مؤسف ومحزن أن يصل حال وطننا الأم لبنان إلى هذا الدرك الميليشياوي والفوضوي والمأساوي والخطير على كل الصعد وعلى مختلف المستويات حيث أصبح بحكمه وحكامه ومسؤوليه وسياسييه ورجال دينه ومؤسساته غريباً عن أهله ولم يعد يشبههم بشيء ولا عاد على صورتهم ومثالهم بعدما تفشى سرطان حزب الله الإيراني القاتل في مؤسساته الحكومية والمدنية ونخر عظامها وحولها إلى هياكل لا حياة ولا روح فيها.
مؤسف والحال على ما هي عليه من خطورة بالغة أن نرى اللامبالاة العربية مستمرة بأبشع صورها وأن نعيش عصر التردد الغربي المخزي وكأن لبنان الرهينة يمكنه وحيداً ودون مساعدة فاعلة أن يفك أسره وينتصر على خاطفيه ويستعيد حريته واستقلاله وسيادته من محور الشر الإيراني والسوري وملحقاتهما الميليشياوية.
نعم، لبنان الوطن هو رهينة مخطوفة من دولتي محور الشر والإرهاب سوريا وإيران والمنظمات الإرهابية التابعة لهما مباشرة مثل حزب الله وغيره من أدوات القتل والفجور والمكر والجحود. نلفت العالم الحر إلى أننا لم نسمع بعد أن رهينة واحدة في أي مكان من العالم تمكنت من تحرير نفسها دون مساعدات كبيرة ومباشرة من المنقذين.
نسأل أين هؤلاء المنقذون، وأين هو الغرب وأين هي الدول العربية؟ ونسأل ماذا ينتظرون ولماذا لا يتدخلون عسكرياً ليحرروا لبنان وشعبه من حال الرهينة ويقفلوا دويلات ومعسكرات الإرهاب والأصولية السورية والإيرانية والفلسطينية المنتشرة في العديد من المناطق اللبنانية وهم بالتأكيد يعرفون جيداً ان خطر هذه البؤر الأمنية لا يقتصر على لبنان بل يهدد الأمن والاستقرار والسلام في العالم كله. فهل من يسمع ويتعظ؟
لبنانياً إن أمور خداع الذات ولحس المبارد والذمية والتقية والأنانية والجنوح نحو المصالح الذاتية والمنافع لم تعد تجدي نفعا كون وطن الأرز واقع عملياً بالكامل تحت نير الإحتلالين السوري والإيراني بواسطة عسكرهما الإرهابي والمجرم والغزواتي المسمى حزب الله، هذا الحزب المعسكر والدموي الذي لا يعرف الله ولا أية شرائع غير شريعة القتل ورفض الأخر وهو ينفذ أجندة إيران المذهبية والتوسعية في لبنان الهادفة دون أي خجل ووجل إلى إقامة جمهورية إسلامية فيه على شاكلة جمهورية الملالي الإرهابية القائمة في إيران.
نرى أنه واجب وطني وإيماني وإنساني يقع على عاتق كل من تبقى من المسؤولين والسياسيين ورجال الدين اللبنانيين في الخانة الاستقلالية فكراً وشجاعة وضميراً وإيماناً، وأجب أن يطلب فوراً من مجلس الأمن ورسمياً اعتبار لبنان دولة مارقة وغير قادرة على حكم نفسها بنفسها طبقاً لشرعة الأمم المتحدة التي لها الحق القانوني بالتدخل في شؤون وشجون أي دولة عضو فيها تصبح مفككة ومارقة وفوضوية وخطرا على السلم العالمي كما هو حال لبنان.
دون خجل وتعامي ومكابرة وعمى بصر وبصيرة نقول بصوت عال إن حزب الله يسيطر بالكامل على مجلسي النواب والوزراء وعلى موقعي رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وعلى كل المؤسسات الحكومية من عسكرية وقضائية ومدنية ولنا في حال وزارة الخارجية المزري ومخابرات الجيش والمحكمة العسكرية ومجلس النواب خير أمثلة فاقعة في الكفر والجحود والتبعية حيث تحولت كلها إلى مكاتب، مجرد مكاتب تابعة مباشرة للقرار السوري والإيراني.
أما القوى الأمنية والعسكرية والمخابرتية فحدث ولا حرج ونفس الحال المأساوي هذا ينطبق على كل مفاصل الدولة. من هنا المطلوب اليوم وليس غداً اللجوء إلى مجلس الأمن والطلب منه التدخل عسكرياً ليحكم وطننا المريض والمخطوف مباشرة وتأهيله ليصبح في المستقبل قادراً على حكم نفسه. أما في حال استمر الوضع الفوضوي على غاربه فالسلام على لبنان وعلى كل مقوماته من حرية وثقافة وانفتاح ورسالة وتعايش.
يشار هنا إلى أنه وبعد أن هيمن حزب الله بالقوة والإرهاب والبلطجة على حكم لبنان بالكامل عن طريق حكومة الميقاتي وجماعات المرتزقة لم يعد بمقدور السياديين في لبنان أن يقوموا بمفردهم بأي عمل إنقاذي فاعل والتالي بات من واجب الاغتراب اللبناني السيادي والحر المنتشر في كل أصقاع الدنيا أن يتدخل بقوة ليقوم بدور مؤثر لجهة إعلان لبنان دولة قاصرا من قبل مجلس الأمن.
باختصار إن قادة وفعاليات الاغتراب اللبناني السيادي هم اليوم أمام التحدي الكبير لأنه دون تدخلهم الفوري والجامع والمنظم والفاعل لن يتحرر وطن أبائهم وأجدادهم من وضعية الرهينة. إنهم الأمل الوحيد المتبقي للخلاص، فهل يتحركون بسرعة وقبل فوات الأوان؟
0 comments:
إرسال تعليق