** لا عزاء للوطن ، بعد أن أصبح رهينة "النزوات السياسية" ذات الستار الدينى وجماعة الإخوان المسلمين .. سيناريو عفن لا يتوانوا عن الوصول إلى أهدافه للحصول على كرسى الحكم حتى ولو على جثة الوطن ..
** إن ما يحدث فى مصر الأن يندرج تحت باب "اللا معقول" و"الفوضى" و"الخراب" ، ولأن هذا العبث ليس حدثا فرديا وإنما أحداث متلاحقة بحيث لا نكاد نخرج من "مليونية" حتى نقع فى "مليونية أخرى" ، وأخر حلقة من حلقات هذا التخريب العبثى هو إستضافة الإبراشى لأحد المتطرفين السلفيين ليعلن أمام العالم أن الأقباط هم كفار لأنهم لا يؤمنون "بدين الحق" ، وهو الإسلام .. وهذا يعنى أن الدين الإسلامى هو دين الله وفيما عدا ذلك هى أديان باطلة .. بل أن بعض هذه الأديان مهدت لظهور الإسلام !! .. وهذا ليس من بنات أفكار البرهامى ، ولا من خياله المريض ولكنه من واقع تعاليم القرأن .. ومن واقع الأحاديث النبوية .. فلا بأس من أن يكون هذا الرأى رغم فظاعته هو ما يقتنع به أى شخص .. لكن الخطير أن يكون هذا الرأى يستند على تعاليم الإسلام نفسه .. وعندما نتكلم بالعيب أن يكفر أحد الأخر لنفاجئ أن ينطلق الجميع فى نفس واحد "أنت لا تؤمن بدينى .. فأنت كافر ، والعكس" .. ولكن هذه ليست الحقيقة فالأقباط لا يكفرون أحد ، فدينك هذا شأن يعود لك أما الذين لا يثقون فى أنفسهم ولا يثقون فى معتقداتهم فهم أصحاب الصوت العالى وهم الذين يكفرون الأخرين ، فحينما تصدر فتوى بتكفير الأقباط فهذا يعنى إستباحة دمهم وأموالهم وأعراضهم وتنطلق فتاوى عديدة مثل عدم مصافحتهم وعدم السير فى جنائزهم ، وعدم تهنئتهم بالأعياد ، ومنع الإختلاط ، ومن هذه الفتاوى تتحول إلى قنابل تصيب الوطن وتدر المجتمع ، بل وتتحول إلى فتاوى لتقتل وتستبيح دم كل من يعارض كفار "بنى قريش" .. كما قال "فيلوباتير" الكاتب الفرنسى (إذا طرق الرقى باب أمة .. سأل أولا هل لديكم فكر حر ، فإذا أجابوه نعم ، دخل الرقى وإرتفعت الأمة ، أما إذا أجابوه لا .. ولى الرقى جانبا وإنحطت الأمة) ..
** هذه الخرافات والإرهاب الذى مارسه الإخوان والسلفيين هى التى تسببت فى جهل الناس بصحيح الدين ومع تنامى هذه الفوضى التى بدأت بإستخدام شيوخ السلفيين فى مشكلة أطفيح وقنا .. وأماكن عديدة عمت فيها الفوضى والبلطجة وإنعدمت هيبة القانون فمن يتحمل المسئولية الكاملة على تصاعد حدتها .. من هو المسئول عن هذه الفوضى وسيناريو البلطجة .. هل الدولة بلا صاحب ، حتى نرى الزبالين والفتوات أصبح لهم صوت ، لا يرهبون المواطن فقط بل يرهبون الشرطة والجيش ، ويدوسون على القانون بنعالهم .. هل هذه الحثالة التى أطلقتها أمريكا على الشعب المصرى والتى تسمى بالمنظمات الحقوقية والحريات الدينية هى فرمانات تهدد إستقرار أى دولة تحت أى مزاعم وشعارات وتستخدم الصبية وأطفال الشوارع لتنفيذ مأربهم ؟!! .
** نقول ولا مناص من العودة إلى تحميل المجلس العسكرى كل هذه الفوضى والإنفلات الأمنى ََ .. اليوم نرى أن كل جاهل ومنبوذ إرتدى ثياب المفكرين والعلماء على شاشات الفضائيات والقنوات المصرية دون رادع أو حتى ضمير ..
