حكام السعودية ينبحون وغيرهم يعض مجاعة الصومال أنموذجا/ صالح الطائي


أبتلينا نحن العرب برؤساء وحكام لا يفقهون من السياسة سوى العواء، يرهبون به شعوبهم وبعض جيرانهم الفقراء الضعفاء حينما تسنح لهم الفرصة وتلاؤم نهجهم الظروف، ولم نسمع يوما أن واحد منهم تجرأ وعوى بوجه الأجنبي الغاصب، أو عض من هو مستحق فعلا للعض حتى ولو سلبه هذا البعض شرفه وعرضه، ليس لأنهم لا يعرفون العض، لا بالتأكيد فقد أوجعوا رؤوسنا بعوائهم، ولا لأنهم لا يملكون أسنانا، لا، فهم يملكون أسنانا توجع وتمزق، ولكن لأنهم رعاديد جبناء.
النكاية الكبرى أنهم بعد أن امتلأت كروشهم بالسحت وخزائنهم بالسرقة وشعروا ببطر الغنى {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} يريدون من الآخرين أن يعضوا بالنيابة بدلا عنهم، وهم على استعداد تام لفتح خزائن بلدانهم ومنابع ثرواتهم أمام الآخر الذي يظنون أنه قادر على العض، لكي يجنبهم الخزي والعار الذي يترتب على معرفة شعوبهم بأن أسنانهم تعبت من نهش أعراض الشرفاء.
وألا بربكم لماذا ولأي هدف ولمن قامت المملكة السعودية في المدة المحصورة بين 1990 و 2004 بشراء أنواعا مختلفة من الطائرات الحربية والأسلحة الفتاكة المتطورة بمبالغ زادت على 268.6 مليار دولار ثم أضافت لها في السنوات 2005 إلى 2010 عقودا جديدة بمليارات الدولارات في وقت تشكوا فيه شعوبها من الفقر المدقع الذي لم ينجحوا بتجاوزه إلا في الربع الأول من عام 2011 كما ذكرت ذلك تقاريرهم التي لم يتم التوثق منها من مصدر مستقل، أما الفقر غير المدقع والذي يشكل نسبة تبلغ 65% من مجموع السكان العام البالغ عددهم 21 مليون نسمة، فلا حاجة لهم بالحديث عنه لأنهم لا يملكون برامج معدة لمعالجته، بل يرفضون معالجته لأنه يستهلك مبالغ طائلة من أصل مليارات الدولارات التي يحققها بيع أكثر من 10 ملايين برميل يوما بسعر يتراوح بين 90 و 120 دولار للبرميل الواحد، والتي تستحوذ عليها الأسرة الحاكمة وطبقة أمراء الفسق والسوء وأولادهم الفاسدين المزعجين الذين تولت تربيتهم الخادمات الفلبينيات، وتولى قيادة سياراتهم والتجول بهم السواق الباكستانيون الشاذون جنسيا، وتولى إطعامهم وتشطيفهم الملايين من الخدام العرب من خريجي السجون والشاذين جنسيا.
هذه المليارات التي ينفقونها في كازينوات وملاهي ومراقص لاس فيغاس وأوربا ومونتي كارلو وجزر البهاما ومواخير الرذيلة التي أصابتهم شقراواتها بالهوس والجنون، وهو جنون لا ينبع من الحالة المرضية التي تسمى في علم النفس بـ (الاضطرابات الانشقاقية) حيث يقول العلماء أن هناك جزء مكبوتا من الشخصية يتمرد على سياقها العام ليقود الشخصية كلها لتحقيق رغبات أو مطالب معينة تناقض السياق العام للشخصية السوية، ويستمر لحين تفريغ الشحنة التمردية ليعود إلى حالته الأولى. لا بالتأكيد، لأنه جنون حقيقي ثابت ودائمي نابع من تركيبة أنفسهم الشاذة المبنية على الغلط والخطأ بعيدا عن أي سواء. إنهم جميعا مصابون باضطراب نفسي شديد ناتج عن سوء التربية والنشأة يدفعهم للحقد على من أستغل طفولتهم، فضلا عن خلل عضوي في المخ سبب لهم ما يعرف بالفصام أو الشيزوفرينيا وفصام هؤلاء لا يشبه الفصام المرضي القهري وإنما تسببه طرائق التربية المنحرفة التي تتصارع داخل محورين متناقضين هما محور تشدد (الدين) كفعل ومحور (الشذوذ الأخلاقي) كرد فعل حيث تستوجب الحالة العامة للبلد الذي يقوده (خادم الحرمين) ظهورهم بمظهر القادة الدينيين الورعين الملتزمين بالشريعة والمؤدين لفروضها ومطالبها، وتستوجب الحالة الخاصة للنشأة وما يرافقها من تراكمات خاطئة نوعا من الشذوذ السلوكي بما فيه الشذوذ الجنسي الأسري الفاحش والذي يصل حد الشذوذ مع البنات والأبناء البايولوجيين ربما بمرأى ومسمع من أبناء آخرين بما يوصل لهم ما يعرف (بالرسائل المزدوجة) التي تكون مسؤولة عن الخلل الذي يحدث في دائرة السلوك العام وينعكس الخلل بالتالي على سلوكهم في المجتمع.
وألا بربكم مم تخاف المملكة لكي تترك شعبها في هذا الحال المزري والفقر المفضي إلى الكفر لتصرف مليارات الدولارات على شراء أسلحة لم تستخدمها في أحرج المواقف وأشدها صعوبة لأنها غير قادرة على استخدامها أصلا؟
أو ليصرف أمراؤها المبالغ الطائلة لشراء الملابس الداخلية للفنانات والرياضيات المشهورات لمجرد أنهم مهووسون بالجنس الحرام! [*]
أو ليقوم مترفوها بشراء السيارات الفارهة التي تقدر أقيامها بملايين الدولارات لمجرد التباهي أمام الفقراء من شعوبهم! [**]
فهل هم بحاجة لمن يعض بدلا عنهم وهم ينهشون لحم شعوبهم ويهينون كرامتهم ويصادرون حرياتهم ويمرغون أنوفهم بالوحل صباح مساء أم أنهم يبحثون عمن يعض بدلا عنهم لمجرد أن البطر أصابهم بالكسل؟
وبأي دين يدينون، وما نوع خدمة للحرمين الشريفين تلك التي يدعون؟

هوامش
[*]أوردت "القدس العربي" التي تصدر في لندن عن وسائل إعلام روسية أن رجل أعمال سعودي اشترى قطعة من الملابس الداخلية لنجمة التنس الروسية "آنا كورنيكوفا" بمبلغ 30 ألف دولار أمريكي. وذكرت شبكة "يوروسبورت عربية" أن صحيفة أوروبية نشرت صورة الثري العربي واسمه كاملا، وكانت لاعبة التنس الجميلة المعتزلة "آنا كورنيكوفا" قد عرضت بعضا من ملابسها الداخلية للبيع "رمزيا" ضمن حملة تبرع قامت بها لصالح جمعيات خيرية. وأكد مصدر مقرب منها، أن القطعة التي بيعت بمبلغ 30 ألف دولار هي (سروال داخلي) من الحجم الصغير، واللاعبة لا تتحمل أية مسؤولية عن قيام شخص مهووس بدفع هذا القدر من المال في قطعة ملابس مستعملة، تباع جديدة في الأسواق بمبلغ 13 دولار فقط. فكم فم صومالي جائع يطعمه هذا المبلغ الكبير ويبعث فيه الحياة؟
[**]اشترى الفنان السعودي راشد الماجد سيارة "مايباخ" سبورت لا يملكها أحد في الشرق الأوسط كله، وهي الأولى من نوعها في العالم ويبلغ ثمنها المليون دولار واستلمها قبل فترة ليكون أول شخص يقود السيارة في العالم. فكم شحنة من الطحين ممكن أن يشتريها هذا المبلغ الكبير لتقدم لفقراء الصومال الجياع؟

CONVERSATION

0 comments: