فريال ونيرفانا وسارة "فى النور"/ مجدى نجيب وهبة

** فريال سوريال حبيب .. طالبة رقيقة فى المرحلة الأولى من الثانوية العامة .. رفضت إرتداء غطاء للرأس داخل المدرسة ، فكان عقابها طردها من المدرسة ، ومنعها من الدخول وحينما تجرأ والدها للذهاب إلى المدرسة ومقابلة مدير الإدارة التعليمية ببنى مزار الأستاذ عبد الجواد عبد الله .. إستمهله بعض الوقت وأغلق عليهم باب مكتبه خوفا من التحرش بهم أو الإعتداء عليهم .. ويبدو أن مدير الإدارة ظل يقنع المدرسين والمدرسات بقبول الفتاة لإنهاء المشكلة ولو مؤقتا .. ويبدو أن البعض وافق على مضض وهو يخبئ شئ ما داخله ، والباقى رفض وأعلن مثل الأستاذ ربيع بكر فرج دخول الطالبة إلى المدرسة على جثته ..

** إقتنع والد الفتاة بكلام مدير الإدارة التعليمية وترك إبنته وسط هذه الوحوش الضارية ، ولم يبعد عن المدرسة كثيرا إذ سمع صراخ وهتافات مدوية وهرج ومرج خارج أسوار المدرسة ، وعندما هرول عائدا إلى المدرسة ، وجد منظر يعجز أكبر مخرج لأفلام الدراما على إخراجه .. وجد الأب فلذة كبده يتقذفها الطلبة بكل عنف ، فمن يشدها من شعرها ومن يركلها بقدمه ومن يضربها بالعصا وسط تهليل المدرسين بالمدرسة وتشجيع الأستاذ ربيع بكر فرج ..

** تدخل ولاد الخير وإستطاعوا إنتزاع الطالبة من وسط الغوغاء وتسليمها لوالدها ، الذى ظل صامتا مذهولا ، وهو يتساءل هل هذه مصر .. مصر التى توهم الأقباط أنهم تخلصوا من ظلم نظام فاسد وإنطلقوا إلى الحرية ، ولكنهم واهمون ، فقد تخلصوا من نظام فاسد إلى نظام إرهابى طائفى بغيض لا يهين الأخر فحسب ولكن يبغض الأخر ويرفضه .. لجأ الأب للشكوى لجهات عديدة وأرسل تلغرافات لعديد من المسئولين أو الذين ظن الأب أنهم مسئولون سيتداركون الموقف ويداوون الجراح .. ذهب الأب إلى الرجل والإعلامى الصادق الذى يتمتع بقلب شفاف .. الأستاذ إيهاب صبحى وإلى بيته الأمن قناة c.t.v .. حكى الأب وإبنته وتوقفت الدموع فى عينيه .. تكلمت الطالبة الصغيرة وكانت أكثر من رائعة .. تكلمت بمنتهى الشفافية والثقة فى النفس وأجرت حوار على الهواء مع السيد المسئول .. الذى بدا من خلال حواره مع الأب والإبنة ومقدم البرنامج بالتعالى والتكبر والغطرسة والتحدى مما جعلنى أيقن وأؤمن أنه هو المحرض الفعلى لهذه المهزلة الطائفية وهو يردد فى كل عبارة "لقد أوقع والد الفتاة على إقرار بالإلتزام بالملابس الموحدة للطالبات بالمدرسة" .. وهنا لنا سؤال ، هل غطاء الرأس أو الحجاب من شروط الإلتحاق بأى مدرسة ، لمنع المكروه وإثارة الفتنة الجنسية بين الطلبة والطالبات ، وكيف تكون أخلاق الطلبة والطالبات وهم فى هذه المرحلة الثانوية من التعليم ونحن نضع هذه المحظورات أمامهم .. ونتساءل هنا بعد هذا الحوار الذى دار بين والد الفتاة والسيد مدير الإدارة التعليمية والذى فهمنا منه أنه كان يعلم أن شيئا ما يدبر داخل المدرسة ضد الفتاة فكيف سمح هذا المدير التربوى بالإدارة التعليمية بتحريض أحد المدرسين وزملائه وتلاميذ المدرسة بكل المراحل من أجل المشاركة فى الإعتصام ردا على دخول فريال المدرسة .. إنه شئ محزن ولكن ليس بالغريب ، فقد سبق أن حدثت واقعة مماثلة فى أحد المدارس الثانوية للبنات بالعياط – محافظة بنى سويف ، وكادت أن تحدث فتنة طائفية بين أهالى الفتاة وبعض المتعصبين والمتشددين والمتخلفين الإسلاميين بسبب منع مديرة المدرسة دخول بعض الفتيات المسيحيات إلى المدرسة دون وضع غطاء على الرأس .. ويومها أحيلت إدارة المدرسة بالكامل للتحقيق بعد أن كشفت روزاليوسف هذه الواقعة والمهزلة .. كان ذلك قبل نكبة 25 يناير ، وقبل أن تتحول روزاليوسف وتسقط فى مستنقع الفوضى والخزى والعار ..

** والسؤال هنا .. هل يتدارك أى مسئول هذه الفوضى التى وصلت إليها الإدارة التعليمية فى كل محافظات مصر وفى كل قراها ونجوعها ، أم ننتظر كل يوم أحداث طائفية جديدة !! .. والسؤال الأهم هل يمكن أن تستمر الطالبة فى هذه المدرسة بعد إظهار هذا العداء البغيض وتحطيم نفسية طالبة صغيرة فى مقتبل مراحل التعليم الثانوى .. والسؤال الأخير ، حتى لو قررت الفتاة الهجرة من هذه المدرسة إلى مدرسة أخرى قريبة منها ، كيف تضمن أن لا تلاحقها لعنات المتطرفين والسيد المبجل ربيع بكر فرج ، والذى أقسم أن دخولها للمدرسة يكون على جثته والسيد المحترم مدير المنطقة التعليمية الذى بدا من حواره أنه لا شئ يهم .. بل كان فى إجاباته والحوار معه متحديا الجميع ؟!! .

** الجزء الأخر هو الطالبة "نيرفانا هاشم" ، والطالبة "سارة محمد" .. بالصف الأول كلية دار العلوم .. أرجو أن يقرأ والد فريال ما حدث مع هاتين الطالبتين ...

** فى مارس 2008 إلتحقت كلا من "نيرفانا هاشم" و"سارة محمد" بكلية دار العلوم .. "سارة" طالبة متفوقة فهى خريجة مدارس الأورمان الثانوية للغات ، ودخلت الجامعة وإختارت كلية دار العلوم عن إقتناع .. رفضت الطالبتين إرتداء الحجاب ، وبدأت أيام الدراسة وفضلت الطالبتين الجلوس بجوار بعضهم فقد شعروا أنهم غرباء فى هذا المجتمع ، كانت الأجواء تنذر بوقوع إشتباك .. بعد تعمد الطالبات المنتقبات التعامل بجفاء مع زميلاتهم ، وتحولوا فى نظر المحجبات والمنتقبات إلى متبرجتين وترتكبان المعصية لمجرد كشف شعرهما ، وإنه لا يليق أن تضمهما نفس الكلية حتى لا يفسدوا الطلبة والطالبات .. وأعلنت الطالبات الحرب عليهم وبدأت تنتقل قصاصات الأوراق بين الطلبة أثناء المحاضرة بسبهم بأبشع الإتهامات ونعتهم بأقذر الألفاظ ، وأرسل أحد الطلبة أثناء المحاضرة رسالة لطالب زميله يقول فيه أنه لا يستطيع أن يركز فى المحاضرة بسبب جلوس هاتين الزميلتين المتبرجتين ، بعد المحاضرة حاصرت الطالبات المنقبات السلفيات والإخوانيات الطالبتين وبدأوا فى سبهم وقذفهم وإتهموهم بإثارة الفتنة بين الشباب وأنهن بنات خليعات ، ودار تشابك بالأيدى بينهم وشجار .. وردت "سارة" مدافعة عن نفسها بأنها ترتدى زيا مناسبا ومحترما ولا يظهر منها إلا شعرها وبعدها إنهارت "سارة" وقالت لسنا حيوانات ونحن فى جامعة ولسنا فى غابة ومن لا يعجبه يغض من بصره ، مما جعل أحد الأساتذة يتدخل لتهدئة الموقف ، الغريب أن أحد الطالبات المنتقبات توجهت إلى غرفة الأساتذة الذى حاول علاج وتهدئة الموقف ووجهت له شتائم وعبارات بذيئة وكادت أن تشتبك معه ..

** لقد إضطرت "سارة" للغياب وعدم حضور الكلية إلا فى الإمتحانات بل أنها بسبب ذلك رغم تفوقها إلا أنها رسبت هذا العام مما جعلها تشعر بكراهيتها للكلية ، لقد حاولت "سارة" أن ترتدى النقاب أثناء ذهابها للجامعة حتى لا يتعرض لها أحد ، ولكنها قررت أن تقاوم وإكتفت بالإمتناع عن الحضور للكلية أفضل من الخضوع لشرائعهم ، ورفضت أن تخضع للقهر وتضطر لعمل شئ غير مقتنعة به .. بل إنها إضطرت طوال شهر رمضان عدم الذهاب إلى الكلية حتى لا تتعرض للإيذاء ومحاولات الإستقطاب الدائمة للجماعات والتيارات السلفية ..

** نفس ما تعرضت له "سارة" ، تعرضت له الطالبة "نيرفانا هاشم" .. ضغوط ومضايقات رهيبة مما إضطرها إلى إرتداء الحجاب لمدة أسبوعين ولكنها شعرت بالضيق لأنها مجبرة على الوضع فخلعته مرة أخرى ، وتحولت فى نظر المتطرفين إلى مرتدة عن الإسلام ..

** هذه القصة أهديها إلى والد فريال .. وعليه أن يراعى مصالح إبنته فرأس الأفعى هذا المدير ، والأفضل نقل إبنته من المدرسة فورا ، فمصر الأن بلا حكومة ولا قانون يمكن أن نلجأ إليه ، قد يقول البعض أن هذه سلبية ونحن نرفضها وسوف نظل ندافع عن هويتنا وعن كرامتنا وعن وضعنا الإجتماعى حتى نستطيع أن نثبت تواجدنا .. كلام جميل ماقدرش أقول حاجة عنه .. لكن إذا كانت الحمية أخذت البعض لترديد الشعارات فأين هذا البعض عندما رفض الجماعات السلفية تعيين محافظ قبطى بمحافظة قنا ، وعجز المجلس العسكرى عن فرض هيبة الدولة وخضع ومعه الحكومة الهزيلة لرغبات الإخوان والسلفيين ولم يكن أمامهم إلا مسرحية هزيلة حاولوا أن يخرجوا منها بأقل خسائر تحفظ لهم ماء وجههم فأعلنوا شئ غريب هو تجميد عمل المحافظ لمدة ثلاثة أشهر ، وبعد أن تناسى الناس هذا العمل البشع تم تعيين محافظ أخر لقنا .. نقول للذين أخذتهم الحمية أن الشرطة المصرية الوطنية تعجز عن حماية نفسها وقد رأينا أن الهجوم على الأقسام أصبح مثل الهجوم على الأكشاك فليس هناك هيبة لأى قسم وليس هناك هيبة للوزارة بأكملها .. لقد شاهدنا أن صبية جامعى القمامة يقومون بالتبول على مبنى وزارة الداخلية ولم يخرج أحد للدفاع عن شعار الشرطة أو للدفاع عن كرامتها ، فمن يكون هذا السوبر الذى سيطير فوق السحاب للدفاع عن فريال .. لسنا جبناء ولسنا ضعفاء ولكن ماذا يفعل المواطن الشريف العارى الصدر وهو يواجه المجرمين المعبئين بالأسلحة والرشاشات .. قد يقول البعض أن الإعلام متواجد وقد بدأ الأب فى نشر مشكلته أمام الإعلام الذى سيقوم بفضح هذا النظام وهذه الدولة .. أقول لهم أين هذا النظام الذى تتحدثون عنه وأين هذه الدولة التى تتحدثون عنها .. لقد تحولنا إلى سوق لبيع كل شئ ، فالوطن يباع بأبخس الأثمان ، وأصبح المزاد على المشاع .. هناك الدفع من أمريكا لتدمير كل شئ فى هذا الوطن فمن يتحمل الخسائر .. هل يتحملها الأقباط وحدهم ؟ .. هل لا نستخدم عقولنا وأن نكون أكثر ذكاء فى مواجهة هذه الحملة الشرسة داخل مصر على الكنيسة والأقباط ، هل نظل كالبلهاء نردد شعارات جوفاء دونمراعاة لأى بعد فكرى أو سياسى .. أقول لهذا الأب فيما حدث لإبنتك .. هذه هى مصر .. وهذا ما أرادوه لها هؤلاء الأشرار .. نعم لن يلتفت أحد إلى قصة فريال الحقيقية بل ستتحول إلى مادة مسلية فى بعض وسائل الإعلام .. لذا أحذره بغلق هذا الملف حفاظا على إبنته ... هذا مجرد رأى ..

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: