتفق مع حال الأغنية المصرية الأن .. بل مع حال الفن فى هذا الزمن القبيح .. ويكون دائما السبب هو "عبد الحليم" ، أو الذكرى لرحيله .. التى نفتقده فيها ، بل ونفتقد كل جيله من العمالقة ، وقد نصاب بحالة "الفوستالجيا" ، أو الحنين له ، عندما نتأمل موقف الأغنية الأن .. بل مصر بأكملها ، وبعد مرور عشرات السنوات ..
** ويبقى السؤال .. هل هناك ترابط بين عظمة جيل "عبد الحليم" ، والمواهب التى ظهرت بعده .. رغم جمالها ، وقيمتها الفنية ، إلا أننا نجد أن هناك فجوة كبيرة بين التاريخين .. فلن يتكرر العندليب .. فما الذى حدث ؟!! .. ما السر الذى يجعله رغم مرور أكثر من ثلاثين عاما على رحيله إلا أنه باق !!! ..
** هل الزمن ؟!! .. هل الحياة ؟!! .. هل البيئة التى نشأ عليها ، وأثرت فى قدراته وأدائه ، وتكوين شخصيته ؟!!! .. يبقى السؤال ليؤكد أننا الأن نعود للوراء عشرات السنين .. فمن المسئول ؟!! ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق