بعد أن كانت إعلانات تلفزيون الشباب يوم لم يكن الستلايت مسموحا في في العراق مقتصرة على أنواع الشامبو ومحلات بيع الأجهزة الكهربائية، انفتحت علينا مع انفتاح الستلايت وتعدد القنوات أنواع من الإعلانات الغريبة والعجيبة بدا من إعلان الحائط والمسمار الإيحائي وصولا إلى فوط ومحارم النساء، ومن الطبيعي أن نتقبل هذا الأمر فالقنوات تجارية بحتة والتجار يبحثون عمن يروج لهم بضاعتهم والتقاء تجار الفضائيات مع تجار المواد لابد وان ينتج دعايات للترويج، لكن في خضم هذا السيل الجارف كنا نشاهد دعايات تمثيلية مكتوب تحتها عبارة (مادة إعلانية) تعرضها بعض القنوات العربية وقناة الشرقية العراقية تتحدث عن المجتمع العراقي وتدعو العراقيين بشكل ساذج سمج غبي للتوحد ونبذ الفرقة وإلقاء السلاح والعودة إلى الصف الوطني، وفي هذا الخضم أيضا كانت هناك دعايات تتحدث عن دور دول الجوار في هذه المعادلة الصعبة ودعمها للإرهابيين والمخربين والسياسيين المتناحرين، وحتى إلى هذا الحد يبدو الأمر مقبولا على مضض رغم تفاهته، لكن أن يتم التأكيد من خلال هذه الإعلانات على جوار حدودنا الشرقية لوحده وإغفال دور أموال وإعلام وتشجيع ودعم جيراننا الجنوبيين (الكويت والسعودية وقطر والأمارات) وإغفال دور جيراننا الغربيين (الأردن) الذي أتخذ قاعدة للإسناد اللوجستي والترويج الاعلامي وعقد المؤتمرات المشبوهة، وسوريا التي كانت ولا زالت معبرا آمنا للمخربين والإرهابيين، وإغفال دور جيراننا الشماليين الذين اتخذت القوات الغربية بلادهم قاعدة دعم ما كانت جهودها لتنجح لولاه فضلا عن اتخاذها مركزا لغسيل الأموال والدعم المالي من خلال إرسال الداعمين البضائع التركية إلى العراق ليستلم أثمانها الإرهابيون، وإغفال دور جيراننا الأبعد (مصر والمغرب والجزائر وتونس) التي استخدمت أوكارا لتفريخ الإرهابيين وترحيلهم إلى العراق، ثم (ليبيا) التي زارها رؤوس الإرهاب والتقوا بعقيدها المجنون المهزوم القذافي وحصلوا منه على دعم مالي كبير (للمقاومة) المزعومة عشرات المرات.
بما يعني أن كل حدودنا مع كل جيراننا كانت ولا زالت مستباحة وليس حدودنا الشرقية وحدها، وكل جيراننا وليس الجار الغربي فقط كانوا ولا زالوا يدعمون الإرهاب، فلماذا تؤكد المواد الإعلانية مدفوعة الثمن من عراق العراقيين وتعبهم على الحدود الشرقية فقط وتغفل ذكر باقي الحدود؟ ولماذا لم تنتبه الوزارات المعنية لهذا التدليس الإيحائي المكشوف، أم أنها تعلم بذلك ومنتبهة له ولكنها تضعه في خانة التسويات السياسية مثلما أغفلت فداحة وخساسة عمل المجرمين الأنذال الذين قاموا بمجزرة النخيب وأطلقت سراحهم في تسوية سياسية لا يمكن وصفها بأي مقياس من مقاييس الدناءة والغدر والجبن والخيانة والتخاذل!
0 comments:
إرسال تعليق