ينبغي أن نراجع أنفسنا ونعرف ونحن مقبلون على ممارسة الحياة الديمقراطية متى نتظاهر أو نعتصم وجدية الأسباب التي تدعونا إلى ذلك، ولا أتصور أبدا أن يكون الأسلوب الحضاري للممارسة الديمقراطية موقوفا على القدرة على حشد الجماهير للتظاهر السلمي والاعتصام حتى تستجيب الجهة المخول لها صناعة القرار إلى رؤى ومطالب المتظاهرين أو المعتصمين.
لماذا لا ندعو كجماهير أو أحزاب أو أي فصيل سياسي قادة المجلس العسكري والحكومة للتحاور الجاد وتجسيد المطالب الشعبية في لغة يفرضها المنطق والفكر المستنير.
أرى أن الحوار البناء هو المحور الرئيسي الذي تدور من حوله الممارسة الديمقراطية الحقيقية، أما أن يستخدم الاعتصام أو الإضراب أو حتى التظاهر السلمي كوسيلة ضغط دائما لتلبية أي مطالب، فلا يصح أن يكون هذا أسلوبنا الذي نبدأ به قبل الحشد للتحاور على مائدة يتفاعل فيها الفكر والفكر الآخر.
وإذا كانت الثورة قدمت دماء وشهداء وحشدت طوائف الشعب في ميادين الوطن ونجحت بهذا الأسلوب في الإطاحة بالنظام السابق، فلا يصح ولا ينبغي أن تلبى مطالب المواطنين دائما على هذا النحو وبهذه الطريقة!.
يا ليتنا نعمل على محو الأمية الديمقراطية عند قطاعات عريضة من الشعب فبل أن ننادي بتطبيقها والعمل بها!
0 comments:
إرسال تعليق