** نعم لقد صار العالم يسخر من هذه الفو ضى وهذا الشعب الأبله ، وقد إنطلق الجميع كل يقول أنا صاحب هذه الثورة ، وأنا الذى أسقطت النظام ، وهذا الوطن أصبح من حقى .. حتى أن ناشطة سياسية تطاولت على المجلس العسكرى فى برنامج للإبراشى وإسمها نوارة نجم وقالت على الهواء مباشرة موجهة كلامها للمجلس العسكرى .. "إوعوا تكونوا نسيتوا نفسكم .. إحنا إللى عملناكم .. لقد باضت لكم فى القفص" ، وفتاة أخرى تدعى أسماء محفوظ هددت المجلس العسكرى .. وبعد إحالتها للقضاء العسكرى والإفراج عنها بكفالة 20 ألأف جنيه .. ثارت الدنيا وقام الإستشارى المهندس ممدوح حمزة بسداد مبلغ الكفالة ، ثم خرجت المظاهرات ونددت الإدارةالأمريكية بالقرار ووجدنا المجلس العسكرى يتراجع عن قراره ويتنازل عن بلاغه ضد الناشطة "أسماء محفوظ" .. دعونا نتساءل ما هذا المجلس العسكرى ، هل يمكن أن يصل الإستهتار بالمجلس العسكرى أن يصدر بيان من جماعة "الإخوان المسلمين" التى كانت محظورة عشرات السنين ولم تكتسب شرعيتها حتى الأن ، ولكنها إعتقدت أنها إكتسبت شرعيتها فى ظل هذا الإنفلات الأمنى والفوضى الهدامة التى بليت بها مصر مذ أحداث 28 يناير وحتى الأن .. هل يمكن أن يصل الإستخفاف بهيبة المجلس العسكرى أن يصدر بيان وهو رسالة موجهه إلى المجلسا لعسكرى قائلة "موقف الإخوان حاسم وقاطع فى الفترة المقبلة ويجب على الجميع أن يعرفه جيدا ، لن نقبل بحكم العسكر ولن نسمح بالعبث بالثورة ، ولن نسمح بالعبث بإرادة الشارع وتأجيل الإنتخابات ، وعلى المجلس العسكرى أن يعلن فى أقرب وقت عن ميعاد محدد لتسليم السلطة وإلا قد يحدث من الشعب المصرى ومن جميع التيارات السياسية ما لا تحمد عقباه" .. هل يمكن أن يمرر هذه الإنذارات والفوضى مرور الكرام .. هل يمكن كل جمعة ينطلق الفوضويين والبلطجية وقد صارت البلد سداح مداح ، كل شئ فيها مباح ، وهنا مليونية "تصحيح المسار" ، ومليونية "الصمت الرهيب" ، ومليونية "حرامى الغسيل" .. إيه المصايب اللى بقت فيها مصر ، هذا بجانب الإعلام القذر المصطنع البراءة والمتأمر ضد الوطن ، وحتى اليوم لم تتغير الوجوه التى تمجد فى الفوضى والبلطجة وتطعن فى المجلس العسكرى .. برامج لسنا ندرى هل لا تراقب ، ومن المسئول عن هذا الإنفلات الإعلامى .. هل وصل هذا الإنفلات الإعلامى إلى حضور بعض المتطرفين والإرهابيين لهذه البرامج للدفاع عن البلطجية والدفاع عن قناة الجزيرة "العاهرة" .. ما أنتم أيها السفلة .. لقد أوصلتونا إلى هذا الضياع .. مصر ضاعت والحمد لله ، والإخوان إنطلقوا كالذئاب فى كل حواريها وشوارعها يراقبون كل فريسة .. سيطروا على الصحف والإعلام ، وأول هذه الصحف المتأمرة على مصر هى صحيفة المصرى اليوم .. وبدأت تحذو حذوها معظم الصحف الخائنة ، وهذا إسمها وليست المصرية .. فلا يمكن أن تكون هذه القنوات ولا هؤلاء المذيعين مصريون ..
** أما الكارثة الكبرى ففى كل مرة يطالب الغوغاء بالمليونية .. نقرأ هذا التصريح وهذا العنوان "التيارات الإسلامية تنقسم حول المشاركة" .. "شباب الإخوان وجماعة الجهاد يشاركون والصوفية يمتنعون" ، والجماعة الإسلامية تصفها بمليونية الفوضى الأمنية .. وهنا نقف قليلا ما الفرق بين شباب الإخوان وجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية .. ثم من هى هذه الجماعة التى ظهرت فجأة حتى نعتاد على إسمها وهى شباب الإخوان ، وجماعة الجهاد .. هل هذه الجماعات منبثقة من جماعة حماس الجهادية وحزب حسن نصرالله .. هل لا يدرك المجلس العسكرى هذه الكارثة التى وصلت إليها مصر .. أصبحت الكارثة تتمثل فى الإعلام .. الصحافة .. الإخوان .. الأحزاب اليسارية .. الأقباط البلهاء والمغيبين أو المفستكين الذين لا يشغلهم إلا اللقاءات الفاشينكية أو المؤتمرات الهزلية ، أو البيانات المعدة مسبقا للإعلام الفاسد وكأنها أقراص للتهدئة !! .
** بالأمس على قناة CBC أدار الإعلامى خيرى رمضان حوار مع المستشارة نهى الزينى .. وأقسم أننى لم أفهم كلمة واحدة إلا تكرارها لكلمة السلفية والسلف والسلفيين ، ولكن يبدو أن المستشارة أرادت أن تحسن صورة هؤلاء السلفيين ودعت إلى توحيد السلفيين مع الإخوان لكسب مزيد من الأصدقاء ..
** أما عن الحالة الجهادية للمستشارة نهى عثمان الزينى ، فوالدها عثمان الزينى كان من قيادات الإخوان ووالدتها نائلة محمد حسين العشماوى شقيقة حسن جمال الدين وهو عضو مكتب الإرشاد الأسبق للإخوان المسلمين وقد حكم عليه بالسجن 15 سنة فى القضية رقم 5630 محكمة الشعب فى 16 أغسطس 1955 ، أما خالتها أمال حسنى العشماوى فزوجة منير أمين الدالة المستشار السابق بمجلس الدولة الذى فصل من عمله بعد إعتقاله مرتين لإرتباطه بالإخوان أيضا ..
** لقد أعلن المجلس العسكرى على تمديد قانون الطوارئ وإدخال بعض المواد الجديدة لإعادة الأمن والأمان فى الشارع المصرى ، وهيبة الدولة إلا أن الفوضويون هاجموا المجلس العسكرى تارة بالتهديد وتارة بالشحن لمليونيات أخرى ، ورغم تأييدنا للمجلس العسكرى بإمداد قانون الطوارئ كخطوة لمحاولة ضبط إيقاع الشارع المصرى إلا أن هذا القانون والذى يفعل منذ أكثر من 30 عاما لم يوقف جريمة واحدة ضد الوطن وضد الأقباط .. ونتساءل ما الفائدة من قانون الطوارئ والشحن مستمر ضد الأقباط من مشايخ التطرف بإستغلال الشوارع والإعلام المصرى والقنوات الفضائية الخاصة ، كان فى الماضى فتاوى التطرف والإرهاب تنطلق من الزوايا والجوامع .. الأن هذه الفتاوى التكفيرية تنطلق من القنوات المصرية الفضائية لتدخل كل منزل وكل مكان فى ربوع المحروسة .. المقاهى .. النوادى .. المجتمعات عامة .. الجلسات بين الأصدقاء .. ليعلن أحد الكفار السلفيين وهو جالسا فى منزله والمذيع يحاوره أن جميع الأقباط كفار ، فكيف لم يقبض عليه النائب العام حتى الأن وإحالته لمحكمة أمن دولة طوارئ فورا بتهمة التحريض ضد الأخر وتحويل معد البرنامج معه لأنه ما كان يجب عليه أن يقوم بإعداد هذا البرنامج مع متطرف سلفى وهو يعلم ما يدور فى مخيلته من إجابة ، ألم يكن ما فعله الإبراشى مع هذا الكافر السلفى هى جريمة أكثر تحريضا مما كتبه النبأ منذ بضعة أعوام ضد دير المحرق وضد الرهبان وكاد الوطن أن يشتعل ، والأن تصدر الفتاوى بالتكفير جهارا ضد الأخرين وغدا نجد من يستباح دمهم ويقف العالم فى موقف المتفرجين والمشاهدين لنتيجة الأحداث ، فخرجت الإدانات هزيلة مخادعة لم تصل بعد إلى أسماع الشعب ولكنها كانت على إستيحاء ، حتى من خرجت على قناة CBC المستشارة نهى الزينى فقد برأت ما قاله السلفيين بصورة أو بأخرى ..
** إنهم فئة ضالة ومخربة .. ما تحالفوا مع قوة إلا وإنقلبوا عليهم ، وما أبرموا إتفاقا إلا ونقضوه ، وما حلوا بمنطقة إلا ونشروا فيها القتل والخراب والدمار .. لقد تحالفوا مع الملك لضرب الوفد ، ثم خدعوا الملك والوفد بالإرتماء فى أحضان الإنجليز ، رغم أنهم زعموا أن الجماعة قد قامت لمقاومة الإنجليز ولم تنفجر قنابلهم إلا فى دور السينما والمرافق المصرية التى راح ضحيتها عشرات المصريين الأبرياء ، وبعد الثورة تحالفوا فى البداية مع عبد الناصر ، ثم إنقلبوا عليه فأذاقهم العذاب والإعتقال ولقنهم درسا رهيبا وألقى بكل زعمائهم فى المعتقلات وأراح البلاد من شرورهم عدة سنوات ، ثم أطلق السادات سراحهم وأخرجهم من المعتقلات فكان جزاؤه الإغتيال ..
** وها نحن ندور فى حلقة مفزعة بعد سقوط النظام السابق ، وموقف المجلس العسكرى الغامض ، ولكن فى النهاية لن يقودنا هذا الموقف إلا إلى الهلاك ، وإن لم ينتبه المجلس العسكرى لضبط كل أنواع البلطجية والإرهاب فلا أى فائدة .. .. فهل نفيق لهذا المخطط الذى يديره الجميع ضد مصر ، ومن يحاسب فتوى تكفير الأقباط .
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق