بشار الأسد: سأدخل بك الجنة!!/ عطا مناع

هل هو الربيع العربي أم السنوات العجاف التي لا يعرف مدتها إلا اللة، هل نعيش آخر الزمان حيث الرويبضة والفتاوى العابرة للقارات؟؟؟ وهل هم المشايخ الذين يفتون بقتل الناس بالجملة في إطار عملية الذبح غير الرحيم كما حدث مع ألقذافي؟؟؟ أم هي ثقافة قميص عثمان والحسن والحسين ونبث قبور ألموتي التي ورثناها عن أجدادنا الأوائل؟؟؟ أيعقل أننا نستحضر ثقافة أكل لحوم البشر ووأد أبناءنا ضحايا ثقافتنا الظلاميه؟؟؟ وهل يجوز يأتينا الخطر من الذي يفترض أن يكونوا قدوة وعنوان للشعب في اللحظات الصعبة.
كيف يمكن أن نتقبل خطاب الاستهانة بعقولنا عندما تخرج علينا الفتاوى التي أصبحت تضاهي في حجمها رغيف الخبز المفقود في عالمنا العربي حتى النفطي منة، وما الذي يدفعني كمواطن عربي للأخذ بما أفتى به الدكتور صفوت حجازي أمين عام رابطة علماء السنة في مصر عندما قال بالحرف الواحد إن الفتاوى التي صدرت بإهدار دم بشار الأسد وقع عليها أكثر من 400 عالم، ويجاهر بأنة لو استطاع قتل بشار الأسد لفعل، وعندما قاطعة احد الشباب معترضاً وسأله هل ستدخل الجنة أم النار لو فعلت ذلك يا مولانا رد الشيخ حجازي: سأخل الجنة.
هي واحدة من عشرات فتاوى القتل التي صدرت ولا زالت في عالمنا العربي الذي يعيش آخر الزمان، ولا زالت فتوى الشيخ القرضاوي بقتل ألقذافي حاضرة عندما قال: وأنا هنا أفتي .... من يستطيع من الجيش الليبي أن يطلق رصاصة على ألقذافي آن يقتله ويريح الناس من شره.... انتهى الاقتباس، وبالفعل خرج ثوار الناتو على ألقذافي بعد قصفة بالطائرات الأمريكية وأخضعوه لممارسات لا تقل بشاعة عما كان يفعله بالشعب، ومن لا يتذكر فليعد إلى ما نقلة الانترنت من صور تضعك في زاوية الخجل وخاصة أن ليبيا ما بعد ألقذافي ليست بمختلفة عن العهد البائد إلا بمزيد من الفوضى والقتل على الهوية السياسية ونبش القبور.
لقد ثبت بالملموس مع بعض الاستثناءات أن علماء السلاطين ينفذون سياسة أرباب نعمتهم، فها هو عالم الدين السعودي عائض القرني يفتي بقتل الرئيس السوري بشار الأسد ليقول قتل بشار الأسد اوجب من قتل الإسرائيلي، ودعا الشعب السوري بحمل السلاح ضده لتنعم جميع الأقليات والطوائف بالأمن وترتاح.؟؟؟؟
في المشهد السياسي قامت الدنيا ولم تقعد على النظام السوري، وذرفت دموع التماسيح لدرجة أن وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف ليبرمان يطالب بتقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب السوري وسعي لدعم رسمي من دولة الاحتلال للشعب السوري، والى جانب ليبرمان خرجت الولايات المتحدة الأمريكية لتتباكى على سوريا وبالطبع العرب العاربة كانت بمثابة عصا من قش إلى جانب القاعدة التي أعلنت النفير العام باتجاه سوريا للدخول عبر بشار الأسد إلى الجنة.
وإذا كانت كل الأطراف الغربية والعربية مع بعض الاستثناءات والقاعدة وإسرائيل مع القضاء على سوريا يحق لنا أن نطرح السؤال الذي يفرض نفسه على المشهد السوري والعربي لماذا؟؟؟؟ كيف يمكن أن يتفق رجال دين إسلامي مع ليبرمان والقاعدة وأمريكيا؟؟؟؟ ما هذا الخليط الذي لا يمكن أن يقنع المتابع البسيط للإحداث في سوريا والعالم العربي؟؟؟؟ وكيف يستهينون في عقل المواطن العربي عندما يخرج علينا احدهم في مصر الثورة ليعلن ترشحه لمنصب البابا القبطي تحت شعار أن الأقباط من حقهم أن يترشحوا لمنصب الرئيس في مصر؟؟؟؟ من أين خرج علينا المحامي شريف جاد للة ليتحفنا بإعلانه الترشح لمنصب البابا الذي وصفة الشيخ وجدي غنيم بأنة رأس الكفر؟؟؟
اوليس هذه مهمة رجال الدين العرب الذين استحضروا لنا صكوك الغفران من أوروبا عندما كيف يمكن رجل دين أن يفتي بالقتل؟؟؟؟ أليس هذا تحريض واضح على استمرار الأزمة السورية التي بحاجة إلى اعتماد المنهج العقلاني الذي يوقف شلال الدم الذي لا زال يجري بسقوط المزيد من الضحايا؟؟؟ وقد يخرج احدهم ليقول أن النظام السوري يتحمل المسئولية الأكبر وأجيب نعم؟؟؟؟ لكن التحالف الغير مقدس من أطراف لم تلتقي في يوم من الأيام لا عقائدينا ولا ثقافة يقول لنا أن وراء الأكمة ما ورائها.
إن الفتاوى والتوصيفات الصادرة عن رجال الدين المسلمين باتت تمس الشارع العربي والدم الذي سال في الشوارع في مواجهة الأنظمة الشمولية، ولا زالت كلمات المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين حاضرة بقسوتها عندما وصف الديمقراطية مثل قبقاب الحمام يذهبون بها إلى الوضوء، ورغم ردود الفعل في الشارع السياسي المصري إلا أن هذه التصريحات مرت كغيرها وأعطت إشارة واضحة عن المستقبل الذي ينتظر الشعوب العربية ضحية الفتاوى التي ما انزل اللة بها من سلطان.
قد يغضب أنصار الإسلام السياسي والمتغيرات التي يشهدها العالم العربي التي هي نتاج للفوضى المنظمة التي نادت بها كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، ولا بد أن نتفق أن الشعوب العربية قد عانت الأمرين من الحكم الشمولي الذي اعتمد على القمع وأجهزة الأمن في إطالة عمرة، وهذا دفع بالشعوب العربية إلى القاع على صعيد الديمقراطية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولا يختلف احد على مرارة الحقبة الزمنية التي قادتها الأنظمة الشمولية، ولكن أن ننتقل من قمع الأجهزة الأمنية لحكم الفتاوى فهذا لن يستمر رغم الحديث عن ضرورة إعطاء القوى الجديدة فرصة الحكم، لا يمكن أن تسود ثقافة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح لرئاسة مصر الذي يقول وأنصاره أنة امسك سيدة مقعدة على كرسي كهربائي من إذنها لتقف على قدميها، ولا يمكن أن يختصر نضال الشعوب العربية في تلك الحركات والعالم أصبح قرية صغيرة.
لسنا بصدد الربيع، إنما هو شتاء غير مسبوق نعيش بداياته، شتاء يحلل سفك الدماء ويلقي بالشعوب العربية إلى الشارع للوصول لأهداف باتت معروفة وباستخدام كافة الوسائل والتحالفات الغير مسبوقة، وهو شهر العسل والاستخدام في ظل الأزمة مع إيران التي تقلق الولايات المتحدة وحلفائها، وبالفعل رأس النظام السوري مطلوب بهدف تغيير خارطة المنطقة العربية كمقدمة لإعادة بسط الحقبة الأمريكية على المنطقة بقبضة حديدية بعد الفشل والخسائر التي لحقت بها في العراق.
لا بد من التغير في سوريا، لكن التغيير لا يأتي من الغرب ومن ليبرمان وفتاوى المشايخ، وإنما يأتي من الداخل بإحداث الجديد دون اللجوء للأطلسي ومعارضته التي يسعى بكل قوة لدعمها وبكل الوسائل، مما يؤكد أن المعركة ليست باتجاه التغيير ولا الهدف جنة السماء التي سيدخلون إليها من خلال رأس بشار الأسد، وإنما جنة أمريكا الصنم الأكبر الذي صنعوه وسيأكلهم.

CONVERSATION

0 comments: