المناضلون الجدد.. شعارهم "الصوت العالى" .. و"قلة الأدب"/ مجدى نجيب وهبة

** إنقلبت الأية .. منذ سنوات كان كل من يتجرأ بالهجوم على الدولة توجه إليه إتهامات بالخيانة والعمالة ، والأن فإن من يتجاسر بالدفاع عن الدولة يصبح متهما بعدم الوطنية من وجهة نظر "البلطجية الجدد" – أنوه أننى أتحدث عن الدولة المصرية بكافة مؤسساتها وليس النظام السابق - .

** نعم إنقلبت الأية ، وأصبحت معايير الشجاعة هى الصوت العالى وقلة الأدب والشتيمة والوقاحة والسب والقذف ، وكلما زاد عيار الوقاحة والسفالة زادت الأوسمة والنياشين التى يمنحها "البلطجية الجدد" لبعضهم البعض .. ورث "البلطجية الجدد" من الشيوعيين القدامى سر "صناعة الإنتشار" بأن يناصروا بعضهم بعضا ويكتبوا عن بعضهم بعضا وينشروا جماعات فى مختلف وسائل الإعلام ويسيطروا عليها ويوجهوا الرأى العام الوجهة التى يريدونها .. مارس "البلطجية الجدد" مع من يختلفون معهم فى الرأى سياسة مزدوجة هى "التعتيم" و"التخوين" و"التخويف" ، وإتخذوا من حالة الإنفلات الأمنى ذريعة لكسب مزيد من المساحة فى التعبير لإشعال مزيدا من الحرائق ، ومن فوضى الصحف وتأييدها للبلطجة السائدة منبرا لإعلامهم الجديد وإختلطت الأوراق وإضطربت المفاهيم ، وأصبح هناك بالفعل قوائم سوداء لمن يختلف معهم فى الرأى ويبدو بل صار شبه إتفاق بين "البلطجية الجدد" ووسائل الإعلام للتعتيم على كل من يختلف معهم ومحاربته والعمل على عدم ظهورهم فى الفضائيات ووسائل الإعلام ، بزعم "بتوع النظام" و"النظام السابق" .. نعم أحكم البلطجية الجدد سيطرتهم على مكاتب الفضائيات والإعلام المصرى بالكامل فى القاهرة ..

** تغلغلوا أيضا فى دهاليز إعداد البرامج وسيطروا عليها ، وبذلك أصبحوا يتحكمون فى نوعية الضيوف الذين يتم إستضافتهم وكيف يعدون فتاوى التكفير بالحق والباطل والقضايا التى تتم مناقشتها والأسئلة التى تطرح عليهم ووجهات النظر المطلوب تمريرها والأشخاص المطلوب إحراجهم وجرجرتهم إلى المحاكم من خلال البلاغات الكيدية ، والكمائن الهوائية التى تحسم القضية لحساب وجهة نظر الإخوان واليساريين والناصريين والمطبلاتية وماسكى الدفوف وكل ما هو سافل ومنحط وبلطجى .. نعم لقد نجحوا فى الإستيلاء على التليفزيون المصرى وصار "البلطجية الجدد" هم أصحاب الصوت العالى وأصبح التليفزيون لا عمل له إلا إستضافة هذه القباحة .. لقد تحول هذا الجهاز إلى وسيلة لحرق الوطن وإلى ملاذ أمن "للبلطجية الجدد" ، يفتح أبوابه وبرامجه لمن يهاجمون الدولة ، والدعوة إلى الإستقرار والدعوة إلى العمل ونبذ الإعتصامات ، إما إتقاء لشرهم أو سعيا لكسب ودهم ، أو قبولهم وهنا أقصد الإعلام بالكامل الرشاوى التى تدفع لهم علنا وجهرا من دول أجنبية ودول عربية لها أجندات معلنة لهدم مصر بالكامل !! ..

** نعم كنا نعانى من سياسة التجاهل والفساد الإجتماعى وإرهاب الأقباط ، والأن أصبحنا نعانى من الإرهاب الطائفى فى صورته الحقيقية بعد سقوط الأقنعة عنهم أصبحنا نعانى من فوضى غير مسبوقة فى التعامل مع الأقباط للدرجة التى وصلت إلى إجبار الشعب المسيحى فى أسوان بهدم القباب أعلى الكنائس ومنع الأجراس ، ورغم وجود بعض العقلاء من المسلمين إلا أن الغالبية العظمى من المتطرفين يتلقون أوامرهم من "البلطجية الجدد" ، وهم يصرون على هدم القباب ، وغدا سيكون الطلب منع الصلاة وما حدث فى أسوان سبق أن حدث فى قنا وأماكن عديدة ، وسوف يظل يحدث كل يوم وهو ليس وليد اليوم ، فقد سبق أن أعلن الكاذب والمخادع د. سليم العوا ، وهذا تم نشره فى جميع الصحف هو والمفكر الإسلامى الراحل "مصطفى الشكعة" أن ما يثير المسلمين من الأقباط هو بناء القباب أعلى الكنائس ودق الأجراس والصولجان والمباخر ومظاهر الفخفخة التى تصاحب مراسم القداس .. فلماذا نندهش من تصرف "البلطجية الجدد" بهدم القباب ، ورغم ما نكتب يهرول المخادع سليم العوا إلى الكنائس للزيارة بل ويعطى تصريحات دعائية بقبوله ولاية قبطى على المسلم حتى منصب رئيس الدولة ..

** أما ما يثير الدهشة أن تهل علينا فى مصر كل يوم منظمة قبطية .. يتم تدشينها على جلسة فى النيل ومؤتمر بعد ذلك فى أحد الفنادق ثلاث نجوم وكام صحفى second hand "درجة ثانية" ، ونشر خبر هيئة جديدة أو منظمة جديدة للأقباط ولا نسمع شئ بعد ذلك حتى مع سخونة الأحداث فى أسوان لا شأن لهم بها .. وأحدث هذه الهيئات .. هيئة تدعى الأقباط العامة وينصب السيد شريف دوس نفسه كرئيس مجلس الإدارة ، ويتم نشر خبر فى المواقع الإخبارية المسيحية بأن رئيس ومجلس إدارة هيئة الأقباط العامة فى مصر يهنئ عضو الهيئة "الأستاذ عاطف يعقوب" بتعيينه رئيس جهاز حماية المستهلك ونتمنى له التوفيق والنجاح .. ونحن لم نعد نعرف من الخبر هل هذه الهيئة تفرض نفسها بالعافية على الأقباط فى مصر ، بل وننشر تهنئة لأحد أعضائها حيث إختارته الحكومة فى منصب جهاز حماية المستهلك وهذا حتى نوحى للأخرين بالخوف والرعب وعدم الإعتراض والإعتراف الشرعى بالهيئة الوهمية ..

** لقد أعلنتها أكثر من مرة أنه لا توجد شخصيات فى مصر يمكن أن تتحدث فى الملف القبطى ممن يطلقون على أنفسهم علمانيون ، فهم لهم أبعاد فكرية وسياسية وماركسية وأعود وأكرر أنه يجب أن تتشكل لجنة مدنية وليست كهنوتية يرأسها قداسة البابا شنودة أو ثلاثة أفراد من الأساقفة ينوبون عن قداسة البابا ، ويكون هدف هذه اللجنة هو التحدث بإسم الأقباط ومهمتها رفع أى مطالب فورا وبصورة عاجلة إلى من يهمه الأمر ، مثل الأحداث الأخيرة بأسوان والأحداث المقبلة فى أرجاء المحروسة .. ياريت ترحمونا والأقباط يكون مجلسهم فى مقر يرتبط بالكنيسة وليس فى الفنادق أو من خلال الرحلات النيلية التى تقوم بعمل دعاية للبعض !! ..

** نعود "للبلطجية الجدد" ، فقد إستطاعوا تحقيق نجاحا كبيرا فى تعبئة الرأى العام فى تجاه الفوضى والإرهاب وخمدت الأصوات الصادقة والوطنية لبعض فئات الشعب وتحولوا إلى حزب صامت لا يتكلم فأصواتهم لا تجد من يسمعها أو يستجيب لها ، وتحول الطريق إلى إتجاه واحد يسمح بالمرور فى إتجاه الفوضى الهدامة ولا يسمح بالعودة مرة ثانية .. نعم السماح بالفوضى والتخريب من فئات لصوص وبلطجية يتم الدفع لهم بالأموال لتخريب مصر وهدمها ورغم أننا حذرنا كثيرا من تنامى هذه الظاهرة إلا أنه يبدو أن كتاباتنا صارت كمن يحرث فى الماء ليضيع مجهوده بلا عائد أو فائدة ، فلا أحد يسمع ولا أحد يشعر بنا .. أنظروا إلى "البلطجية الجدد" فى الشارع المصرى وفى الإعلام .. أحد هذه النماذج يلقبونها بالدكتورة .. ، وهو ما يدعونا لنتساءل أى دكتوراه حصلت عليها .. الذى أتذكره أنها هربت من مصر عقب تورطها فى قضية أداب عقب نشر حوار لها مع بعض السيدات عن نشاط أحد الوكلاء الداعين لمسابقة جمال والتى أفصحت السيدة عن رفض إبنتها ممارسة أعمال مخلة بالأداب تحت ستار مسابقة جمال ، وعقب الحلقة أثيرت الأقاويل ضد الدكتورة وصدرت فتاوى بتضفيتها جسديا مما جعلها تهرب خارج البلاد ولم تعود إلا فى ظل فوضى 28 يناير !! ، وتحولت من مقدمة برامج نسائية جنسية إلى سياسية تستضيف عديد من المفستكين والجهلاء وأنصاف الرجال وسيدات ساقطات ، وقد نضطر إلى إغلاق هذا البرنامج الذى تظل الدكتورة تفشخ خشمها على الفاضية والمليانة وهات ياضحك على أى حاجة وسذاجة وجهل حوارى وكأننا فى سوف "تفيدة لبيع القرع" ..

** وننتقل إلى محطة إعلامية أخرى لنجد الثعلب المكار وهو يوظف ملامح وجهه من خلف النظارة ونتساءل ونقول تقاضى الثعلب المكار راتبه السنوى الذى وصل إلى 12 مليون جنيه سنويا فى عهد النظام السابق فما هو راتبه السنوى الأن ؟!! .. ونموذج أخر من إعلاميين يساريين وإرهابيين ومهما حولنا البرامج فجميعها تصب لصالح "البلطجية الجدد" .. هذا ناهيك عن الصحف الصفراء التى صارت بلا ضوابط ولا روابط فالكل فى فوضى إعلامية .

** نأتى لموضوع أخر وهو موافقة السيد المشير ورئيس الأركان "سامى عنان" والسيد "عمر سليمان" على الإدلاء بشهادتهم أمام المحكمة ، وقد أعلنت المحكمة أن هذه اللقاءات ستجرى فى جلسات سرية ، ولنا أن نتساءل لماذا تكون سرية .. ألا يحاكم رئيس دولة ويوضع فى القفص داخل قاعة المحكمة .. ألا يحق لمحامى المتهمين سماع شهادة المشير ورئيس الأركان ونائب الرئيس السابق عمر سليمان ووزير الداخلية السابق محمود وجدى .. أليس من حق الدفاع عن الرئيس السابق أن يناقشوا الشهود وأن يكون ذلك خلال الجلسات وليس فى جلسات سرية .. هذه طلبات حقوقية نرجو من هيئة المحكمة ألا تغفلها لأن محاكمة الرئيس هى قضية رأى عام وأن قضية قتل المتظاهرين يجب أن تحسم بالوقائع وأماكن تواجد من يدعى أنه سقط برصاص الشرطة ، كما نرجو حصر السجناء الذين قتلوا وعادوا أهاليهم وإدعوا أنهم سقطوا شهداء .. هذا عار على من يسمع هذه الخرافات ويظل يرددها دون أى تفكير .. كفاية بقى

** سؤال أخر نريد أن نجد له إجابة ، فقد أعلن المجلس العسكرى بيان رقم 74 يحذر فيه المتظاهرين من الفوضى والبلطجة ويحمل بعض المنظمات والحركات الثورية مسئولية حدوث فوضى أو الإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ، ثم فوجئنا بالسيد المشير وزير الدفاع يزور الميدان وماسبيرو ويتقابل مع ضباط الجيش والشرطة ويلتف حوله المتظاهرون ، ويدلى سيادة المشير بتصريح للقادة والجنود وحثهم بعدم التعرض للمتظاهرين ، فحرية المتظاهر هى مكفولة للجميع وحذر من الخروج على الشرعية حتى لا تنقلب إلى فوضى ، بعد هذه الزيارة بدأ تدفق وفود بعض البلطجية والمشاغبين إلى ميدان التحرير للهتاف والمطالبة بدم الشهداء وثورة ثورة وأشياء كثيرة .. بالقطع وقفت القوات جيش وشرطة لا شأن لها بما يدار حولها !! ... أما سؤالنا هو لماذا ذهب سيادة المشير لميدان التحرير .. هل تحول ميدان التحرير إلى منطقة حربية وعسكرية ، وهل تعنى الزيارة لطمأنة المتظاهرين ، وهل المتظاهرين تصلهم رسالة سيادة المشير بأنه يتميز بدماسة الأخلاق وسعة الصدر ؟!! .. أعتقد أن البعض ربما فهم زيارة المشير بالخطأ ويعتقد أن سيادة المشير يمكنه أن يحمى الفوضى وهو ما دفع العشرات بالهرولة إلى التحرير ..

النادى الأهلى ومجموعة البلطجية :

** لا أجد سبب واحد لهذه الفئة التى تتجمع لتشجيع النادى الأهلى فى صورة حضارية ومشرفة أن تقوم بالإعتداء على جهاز الشرطة فى مباراة النادى الأخيرة أمام نادى أسوان والتى فاز فيها الأهلى 4/صفر فما هو المبرر الذى يجعل هذا الإلتراس ينقلب إلى مجموعة بلطجية ، ويواصلون إنفلاتهم للذهاب إلى ساحة الفناء أمام محكمة الشرطة ويهتفوا ضد مبارك والمسئولية الأمنية بألفاظ بذيئة بل ويهددون جهاز الشرطة ، والشرطة تقف لا حول لها ولا قوة ، لا تحرك ساكنا ، فلو تعاملت مع هؤلاء البلطجية سرعان ما تعقد المحاكم لمحاكمة الضباط ، وإذا ماتصدوش للبلطجية برضه تعقد المحاكم لمحاكمتهم للتقاعس .. حيرتونا .. إنتوا عايزين إيه !! .. أقولكم إنتوا عايزين فى النهاية فوضى وبلطجة ، هذا هو هدفكم الأسمى .. لذا يجب أن يكون توقيع العقوبة على النادى الأهلى رادعة ولا تقل الغرامة على 100 مليون جنيه يدفعها النادى حتى لا يستغل هذا الجمهور مساحة الحرية ليندس وسطهم مغرضين تستطيع تحريك كل هذه الجموع لحرق الوطن وللأسف حتى الأن يرفض الأهلى إصدار بيان لإدانة الأحداث ..

** قد يتساءل البعض كيف نخرج من هذه الأزمة ؟!! .. أقول لهم ليس هناك سوى مخرج واحد فقط هو قطع العلاقات فورا مع أمريكا وطرد السفير الأمريكى من مصر وإستدعاء سفيرنا من أمريكا ورفض قبول المعونة التى تحاول أمريكا من خلالها الهيمنة التامة على شئون مصر ، المصيبة والكارثة أننا أضعنا ملايين المليارات فى الفوضى التى نعيش فيها الأن ومازلنا نبحث عن 2 مليار من الدولارات تدعمنا بها أمريكا .. هذه المعونة لمن لا يعلم تنقسم إلى قسمين .. قسم عسكرى يصل إلى 1.3 مليار دولار سنويا ، والباقى كان يصرف على مشروعات البنية التحتية ... والأن يصرف على "البلطجية الجدد" .. هل يعلم البعض أن هذه المعونة مشروطة بشراء السلع من المنتجات الأمريكية وضرورة شحنها أيضا على مراكب وسفن أمريكية ، وذلك يعود على الجانب الأمريكى بتشجيع إقتصاده وصناعاته المحلية وتشغيل العمالة أيضا .. هل يعلم الجميع أن كل 7 دولار من المساعدات الأمريكية يعود منها 6 دولار إلى أمريكا ، كما إنها لا تمثل أكثر من 2% من الدخل القومى المصرى .. لقد تحولت هذه المعونة كوسيلة للضغط على السيادة المصرية وتحولت إلى قيدا لتغيير مبادئنا .. فهل أن الأوان لقطع هذه العلاقات فورا مهما كانت النتائج والأسباب .. أعتقد أن أهم نتائج قطع هذه العلاقة سوف تكون واضحة وسريعة جدا وهى إختفاء البلطجية من جميع الشوارع والميادين وعودة ثعابين الإخوان إلى جحورها والسلفيين إلى خيامهم والشيوعيين إلى أوكارهم .. إنها رؤية قد تصيب وقد تخيب ..

صوت الأقباط المصريين