عندما ينقلب السحر على الساحر/ محمد محمد علي جنيدي


إن سياسة الكر والفر هي أنجح الأساليب السياسية وأقصر الطرق لدى السياسيين المحترفين للوصول إلى أهدافهم أيّا كانت تخدم مصالح شخصية أم كانت تخدم مصالح عليا للوطن.
لقد رأينا ماذا صنعت فتنة الخطاب بمشاعر المصريين والذي تلاه علينا الرئيس السابق مبارك بعد ثورة 25 يناير حينما أعلن بأنه لن يغادر مصر، لأنها وطنه الذي عاش فيه وحارب من أجله وسيموت على أرضه وما تلى ذلك من أحداث ما يعرف بموقعة الجمل الغوغائية.
علينا أن ندرك جيدا أن المتربصين بالوطن ما تزال قلوبهم تحترق بشدة على خسائرهم الغير متوقعة أمام هذه الثورة الخالدة، ومن هنا فإنهم لن يتوقفوا ساعة عن إجهاض حلم الحرية والذي ما يزال حلما نعيشه لم يهبط بعد إلى أرض الواقع، وكذلك ينتظرون ساعة الانقضاض على مكتسبات الثورة وأنفاس مواطني هذا البلد من جديد.
ماذا أعددنا لهؤلاء وهم لا ينامون عن التخطيط للإطاحة بكل ما تم تحقيقه وما نأمل أن تكون عليه مصرنا في الغد القريب!.
إن كل كارثة موجعة تفاجأ بها الأمة بعد الثورة تدير وجوهنا نحو الفاعل ولكننا لا نراه لنمسك به، لأننا لم نزل نخرج عن تحقيق أهداف الثورة إلى مطالب فئوية واعتصامات هنا وهناك وهم يزحفون علينا بأناس لا قلوب ولا ضمير ولا عقول لها فإذا ما وصلت الفوضى وسيطرت على نواصي الأمور في البلاد يكون هنا قد نجحت ثوراتهم المضادة ليعودا إلى مناصبهم أشد قبحا وضراوة.
لماذا نترك القوات المسلحة هذا القلب الحديدي يعمل ولا يساعده الجسد بشكل فعال في الدفاع عن أعضائه بهمة ويقظة ومثابرة حقيقية.
هم يدعوننا للمشاركة الجادة ونحن ننفق أوقاتنا من أجل تحسين مستوانا المعيشي!!، وكأن أحلامنا كلها تحققت لمجرد أن تنحى هذا أو أحيل أخر للعدالة، وكأننا ننسى أن تحت الرماد ألسنة اللهب توشك أن تنقض على كل أخضر ويابس بهذا البلد، أو نتناسى بأن المختبئين عن أعين العدالة هم الأكثر عددا والأخطر كيفا!.
على كل مصري أن يعمل قلبه وعقله ويشارك برشد وعقلانية في مطاردة وكشف الهموم عن وطنه قبل أن يفكر في شرابه وقوت يومه وزاده، هذا إذا ما أراد أن ينقلب السحر على الساحر ورفاقه المشعوذين حقيقة، وإلا عادوا في جلابيبهم من جديد يحكمون ويتحكمون في مصائر أبنائه إلى الأبد.

CONVERSATION

0 comments: