دولة العدل/ رأفت محمد السيد


لو أمن كل مسئول أنه سوف يحاسب حسابا عسيرا إذا ما قصر فى حق ذويه فسوف يعدل لامحالة ، لو أدرك كل مسئول أن المثول والوقوف بين يدى الله أمر ليس بالهين فسوف ينصف المظلومين لامحالة ، لو عرف كل مسئول أنَّ الظلم ظلمات يوم القيامه لأضاء حياة الناس وملأها نورا لامحالة0 لو تذكر كل مسئول ان الموت قادم لامحاله لعمل عمل الصالحين المحبين للقاء الله وهم عادلون منصفون للحق – هى رساله أوجهها إلى كل مسئول سواء أكان رئيسا أو وزيرا او أميرا أو اى شخص يتولى أمر رعيه ما ،لاتجعل الله أهون الناظرين إليك وتذكر دائما الموت – فالليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر ، والعمر مهما طال فلابد من دخول القبر - أيها المسئول لايغرنك زهوة منصبك ولا مركزك ولا كرسيك واتقِ الله واعدل بين ذويك- ولنا فى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسوة الحسنة ولنقرأ عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذى نقش على خاتمه هذه الكلمات لتذكره بالموت فيعتبر ( كفى بالموت واعظا ياعمر ) وهذا هو هارون الرشيد الذى كان يستدعى واعظا كل مدة ليذكره بالموت قائلا : ياأمير المؤمنين اتق الله واحذره واعلم أنك واقف غدا بين يدى الله ثم مصروف إلى إحدى منزلتين لاثالث لهما، جنة أو نار ‘ فيبكى الرشيد من خشيته من لقاء الله وأن يكون على معصيه او ظلم لرعيته ، هل سيجود الزمان بمسئولين من هذه النوعية – هل سنرى من الحكام وغيرهم من تشير إليه البنان بالعادل ، من المؤكد أن الخير مازال موجود حتى لو قل وندر مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الخيرفى وفى أمتى إلى يوم القيامة )أتمنى أن يمد الله فى عمرى حتى أرى دولة العدل التى يحرس فيها الذئب الغنم ، دولة العدل الذى ينام فيها رئيس الجمهورية تحت شجره فى ميدان التحرير بدون حراسة ، دولة العدل التى لايوجد فيها فقيرا يبحث عن طعامه فى صناديق القمامه واخرون يستقدمون عذائهم وعشائهم بطيارة خاصه من فرنسا ن دولة العدل التى تجعلنى أقول لرئيس الدوله جانبك الصواب عندما فعلت كذا وكذا دون ان يكون مصيرى السجن ، دولة العدل التى ليس بها معتقلات ، دولة العدل التى لاتسجن فيها الكلمة إيمانا بان الكلمة هى الحرية ، دولة العدل التى لايعرف مواطنوها الكراهيه والبغضاء ، دولة العدل التى تجعل المسلم والمسيحى أخوان متحابان ليس بالشعارات ولا الكلمات وإنما بالمشاعر الحقيقية والافعال ، دولة العدل التى ليس فيها سرقة ولا بلطجه ولا قطع الطرق على الامنين ، دولة العدل التى تمارس فيها العبادات بحرية وإنصاف تحت شعار الدين لله والوطن للجميع ، دولة العدل التى يتجلى فيها معنى الخوف الحقيقى من الله ، أليست دولة العدل التى اتكلم عنها هى حلم ولكن يمكن أن يكون هذا الحلم يوما ما حقيقة واقعة لو أخلصنا لله وعبدناه بالمعنى الحقيقى للعبوديه أن نعبده كأننا نراه فإن لم نكن نراه فهو يرانا ويراقب اعمالنا – احلم بدولة العدل التى تظل قائمة إلى قيام الساعة – دولة العدل قد تقوم لو وجدنا العادلون 0


CONVERSATION

0 comments: