نعم أكيد وبلا أدنى شك لا احد من الشعوب على امتداد الوطن العربي ينكر أن الجامعة العربية تتصف بأنها كيان سياسي ، وبالمقابل يجب على هذا الكيان أن يكون معبرا عن رغبة الشعوب العربية ، وللأسف الشديد الجامعة العربية تتمثل بأنظمة لم تأتي من خلال صناديق الانتخابات ، ولم تصل للحكم والقيادة بإرادة شعوبها ، وإنما وصلت من خلال قمعها وقتلها لشعوبها ، فتكون الصورة عكسية مقلوبة وغير واضحة وغير معبرة عن مصلحة الوطن العربي ، فهذا بحد ذاته أصبح ينعكس على القرارات التي تصدر عن الجامعة العربية من خلال مطابخها الكثيرة ، نعم وبلا أدنى شك من خلال القمم تأكلوا وتشربوا ما لذ وطاب من الطعام والشراب ، أما القرارات تعافها النفس وتصاحبها رائحة كريهة .
وأنت يا معالي الأمين العام تخرج ألينا وبعد نهاية كل قمة لتنشر لنا الروائح النتنة وبدرجة عالية من العفونة حسب عفونة من قررها ... من أنت لتطلب وتقرر المرجعية من يقود التحالف بالدفاع عن أبناء وشعب ليبيا ... وأنت وأسيادك قادة الأنظمة المستبدة الظالمة الفاسدة من أتى بالمحتل ومشاريعه الاستعمارية على امتداد الوطن العربي .
انك يا معالي الأمين العام تتصف ومن خلال موقعك كأمين عام لجامعة عربية تضم بتركيبتها قادة يعيشون حالة الانحرافات الفكرية والسياسية والقومية الخطيرة ، فإذا أردنا أن ننتقد ونحلل الفهم الخاطئ للأمن القومي والأخطاء الناتجة عن هذا الفهم نستنتج أن فهم قادة أنظمتنا هو بحد ذاته دعوة للتخلي عن القومية وأمنها وعن الدين و شريعة الله وعدم العمل بما شرع الله وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته ، وهذا كان وما زال واضح من خلال الاستمرارية في تمرير مشاريع الاستعمار الأمريكي بالمنطقة وعلى امتداد الوطن العربي وترويض الشعوب للقبول بها.
فيكون هذا بحد ذاته هو الفكر السياسي المنحرف الذي يريد منا كشعوب التخلي عن قوميتنا وعروبتنا وعقيدتنا والقبول بشريعتهم وقوانينهم المستوردة باسم الحفاظ على الأمن القومي للدولة ... فهذا بحد ذاته هو قتل للأمة بأن يفرض أصحاب الانحراف انحرافهم على الأمة لفرض مؤامرات جديدة أخرى ... ونحن كشعوب كنا نضيع بين هذا الفهم وذاك التحليل .. والشعوب اليوم ترفض هذا الفرض والانحراف.
ومن هنا وجب على أبناء الأمة ممن أتاهم الله علما ورشدا واعني هنا علماء الأمة أن يتصدوا لهذا الفهم والانحراف ووصف الحقيقة لكلا الطرفين حكاما وشعوب منطلقين مما انطلق منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة متجردين من الأهواء والنزعات متمسكين بأصول الدين وشرع الله .. وان لا يكونوا علماء السلاطين ، علماء السلاطين والفتاوى الجاهزة ، عليهم تقيم من يقتل شعبه ويتوعد شعبه .
ونحن كشعوب يا معلي الأمين العام كنا نعيش ونقول نريد تحكيم العقل بما يتعرض له الوطن العربي من ويلات ومؤامرات ... ورغم ذلك أدركنا أن تحكيم العقل وحده لا يكفي في متابعة ومعالجة الأمور التي وصلنا إليها ، ورغم هذا الإدراك أصبحنا نعيش بدون تحكيم لهذه العقول ، أعطينا عقولنا وأفئدتنا وفكرنا القومي إجازة مفتوحة ونبذنا شرع الله وأصبحنا نتميز بالتخلي عن قيمنا وواجباتنا الوطنية ، فلم نجني من هذا التميز إلا الوبال والدمار والفساد ... واستبداد عصابات الحكام الطغاة ، واليوم عدنا وقطعنا إجازة عقولنا وعودنا للتفكير من خلال ثورة الشعوب .
بالله عليك الست أنت أمينهم العام لعشر سنوات قد مضت ؟!! أين كان لسانك يوم حين قام وفد من الخبراء الأمنيين الأمريكيين بجولة في المنطقة بهدف تقديم المساعدة لمصر في الكشف عن الأنفاق عن طريق تفعيل مجسات تحت الأرض...عندما تم التوصل إلى قرار ببناء الجدار الفولاذي،
بناء الجدار الفولاذي فوق الأرض على امتداد الحدود المصرية الفلسطينية كي تبقى غزة في ظل الحصار المحكم المفروض عليها مصريا وإسرائيليا منذ سنوات.
السيد الأمين العام أريد أن أذكرك بموقف من المواقف الغير مشرفة لكم ألا تذكر عندما قال اردوغان لبيريس ' إسرائيل أدرى الناس بالقتل ، نحن رأينا كيف تقتلون الأطفال على شواطئ غزة، أنت منفعل ربما لأنك تشعر بالذنب'. وأضاف ' من المؤسف أن يصفق أناس للسيد بيريس بينما قضى أناس آخرون بالقصف الإسرائيلي على غزة'. وانتقد اردوغان الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وحاول بيريس التبرير، ولكن دون جدوى. الجدير بالذكر أن المنصة التي كان يجلس عليها اردوغان وبريس كان يجلس عليها أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وللأسف الشديد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ولم يغادر عمرو موسى المنصة عندما غادر اردوغان بل جلس الى مقعده بعد أن صافح اردوغان، وكذلك أذكرك بقمة قطر من اجل غزة بدون شرح التفاصيل .
السيد الأمين العام لم أجد لكم موقف مشرف ولم أجد لكم مكان مشرف بين الشرفاء الحريصين على الوطن والأمة ولم أجد لكم مخرجا مشرف والسبب انك تتصف بأمين الجامعة العربية ومن خلال هذه الصفة كنت تلتزم الصمت والشعوب تقمع من قادتها وأنظمتها .
ومن يتتبع سيرتك الذاتية نجد انك كنت رمز من رموز نظام حسني مبارك أي انك كنت عضو من هذا الجسم وهذا واضح من سيرتك الذاتية التي تقول : السيد عمر موسى بسنة 1957 : حصل على ليسانس الحقوق ـ جامعة القاهرة ، ومن سنة 1957 حتى 1958عمل بالمحاماة ، وبسنة 1958 عين كملحق بوزارة الخارجية المصرية ، ومن سنة 1958 وحتى 1972 عملت بالعديد من الإدارات والبعثات المصرية ومنها البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة .
1974 ـ 1977عملت مستشار لدى وزير الخارجية .
1977-1981 :1986-1990عملت مدير إدارة الهيئات الدولية بوزارة الخارجية المصرية .
1981-1983عملت مندوبا مناوبا لمصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك .
1983-1986 عملت سفير مصر في الهند .
1990-1991 عملت مندوبا دائما لمصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك.
1991-2001 : وزيرا للخارجية المصرية.
2001 تم اعتمادك من قبل حسني مبارك لتكون مرشح الأمين العام للجامعة العربية وحصل ذلك ، أليس هذا بحد ذاته إثبات بأنك من رموز الحكم بمصر ما قبل ثورة شباب مصر .
السيد الأمين العام لقد كنت على علم بان الأنظمة العربية لا تعيش الحياة المشرفة وإنها لا تجلب الأمن والاستقرار ، لان هذه الأنظمة كانت تستبيح هذا الأمن وتفرط به وتلعب على الحبال ، وكانت لا تقبل الحوار مع شعوبها ، فكان ردها قمع الشعوب ، وتقيم الحد والقصاص على كل منتقد لأي مؤامرة أو مشروع استعمارين لعين ...أنظمة تتجاهل حقوق المواطن والإنسان بأوطانها ... تبتعد كل البعد عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... وتخلت عن الكرامة وعن العروبة وعن القدس والمقدسات ... واليوم أبشرك السيد الأمين العام وأقول لك بأنها الهالكة أمام ثورة الشعوب العربية مهما سعت من تضليل لشعوبها... وستكون اكبر نكسة لثورة مصر بان يكون رئيسها عمر موسى
أيها الأمين العام أذكرك واذكر من أنت أمينهم بقول الله تعالى ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )
كاتب فلسطيني
0 comments:
إرسال تعليق