لا زلت علي الربابة أغني/ فاطمة الزهراء فلا‏


سلام علي حرب أكتوبر سلام , سنظل نتذكر أكتوبر مهما مر الزمن فعشقنا مواليد أكتوبر ومناسبات أكتوبر ,هكذا حفر في قلوبنا بيد من نور الفجر الذي أشرق فأحال الظلمة بهجة وانتصار .
قد لا يذكر الجيل الجديد أننا في يوم ليس ببعيد عمره ثمانية وثلاثون عاما أي عام 67 عانينا من هزيمة منكرة ضاع فيها دم الأبناء غاليا مسكوبا علي تراب مصرنا الغالية , وسرقت إسرائيل أرضنا وكرامة المصري بلا ثمن , كسرنا أكواب الشربات في الأعراس , ونكسنا الرؤوس , ست سنوات اليوم فيها بأعوام نعامل معاملة المحتلين , الضائعين في مدن القهر , وأصبحت مدن القناة مسرحا للأحداث السوداء وهجرنا البيوت الدافئة , العامرة بالحب , وانطفأت نار الطبخ , وضاعت الأواني في المراكب والقطارات , لقد أصبحنا مشردين , علي الأرصفة ننام بلا غطاء , وفي المدارس والحدائق ..ذل الهزيمة وعار الاحتلال ترك آثاره واضحة علي معالمنا , لن ننسي يوم أن تخلي الزعيم ناصر عن الحكم لأنه شعر بالمسئولية تجاه الشعب , وخرج الشعب يبكي يعلن تمسكه بالأب الحنون , ومات الأب تاركا الجراح والنكسة في أعناق المخلصين الذين عشقوا الوطن , الصهاينة قهروناواغتصبوا سيناء وناموا بنجاستهم فوق ترابها الطاهر , بكينا عليها كما لم يبك أحد , جفت دموعنا علي العذراء المدللة التي يغتصبونها مساء وصباح , ونحن عاجزون ’ الغيظ يأكل أكبادنا , ومتي نثور ونحن النسور بلا أجنحة ..ولن أنسي وكل مصري , ذلك اليوم أبدا السادس من أكتوبر الثانية ظهرا كنت لا أزال في مراحل صبايا الأولي أحمل الحقيبة وباكو من البسكوت ومدينتي الرائعة المطرية دقهلية الفاتحة ذراعيها بالحب للأهل المهجرين من مدن القناة , نقتسم الرغيف الأسود , لكن البحر يأبي الهزيمة والانكسار ويجود علي الجميع بخيره الوفير , فيشبع الصغار ويتغنوا بنشيد العودة والحرية , ونعود للبيوت متعبين لكن رائحة الأرز تجدد التعب والأحزان لنعلو فوق الجراح , وتعلو دعوات الأمهات لتشق عنان السماء ..انصرنا يارب , حرب الاستنزاف , وتدمير إيلات والجواسيس ومدرسة بحر البقر والأطفال الذين استشهدوا وسالت دماؤهم علي الكراسات , واللعب المدمرة الذي كان العدو يلقيها لتقتلهم بلا رحمة.
السادس من أكتوبر يوم العيد , يوم أعاد الجنود الأرض وطهروا الوطن ونكسوا علم العدو ورفعوا علم مصر خفاقا علي أرض سيناء الغالية ..
واليوم تحدث الكارثة قلة من أبناء الوطن تتحول من السلم إلي العنف والتحريض علانية عي جيش مصر أعظم شعوب الأرض , قلة تختار يوم النصر والعبور الذكري التي تقوينا علي بطش الحكام وفسادهم يريدون أن تكون ذكرى بائسة ويوما صداميا بين الجيش والشعب ’ الجيش العظيم الذي عبر بنا من الظلام إلي النور ..لا إلا الجيش وأكتوبر ..قلبي فداؤك يامصر .
قلبي يعتصر فتنزف منه الدماء , وعيني تحفرها الدمعات قهرا وسوادا , وأسأل هذه القلة التي تريد الخراب لمصر باسم الثورة , وماذا بعد أن فقدت الثقة بين الشرطة والشعب , هل يريدون خرابا من نوع جديد؟
مهما مر الزمن أكتوبر حبي الأول والأخير وبعده , تضيع كل الأفئدة ... لن أنسى الجنود وهم يرفعون العلم فوق سيناء , وزغاريد الأمهات الاتي استشهد أبناءهن بدلا من العويل والصراخ .. وهل استمعوا لربابة وردة وهى تعزف للجنود وأنا على الربابة بغنى , وغنوة أمل للنصر
وكلمة أخيرة بحبك يامصر ويجب الفصل بين نظام فاسد صنعه آله الشر وبين نصر عظيم سيظل يعيش فى قلوبنا يعزف لحن الخلود مهما قهرنا الفقر , وأنا لازلت على الربابة أغنى...

CONVERSATION

0 comments: