عرب بالنمسا يحبطون مؤامرة تستهدف مساعدات لذوى شهداء الثورة المصرية/ ناصر الحايك

فيينا النمسا -شبه مؤامرة بائسة دارت فصولها وحيكت خيوطها في أقبية الكواليس وعلى صفحات بعض المدونات بالنمسا لإجهاض هذه المبادرة ، لكنها لفظت أنفاسها على أسوار الحق ، وتوجت بالفشل الذريع وتم تأبينها .

مبادرة أطلقها كل من اتحاد الأطباء والصيادلة العرب النمساويين ورابطة الثقافة العربية والتي من أهدافها المعلنة إرسال مساهمات مالية رمزية لذوى شهداء ميدان التحرير بالقاهرة ، ومؤازرتهم والاحتفاء بانتصار ثورة مصرية احتفظت بوميضها.

شهداء سقطوا وقضوا نحبهم في سبيل استرداد حرية قنصت ، وكانت يوما أشبه بالسراب ، أو كما وصفها البعض بأنها عصية المنال .

وبالرغم من أن المشهد الذي جرت وقائعه مؤخرا في فندق بفيينا قد تكررعرضه مرارا وتكرارا ، إلا أنه لم يكن يوما بهذا الزخم ولا محملا وذاخرا بهذه المعاني .

هذه المرة كان المشهد نقيا وبدون مونتاج وظهر فيه أشخاص احتلوا أدوار النجومية بالفطرة وبلا مكياج .

هذه المرة كان احتفالا بنصر تجلت ملامحه ولاحت بشائره في الأفق مع أول قطرة دم طاهرة سالت وعانقت الميدان .

هذه المرة كان احتفالا ينضح بنشوة فوز افتقرت إليه وخلت منه معاجم الشعوب العربية والإسلامية ، بل وغضت وأشاحت الأبصار عنه منذ أزمان غابرة .

هذا النصر المؤزر لن يصمت التاريخ على توثيق بنوده وسيطهر ذاكرته من هزائم أدبرت وولت وسيعيد صياغة معالمه لأجيال مقبلة لن ندركها .

كانت الأمسية أشبه بمباراة نزيهة احتدمت المنافسة فيها بين لاعبين ليسوا بالهواة ، تنافسوا جميعهم للظفر بأوسمة من صنف أخر. أوسمة الإسهام الإنساني والانتماء لهذه الأمة العظيمة ، التي حصدها المهرة الأخيار نظير ما جادت به أنفسهم طواعية .

وكذلك عندما يتردد على المسامع اسم طبيب وجراح العيون السوري الدكتور تمام الكيلانى لا يمكن أن يصنف ذلك في خانة التشدق بالمجاملات وكيل المدائح ، فالحفل سالف الذكر تحمل الكيلانى نفقاته بالكامل .

وللإنصاف لم تكن أعمال خيرية لا تعد ولا تحصى أقيمت على مدار عشرين عاما مضت لترى بصيص الابداع ، لو لم يقم الكيلانى بتمويلها وتنظيمها ، أو على الأقل بدفع الجزء الأكبر من تكاليفها .

ليس هذا وحسب فكلماته اللاذعة لم ينج منها أي نظام ظالم ومستبد ، و حتى المواقف الأوروبية والأمريكية اليتيمة تجاه الثورات لم تجد من يحتضنها ، والأقنعة التنكرية الزائفة ، التي يزين بها مهندسو سياسات هذه الدول وجوههم سقطت كما العروش البائدة بحسب تعبيره.

وازدانت الأمسية الخيرية بطبيبين فلسطينيين هما الدكتور غسان الأغا رئيس اتحاد الأطباء العرب في ايرلندا ونائبه الدكتور خليل اكى اللذين قدما خصيصا وعلى نفقتهما الخاصة من دبلن إلى فيينا للمشاركة في حدث أثرى مفردات الأمة.

وهناك في أحد أركان القاعة قرر رجل مصري ذو محيا يتسم بالنبل يدعى المهندس محمد فريد حسنين ، ولا يبدو عليه أنه يبحث عن انتصار ، قرر التبرع بعشرة الآف يورو ، أضيفت إلى قيمة التبرعات الأخرى حيث تجاوزت حصيلتها أل 20,000 يورو مرشحة للزيادة ، ستخصص بالكامل لذوى شهداء الثورة المصرية المجيدة .

وأخيرا تضمن الحفل برامج وفقرات منوعة من الصعب إختزالها في بضع كلمات ، برامج حاول معد الحفل وعريفه جاهدا الناشط المصري مصطفى عباس تقديمها وإخراجها للجمهور بحلة جديدة بعد أن فكك تردداتها المشفرة ، كونه وحده على ما يبدو من يملك أرقامها وكان له ما ابتغاه .

CONVERSATION

0 comments: