الوقفة 1: نقاش تركي.
بعد تقديم تقرير بالمَر و"تشريعة" الحصار البحري الإسرائيلي على غزّة وعطفا على الأزمة السوريّة، نشب في تركيّا نقاش يذكرنا بحكاية الصيّاد (تستطيع أن تسمّيه مثلا أردوغان) الذي كانت "عيونه تدمع على العصفور الذي أياديه تمعطه".
- رئيس الحزب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو : أردوغان سببّ لتركيّا أكبر هزيمة بعد أن شرّع بالمَر حصار غزّة.
- أردوغان: لو أزلنا عن التصريح أسم كيليتشدار لظننا الكلام لمحام مسؤول إسرائيليّ.
- كيليتشدار: من المحامي عن إسرائيل نحن أم الذين نصبوا الدرع الصاروخي على الأرض التركيّة لحماية إسرائيل؟ أم الذي تلقى جائزة الشجاعة من اللوبي اليهودي الأميركي؟
- حسين تشيليك نائب عن كتلة أردوغان تعليقا على زيارة كيليتشدار لسوريّة: لماذا تدافعون عن حزب البعث فهو يتكيء على كتلة علويّة (15%) من الشعب السوري؟ هل تنصبّون أنفسكم مدافعين عن سوريّة نتيجة للروابط المذهبيّة؟
- ردّ رئيس كتلة الجمهوري محرّم إينجة: هل تركيا تقوم بحماية إسرائيل من صواريخ إيران بسبب الروابط الإيمانيّة السريّة المشتركة بينهما؟
فعلا...ما الذي يجري في تركيا وبالتالي في سوريّة، "ثورة حريّة" أم "ثورة مذهبيّة" ؟!
الوقفة 2: التنبؤ بسقوط الأسد في قطر.
على ذمّة بعض العصافير، استدعت شخصيّة ذات حظوة في قطر بعض قيادات "الأقليّة القوميّة في الداخل" أياما قليلة بعد انطلاق المظاهرات في سوريّة، وأسرّت لها : "الأسد سيسقط إقلبوا الموجة"، فأصدرت حال عودتها بيانا ضدّ الأسد مهرته بخطاب من على منصّة مؤسسة قوميّة في البلاد موقعها أورشليم.
عادت هذه الشخصيّة وعقدت ندوة قوميّة برعاية أمير قطر المفدّى حفظه الله في مركز قوميّ الجذور والتطلّعات في ظلال دوحة أو "....." سمو الأمير، لمعارضين سوريين عشيّة القمة العربيّة (رحم الله مظفّر النواب فإذا كانت تلك كما قال فيها فماذا كان عساه أن يقول في هذه؟) وقطع المضيف قطع جهيزة بسقوط الأسد، فما كان من معارض سوريّ متميّز بعض الشيء عن ربعه إلا أن ردّ: كفانا فلسفة نريد عملا !
الوقفة 3: التلاقح/التزاوج القوميّ الإسلامي.
تفيد تقارير عصافيريّة أن حزبّا فلسطينيّ الجذور قوميّ التطلّعات متلبّك في الموقف من سوريّة، فنفر غير قليل من أعضاء لجنته المركزيّة غير راضين عن موقف الغالبيّة الساحقة "الخضراء" من القيادة من الأزمة السوريّة، وأمّا الرّد على هذا النفر هو: "أنّ الثورة السوريّة هي نتاج التلاقح/ التزاوج القوميّ الإسلاميّ" ونظام الأسد ما عاد قوميّا وهو بالأساس علماني هكذا أفادت الدوحة الخضراء، وعليه حُسم النقاش بالأكثريّة الديموقراطيّة الأثينيّة القطريّة.
الوقفة 4: الواعظون الأنقياء الأصفياء.
الأمر الطبيعي جدّا أن تستفزّ الأزمة السوريّة الأقلام حتّى منها التي نامت دهرا فنطقت أو لم تنطق كفرا، فيبدو أن سوريّة "ما هي قليلة" فتشغل دنيا وتسقط أقنعة. الأمر الطبيعي أن تنقسم هذه الأقلام وكل يخطّ ما يحلو له، غير الطبيعيّ هو أن صار الحَمَلة "الواعظون الأنقياء الأصفياء" حماة الحريّة وحقوق الإنسان السماويّة والوضعيّة، يوزّعون شهادات "حسن السلوك" على" الضالّين الأشقياء السفهاء" نفس الشهادات التي طالما حُمّلوها، ودائما من أرائكهم في واشنطون الشمّاء ولندن السمحاء وباريس الفيحاء وأورشليم العصماء والدوحة الغنّاء.
الوقفة 5 الحظيرة الدوليّة.
حكومات الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا أو ما يسمى مجموعة ال"بريكس" والقائمة على ملياردين وثمانمائة وخمسة وعشرين مليون إنسان (2,825 مليون). وحكومات إيران وكوريا الشماليّة وسوريّة أو "محور الشرّ" على بوش وأتباعه 175 مليون نسمة، ودول ال"ألبا" مركز أميركا الجنوبيّة قرابة ال-200 مليون وكل ذلك قياسا بأميركا وكل أوروبا 900 مليون. وبلا ال-338 مليون عربيّ (!).
فعن أي مجتمع دولّي يتمّ الحديث أم أنّ أميركا والغرب هي "المجتمع الدوليّ" وبقيّة الناس "الحظيرة الدوليّة"؟ وليغفر لنا سكّان الحظائر!
0 comments:
إرسال تعليق