الأكذوبة الكبرى : المجلس العسكرى.. وثورة 25 يناير/ مجدى نجيب وهبة

** أصعب شئ أن تكذب وتخدع نفسك ، ثم تصدق ما تقوله حتى تروج له لتكذب وتخدع الأخرين .. هذا هو العقد والإتفاق والتزاوج الغير معلن بين المجلس العسكرى ، و"25 يناير" .. الأكذوبة الكبرى التى يصر الكثيرين على تسميتها "الثورة المجيدة" .. وسوف أذكر بعض الوقائع والتصريحات التى أدلى بها بعض النشطاء قبل 25 يناير .. كما وردت فى الصحف :
· المصرى اليوم بتاريخ 22 يناير 2011 :
** خبر فى الصفحة الثالثة بعنوان "البرادعى يؤيد مظاهرة 25 يناير" .. والتفاصيل تقول "أعلن د. محمد البرادعى – المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، ومؤسس الجمعية الوطنية للتغيير – عن دعمه "للمظاهرة" التى دعت إليها بعض القوى السياسية ، الثلاثاء المقبل 25 يناير" ... "قال البرادعى فى رساله بثها على حسابه على موقع "تويتر" يوم 21 يناير : أؤيد بقوة دعوة الشعب للتظاهر السلمى الحاشد ضد القمع والفساد" .. فيما إتهمه عدد من النشطاء بأنه لم يتصل بالشارع ، وبعيد عن المشاركة فى الأحداث الحقيقية ... "وقالت حركة شباب "6 إبريل" .. فى بيان أصدرته أمس أن المظاهرة ستكون تحت عنوان "عايز أعيش" ، وترفع شعار "عيش – حرية – كرامة إنسانية" .. موضحة أن المظاهرة تهدف إلى المطالبة بحد أدنى للأجور ، وبدل بطالة للخريجين" .. "فى المقابل .. شن عدد من ممثلى الحركات السياسية هجوما على "البرادعى" ، وقال "محمد عبد القدوس" ، مقرر اللجنة ، أن رجال المعارضة أصبحوا يهتمون بالظهور فى القنوات الفضائية ، متهما "البرادعى" بأنه لم ينزل الشارع ، ولم يتصل به" ...
** أكتفى بهذه التصريحات ، وهناك تصريحات عديدة التى تؤكد على عدم وجود ثورة من أصله .. والحقيقة أنها مظاهرة دعى إليها فى 25 يناير ، يوم عيد الشرطة ، حيث أن الدولة قررت جعل هذا اليوم عطلة رسمية ... والسؤال هنا .. ما هى القوى التى إستغلت مظاهرة لها مطالب مشروعة ، كلنا صفقنا لها ، وحولتها إلى فوضى ، وبلطجة ، وحرق ، ونهب ، وإسقاط جهاز الأمن ، وضرب مؤسسات الدولة وحرقها ، وأطلقت عليها كلمة "ثورة" .. بل تم وصفها من قبل أحد قيادات المجلس العسكرى بـ "الثورة المجيدة" .. وقام بتحية الشهداء فى أول بيان يصدر للمجلس العسكرى ، بعد تنحى الرئيس السابق عن إدارة شئون البلاد .. وتحول ميدان التحرير إلى فوضى عارمة ، ضمت كل المجموعات الخارجة على القانون .. وإحتل المنصة مجموعات الإخوان ، ومن هذه الأسماء .. الداعية "صفوت حجازى" ، و"عصام العريان" ، و"محمد البلتاجى" ، و"سعد الكتاتنى" ، بل وكل عناصر جماعة الإخوان الذين قسموا أنفسهم إلى مجموعات ، البعض يراقب التحرير ، ويحث المتظاهرين على الإستمرار والتظاهر ، وعدم ترك الميدان حتى يسقط النظام ، وقد كتب فى ذلك الوقت ببعض الصحف ، أن هناك تنظيمات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين ، أقامت سدا منيعا ضد من حاولوا الخروج من التحرير ، ومنعتهم من الخروج بالقوة والبلطجة .. كما إتجه جزء كبير من هذه الكوادر إلى الإعلام .. هذا الجهاز الخطير الذى ساهم بنسبة 100% فى إسقاط مصر ، وتحويل مظاهرة إلى فوضى عارمة ، حتى تمكن الإخوان من إحكام السيطرة على الوطن بأكمله .. بعد إسقاط النظام ، وتنحى مبارك عن الحكم ، وفوض المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد ..
** لقد صدق الجميع ، ومازالوا يروجون لأكذوبة "25 يناير" ، وتناسوا كل هؤلاء أن "ما بنى على باطل .. فهو باطل" .. بل أن أشد ما يؤلم النخبة الكبيرة من الشعب المصرى الذى أطلقوا عليه حزب "الكنبة" ، الدور القذر الذى مارسه الإعلام المرئى بكل أطيافه ، وبرامجه ، ومقدمو برامجه ، والصحافة .. فيما عدا قلة من الكتاب المعروفين والمفكرين .. فى الترويج لفكرة "الثورة" ، وفتح قنواتهم لكل الجماعات الإرهابية ، والتكفيرية ، ومطاريد جبال "تورا بورا" .. وفرضهم على المجتمع المصرى ، وتقديمهم فرسان وأبطال ثورة "25 يناير" الوهمية ...
** وساعد على هذه الفوضى ، موافقة المجلس العسكرى .. عندما أصدر أول بيان له بعد أن تنحى "مبارك" عن الحكم ، بتأييده لكل المطالب المشروعة للثوار .. وإختلط الحابل بالنابل ، وتحول بائع الترمس إلى سياسى ، وثورى .. وتحول البلطجى إلى ثورجى .. وتحول مدمن المخدرات ، والترامادول إلى مناضل .. وتحول الإخوان ، الجماعة المحظورة والتى مازالت محظورة حتى الأن بحكم القانون الصادر فى عام 1954 ، إلى أبطال وشرفاء ، وليسوا إرهابيين ومدبرين لكل جرائم القتل والترويع التى أسقطت شباب من المصريين وضيوف من السائحين .. ولا ننسى جريمة "الدير البحرى" بالأقصر ، والتى راح ضحيتها 66 سائحا ، فى غضون عام 1997 .. وكشفت أحد المصادر الأمريكية ، أن منفذ هذه الجريمة هو الإرهابى "طه الرفاعى" ، وهو أحد كوادر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ، وإنضم إلى تنظيم القاعدة فى تلك الفترة ..
** ومع ذلك .. نعود مضطرين للأحداث الدموية فى الفترة التى بدأت مع أحداث العنف فى 28 يناير ، لنبدأ بنفس السؤال الذى سبق أن طرحناه ، ولن نمل من طرحه ، ولم نجد إجابة عليه حتى الأن ؟!! .. من الذى أحرق الأقسام ، وإقتحم السجون ، وأسقط الشرطة؟!!! ...
** لقد أجبنا على هذا السؤال أكثر من مرة ، ولكن لا يريد أحد أن يفهم ، فقد أصاب هذا الشعب البلادة والتناحة ، ولم يعد يشعر أو يتحرك أو يثور أو يفهم .. وإنما إكتفى بمتابعة د. "هالة سرحان" ، وكيف تحرك تقاطيع وجهها المثيرة .. ويتابعون "لبنى العسل" ، وهم يتغزلون فى تقاطيع وجهها .. ويتابعون السيدة "ريهام السهلى" ، وأحدث الموضات فى الشياكة .. ويتابعون السيدة "حياة الدرديرى" على قناة الفراعين ، ومعاركها مع شباب الفيس بوك .. ويتابعون إيحاءات "منى الشاذلى" ، وكيف توظف عينيها فى جذب المشاهدين ..
** يتابعون كل هؤلاء ، ولا يفهمون ماذا يقولون .. كما إنهم لا يهتمون بالقراءة ، وحتى من يعترض على التظاهر فى الميادين ، ضد ما ينظمة جماعات الإخوان المسلمين من تكويش على السلطة بداية من البرلمان ، حتى الحكومة ، وصولا إلى رئيس الدولة ، فهم مجموعات ومنظمات ثورية تسعى للحصول على مكاسب ثورية ، ووضع إعلامى ، وتأييد شعبى .. نعم ، لقد ساهم الجميع ، وعلى رأسهم الإعلام المرئى فى إسقاط "مصر" ، ونشر أكذوبة "25 يناير" ، وأصبح كل من يطعن فى هذه الثورة ، فهو من الخونة ، والفلول .. ونشر الإخوان كل القصص والأكاذيب ضد كل الشرفاء من جنود هذا الوطن ، بمفكريهم ومثقفيهم ، حتى أسقطوا الجميع فى تهم بلهاء عديدة تعددت بين تهمة "الفلول" التى لم نسمع عنها سابقا ، وليس لها أى معنى ، وتهمة "موقعة الجمل" الوهمية التى قلنا عنها أكثر من مرة أنه لا وجود لها إلا فى خيال الإخوان ، ونستشهد بالتصريح الذى أدلى به الفريق "أحمد شفيق" خلال المؤتمر الذى عقده فى محافظة الفيوم .. حيث قال "أنه ليس هناك ما يسمى بـ"موقعة الجمل" التي وقعت خلال أحداث الثورة المصرية " .. ولم يعد بالساحة سوى جماعات ، كانت محظورة بالأمس ، ومضللين ، وكذابون .. تحولوا بسبب أكذوبة "25 يناير" إلى "أسياد المجتمع" .. وإحتلوا مجلس الشعب ، ومجلس الشورى .. وبدأت تصريحاتهم تهبط بالبورصة إلى أسفل السافلين ، وتدمر السياحة ، وتخرب إقتصاد الوطن .. بينما مازلنا نمجد فى الثورة المجيدة التى أتت بهم ..
** خلاصة القول .. إنها لم تكن بثورة .. بل كانت مؤامرة لسرقة تاريخ مصر .. وإستطاعوا السرقة ، ولكنهم إختلفوا فى توزيع الغنائم ..
** بالأمس فى جريدة الأخبار .. ذكر الكاتب "جلال دويدار" فى عموده اليومى "خواطر" ، مقال بعنوان "مرحلية الإستيلاء على حكم مصر" .. فى إحدى عبارات المقال قال .. "إختار المجلس الأعلى للقوات المسلحة - وليس الجيش – أن يكون فى موقف المتفرج المتواطئ مع توجهات جماعة الإخوان المسلمين .. كان ذلك واضحا تماما فى السكوت على دور الإخوان فى مهاجمة السجون ، والإفراج عن مسجونى "حماس" ، و"حزب الله" ، وتهريبهم إلى بيروت وغزة ، فى غضون ساعات قليلة" .. والمقال ملئ بالحقائق التى كتبنا عنها أكثر من مرة وأكدناها ...
** خلاصة القول .. إنها لم تكن بثورة ، بقدر ما كانت بالمؤامرة التى إستغلت مظاهرات شبابية يوم 25 يناير ، لينطلق بعض المتأمرين ، والمتربصين بالوطن ، الذين ينتظرون مثل هذه المبادرة التى خرج الشباب من أجلها ، ليقوموا بالهجوم المسلح ، الذى أعدوه مسبقا ، لتخريب كل شئ ، وقتل كل من يقف فى طريقهم .. وقد نشرت بعض الصحف فى هذه المرحلة التى تم فيها الإعتداء على الأقسام والسجون ، أنها حدثت بفضل مجموعات مسلحة ، قالوا إنهم من بدو سيناء .. ونتساءل .. ما علاقة بدو سيناء بالمساجين السياسيين من "حماس" ، أو "حزب الله" ، أو "مصر" ، إن لم يكونوا ضمن تنظيمات جماعة الإخوان المسلمين ، أو جماعات "حماس" ، أو جماعات تنظيم القاعدة ، المتوغلين داخل سيناء ؟!!!! ... وأين ذهبوا بعد هذا الهجوم ؟!! .. فهل حضروا فجأة ثم قاموا بالهجوم المفاجئ على السجون ، وقتلوا بعض الجنود ، والضباط ، والسجناء .. وفجأة إرتدوا طاقية الإخفاء ، وطاروا دون أن يراهم أحد .. رغم أنهم كانوا يقودون سيارات دفع رباعى ...
** لقد ذكرت جريدة "الشروق" الصادرة فى 1 فبراير 2011 ، إنه عندما إقتحم مجموعة مسلحة ، سجن "أبو زعبل" ، ودارت معركة حربية بين حراس السجن ، وهذه المجموعة .. إنتهت بقتل 18 شخص ، وهروب 20 ألف سجين ، وإستسلم حراس السجن .. (كان المساجين على علم بوقت الهجوم) ، وفور حدوثه قام السجناء بالهجوم على حراس السجن بالداخل ، والمهاجمين من الخارج .. وللأسف الشديد ما نراه الأن هو مسخرة بكل المقاييس ، وكل الأعراف .. أن يحاكم ضباط الشرطة الذى نجوا من هذه المجزرة ، ويتم إتهامهم بأنهم قتلوا الثوار .. بل ويتعرض ضباط الشرطة وأهاليهم ، ومازالوا حتى اليوم ، للإهانات من قبل بعض أهالى البلطجية الذين قتلوا فى الأحداث ، وأطلق عليهم شهداء ..
** هناك واقعة أشد خطورة ، لتكشف أكذوبة "25 يناير" ، نشرتها جريدة "المصرى اليوم" بتاريخ 5 فبراير 2011 .. خبر تحت عنوان "القبض على 9 أشخاص ، يحتلون 4 طوابق فى عمارة بالسيدة زينب ، بحوزتهم قنابل" .. والتفاصيل تؤكد أن بينهم قناصة ، يحملون كميات كبيرة من القنابل والأسلحة النارية ... وقال الشهود أن المشتبه فيهم إحتلوا الطوابق الأربعة العليا من عمارة "البغل" ، وأن الأهالى هم الذين قبضوا عليهم ، وأبلغوا الشرطة العسكرية ، وعثرت بحوزتهم على مدفع لإطلاق الرصاص بصورة سريعة ، تصل رصاصاته إلى مسافات بعيدة ، مجهزة بـ "تليسكوب" ، وهو الأمر الذى يحول المدفع إلى قناصة يمكنها أن تصل إلى شارع "القصر العينى" ، و"ميدان التحرير" .. كما عثرت الشرطة العسكرية على كميات كبيرة من قنابل المولوتوف ، والأسلحة الأخرى ، وأجهزة الكمبيوتر المحمول "لاب توب" .. وتم التحفظ عليهم ، والتحقيق معهم ... ولنا سؤال هام هنا .. أين هذا الملف ؟!! .. ولماذا إختفى ؟!!! .. وما هى جهات التحقيق ؟!!! .. وأين المضبوطات ؟!!! .. ومن ورائهم ؟!!! .. ومن هم ؟!!! ...
** هذا بجانب صراخ الأهالى الذى لم يتوقف من هجوم البلطجية عليهم ، وسقوط مئات من المواطنين الأبرياء .. ومع ذلك كان يهل علينا الصحفى "جمال فهمى" ، والكاتب "عمار على حسن" فى معظم القنوات الفضائية ، مع الدكتورة "هالة سرحان" ، بل وقناة "النيل الإخبارية" .. وهم يسخرون من هذه الإستغاثات ، ويدعون أن المتصلين بالقناة هم فى حجرات قريبة ، ويقومون بهذه التمثيليات لبث وإشاعة الرعب فى نفوس الشعب ، وإجهاض الثورة .. هذا الصحفى الذى لم يترك قناة إلا ومجد فى الثورة ، خرج بالأمس علينا فى إتصال هاتفى بقناة "التحرير" ، بأحد البرامج الليلية ، وأبدى إنزعاجه ، وأسفه من تخطيط جماعة الإخوان المسلمين بعد سيطرتهم على البرلمان ، ومطالبتهم بوضع الدستور .. ونتساءل ، ألم تكن هذه هى الثورة المجيدة التى باركتها أنت وأمثالك ، ولم تفكروا لحظة إلى أين مصر ذاهبة ؟!! .. لماذا تبكون مما يحدث الأن ؟!!! ...
** هذه هى حقيقة الأكذوبة الكبرى التى روج لها المجلس العسكرى ، وباركها .. وهى ما سميت بثورة 25 يناير .. والتى لم تحقق سوى إستيلاء جماعات محظورة على سدة الحكم فى مصر ، وإسقاط الأحكام على كل الجرائم الإرهابية .. وإندلاع الفوضى والبلطجة ، وإنهيار الإقتصاد المصرى ، وتسول مصر للمعونات ، وإنهيار السياحة ، وسقوط دولة "مصر" ..
** كنت أعترض .. ومازلت ، على كلمة "يسقط حكم العسكر" .. فأنا أصف كل من يردد هذه الهتافات بالخائن لمصر .. ولكن بعد وضوح الرؤية ، وسقوط الأقنعة ، وكشف المستور .. لم يعد أمام المجلس العسكرى إلا طريق واحد .. هو إنقاذ مصر من مستنقع الإخوان والفوضى .. وإلا فليرحل المجلس العسكرى .. ولتحيا مصر .. وليحيا جيشها العظيم !!!!!!!!.........
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: