في السادس عشر من شهر شباط الماضي اصطدمت حافلة مدرسية تقل تلاميذ من الاطفال الفلسطينيين بشاحنة اخرى في ضواحي رام الله أودت بحياة ثمانية من الاطفال بالاضافة الى معلمة والسائق. عشرة أرواح إختار لها القدر ان تفارق الدنيا، لتعلن السلطة الوطنية الفلسطينية الحداد لمدة ثلاثة أيام تعبيرا عن الحزن ولمواساة ذويهم.
وفي التاسع عشر من شهر آذار الجاري أطلق مجهول النار في تولوز بالجنوب الفرنسي عند بوابة مدرسة يهودية فأودى بحياة اربعة أشخاص بينهم ثلاثة من الاطفال..ليعلن الرئيس الفرنسي ساركوزي انها مأساة وطنية ،ومقترفها لا ينتمي الى جنس البشرية.
في الحادثين مات اطفال ابرياء، وعند موت الاطفال بشكل عام لا يسع المرء المكتمل انسانيا وعقليا الا الانحياز لانسانيته، ويحزن ويأسف لهذا الفقدان وهذه الخسارة.
شجب واستنكر الرئيس الفلسطيني الجريمة ضد الاطفال في تولوز، وأعلن عن حزنه لخسارة أطفال يهود أبرياء. وبذلك كان محمود عباس يضع السياسة خلف ظهره ويولي وجهه نحو مصاب انساني. وهو ما افتقده رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في حادث موت الاطفال الفلسطييين، الذي ذهب الى أبعد من ذلك وبكل شماتة راح يتمنى موت المزيد من الفلسطينيين على صفحته في الفيس بوك وفعل مثله الكثيرين من المستوطنين.
هذا هو الفرق الشاسع بين ان يكون المرء فلسطينيا طيبا مدافعا عن حقوقه وحياته وقت الخطر، وبين ان يكون اسرائيليا مغتصبا وعنصريا يرتكب جرائم حرب ويوزع كراهيته رصاصا وقذائف وفوسفورا.
الكيان الصهيوني يريد دائما ان يقدم نفسه على انه الضحية، يجمّد صورة ضحايا المحارق النازية من أجل تغطية جرائمه المتمادية في قتل الاطفال الفلسطينيين. لذلك قامت قيامة اركان هذا الكيان وهم مجموعة من القتلة ضد وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي وهي تذكر بمرارة أمام وفد شبابي فلسطيني الاحداث والاماكن التي فقد فيها أطفال ابرياء في هجمات ارهابية. وقد ذكرت قطاع غزة ضمن ما ذكرته من اماكن مختلفة من العالم.
لقد تحسسوا رؤوسهم في الكيان الصهيوني ولم يظل قاتل ولا مجرم لم يدلي دلوه بتصريح هجومي ضد الوزيرة الاوربية التي ما نطقت الا الحقيقة التي تكرهها اسرائيل، فاضطرت المرأة الى بعض التصحيحات في أقوالها.
لقد امتلكت اسرائيل السلاح النووي، ولكنها لم تستطع امتلاك الاخلاق..وكان على ساركوزي ان يوضح انه يعني ايضا هؤلاء الذين يرشون قطاع غزة بالفوسفور والذين يتمنون الموت للاطفال الفلسطينيين أنهم على أيضا لا ينتمون الى الجنس البشري.
0 comments:
إرسال تعليق