بدأت السلطة الفلسطينية هذا الاسبوع معركة دبلوماسية هي الاكبر والأهم منذ قيام دولة اسرائيل قبل 63 عاماً... وعنوان المعركة يمكن ان نختصره وهو ان الولايات المتحدة تحاول منع الاكثرية الساحقة من دول العالم من الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن حدود اراضي 1967 والتي تشكل جزءاً هو الاصغر من اراضي فلسطين.
ان ذريعة الولايات المتحدة هي الدعوة الى التفاوض المباشر مع اسرائيل.. هذا التفاوض الذي بدأ في مدريد قبل 20 عاماً لم يؤد سوى الى المزيد من التعنّت والتشدّد الاسرائيلي والى معارك شرسة شنتها اسرائيل على الضفة الغربية وغزة ابتداء من مطلع 2002. ومن لا يذكر محاصرة ياسر عرفات طوال 3 سنوات متواصلة وحتى استشهاده عام 2004 . وكذلك الاستمرار ببناء المستوطنات.
لقد قامت الولايات المتحدة بحملة مكثفة بدأتها العام الماضي بهدف اقناع السلطة الفلسطينية بعدم التوجه الى الأمم المتحدة وطرح القضية على الجمعية العمومية التي تضم 193 دولة لأنها عاجزة عن استعمال حق النقض - الفيتو - داخل هذه الجمعية. وكانت الولايات تلقت صفعة عنيفة بموقف جماعي اتخذته جميع دول اميركا اللاتينية والوسطى بتأييد قيام دولة فلسطينية مستقلة وكذلك اتخذت دولاً اوروبية وافريقية مواقف مماثلة مما يضمن تأييد اكثر من 120 دولة لقيام الدولة. والمطلوب هو تأييد ثلثي مجموع الاعضاء اي 129 دولة وهذا شبه مضمون.
ان الاجراء الاولى يقضي بعرض طلب قيام دولة فلسطينية على مجلس الامن الذي يضم 5 اعضاء دائمين وعشرة اعضاء يجري تبديلهم كل عامين. ولبنان هو العضو العربي حالياً ويرأس دورة الشهر الجاري. ويحق للاعضاء الخمسة الدائمي العضوية نقض اي قرار. والمتوقع ان الولايات المتحدة ستستعمل الفيتو داخل مجلس الامن مما يضطر السلطة الي عرض طلب العضوية علي الجمعية العمومية التي تترأسها قطر حالياً.
ان الحصول على ثلثي عدد الاعضاء شبه مضمون في الجمعية العمومية والمثير هو ان نرى دولة مثل استراليا تعارض قيام الدولة الفلسطينية وهي التي تعترف بمنظمة التحرير والسلطة الوطنية منذ سنوات عديدة. ونأسف ان نرى حكومتنا العزيزة تواصل التبعية السياسية لواشنطن. فهل تجرؤ كانبيرا على القيام بمفاجأة ما؟
ان دولاً قليلة تعارض قيام الدولة الفلسطينية وقد هيأت اميركا مجموعة من الدويلات الصغيرة التي لا يزيد عدد سكان كل منها عن عشرات الألوف ولم يسمع باسمائها سوى القليلون ومن هذه الدول: توفالو، سان لوسيا، سانت كيتس، كيريباتي، غرينادا، اندورا، بالاو، موناكو، ليسشتاين وغيرها من المزارع الدويلات.
لقد توجه طوني بلير الى نيويورك ليمارس دوره في معارضة قيام الدولة الفلسطينية. ومن المعروف ان العرب ارتضوا ان يكون بلير ممثل «الرباعية» التي من المفروض ان تسعى للسلام وحل مشكلة الصراع العربي - الاسرائيلي وهذه اشارة الى ان بعض العرب يسعون الى مسايرة اميركا باجراء صفقات مشبوهة. وهذا لن يكون مستغرباً لأنه ليس جديداً.
0 comments:
إرسال تعليق