حاول اليهود والصهيونية العالمية منذ عقد المؤتمر الصهيوني الأول(في مدينة بال بسويسرا عام 1897م) وحتى هذه الساعة-وربما إلى وقت لا يعلمه إلا الله - التدخل في دائرة الفعل الذي لا يطيقون حمله هم وحلفاؤهم من الصليبيين والمطبعين والمخدوعين بطروحات السلام المزيف،حاولوا وبكل أساليب التزييف والتزوير والبطش والإجرام السلوكي الروتيني،وبكل مظاهر التعسف والبطش والجبروت الرخيص حاولوا تغيير فعل السنن والثوابت المعرفية، والعبث بالقواعد التي تواتر البشر على احترامها، والانصياع لقوة الضرورة فيها التي تحافظ على تلك القواعد والثوابت المعرفية،ولم يتركوا وسيلة من وسائل التحريف والتزييف والتزوير إلا واتبعوها،ومكّن لهم المستعمرون الأوروبيون في الشرق العربي،وأقامت لهم السياسة البريطانية الإفسادية كيانًا زائفًا زوروا به حقائق الدين الحق،وتجاوزوا الحدود في التنكر لثوابت التاريخ الإنساني،وعاندوا الفطرة السوية بتسمية هذا الكيان البغيض (إسرائيل) ،و(إسرائيل:عبد الله يعقوب عليه السلام) كما هو معروف الاسم القرآني ليعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم،على نبينا وعليهم السلام حلقة في سلسلة النسب الزكي ومعه الأنبياء المسلمون من سلالة نبي الله إبراهيم عليه السلام الذي تبرأ هو ومن معه من قومه المشركين،وهو عليه السلام ومعه سلسلة الأنبياء الموحدين من سلالته أبرياء من فعل اليهود المغضوب عليهم المتسترين خلف اسم النبي عبد الله يعقوب بن إسحاق عليه السلام.(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.)(4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) (سورة الممتحنة)
وبعد انسحاب بريطانيا من حلبة الصراع على فلسطين سلمتها للإدارات المتعاقبة في الولايات المتحدة الأمريكية - القلعة الجديدة لليهودية العالمية في نصف الكرة الغربي – لكي تواصل المهمة الشيطانية في رعاية هذا الكيان الشيطاني اليهودي الجديد،وفاقت الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذئذ كل التوقعات والحدود في التحالف مع الشيطان اليهودي الذي تمكن من رؤوس القوم هناك،وأنساهم القيم والقواعد والمعايير والمبادىء السامية والمثل العليا التي ضمنوها الوثيقة الرئيسة للاتحاد في إعلان الاستقلال المشهور،وأقام عليها جدودهم الأوائل كيان الولايات المتحدة لتكون سندًا ودعامة للحرية والعدالة التي أهدرت في أوروبا واستعمارها وإذلالها لشعوب الأرض أثناء فترة الاستعمار الغربي للعالم.
وواصلت الإدارات المتعاقبة في الولايات المتحدة المهمة في غفلة عن شعبها،وتحديدًا النابهين الأحرار من هذا الشعب الذين يميلون بالفطرة والغريزة إلى حب الحرية،وينحازون غلى نصرة المظلومين،وهم كثيرون في هذا الكيان الكبير بطاقاته وإمكاناته الهائلة وبأبعاده العلمية والفكرية والحيايتة المتميزة،حتى وصلنا إلى الوضع الراهن،حيث تمكن اليهود المحتلون لفلسطين التاريخية وملأوا أيديهم من كل قادة وزعماء ورؤساء العالم الغربي،وجاراهم في ذلك المخدوعون ببريق الإعلام والشهرة،أو المرتبطون معهم بشبكة مصالح ذات أصل ديني زائف أو غايات دنيوية فانية،وانقادت لهم أجيال من اللاهثين وراء الشهوات بمختلف أشكالها ومستوياتها،وجلس رؤساء وزاراتهم وقادتهم في جانب من القدس الشريف التي أسروها ودنسوها،وغيروا معالمها،وعبثوافي ثوابت المكان والزمان،وقد تصوروا في أنفسهم أنهم أصبحوا حكامًا فوق المساءلة،وسادة عالم تسيدوا فيه على الضعفاء الذين يستشعرون الخواء الفكري،والزيغ الخلقي،والنقص الثقافي والتاريخي،وضعف الارتباط مع خبر السماء،وتفرغوا لبعض مَنْ تبقى من أهل فلسطين على أرضها،وفي الجوار منها يجربون عليهم كل أساليب الإجرام الذي يعتبر به الكيان الصهيوني المحتل أنموذجًا فريدًا من نماذج مجتمعات الجريمة الشاملة بصورتها المدنية،والتي لم تعرف الإنسانية لها مثيلاً،وليس هذا التصنيف لهذا الكيان جديدًا على البشر،فإن من أهم مدارس تفسير السلوك الإجرامي مدرسة مشهورة في سياق علم الإجرام المدني تعرف بمدرسة شيكاغو، نسبة إلى المدينة الأمريكية المشهورة بكثرة الجرائم،وكان لعلماء هذه المدرسة،ومعهم بعض رواد مداخل النظرية الاجتماعية في علم الجريمة في المدرسة الإيطالية وأصحاب النظريات في علم الجريمة الأمريكي،كان لهم فضل متميز في الكشف عن تأثير العوامل الجغرافية والبيئية والمجتمعية عامة في تفسير الإجرام،ومصطلحات مثل:مناطق الانحراف وبيئة الإجرام،ونطاقات الجريمة،والضبط الاجتماعي والنظامي،وامتد أذى الإجرام اليهودي الخزري ورموز الصهيونية الإشكنازية العنصرية إلى تكييف النظريات التي فسر بها رواد علم الإجرام السلوك الإجرامي في المجتمعات المدنية،وقاموا بصياغة مقولات تبرر السلوك الإجرامي العسكري بكل أشكال الفعل المؤذي الخطر على الحياة الإنسانية ومستقبلها،تحت تأثير ثقافة إنسانية شريرة رعتها الإدارات الأمريكية الإجرامية منذ بوش الأب مرورًا بالإبن وكلينتون وأخيرًا أوباما،وامتد أذاهم وإفسادهم وإجرامهم إلى كل ركن يصنفونه على أنه يشكل مصدر خطر في المكان الذي يعمره الجنس العربي من المنحازين ظاهرًا وباطنًا إلى المنهج الإلهي،الثابتين على العقيدة الصحيحة،وتملأ أنفسهم وتعمر قلوبهم الحمية والغيرة والارتباط العضوي والتاريخي والعقدي الأزلي بالمكان.
اليهود المجرمون والصهاينة المفسدون ومعهم قلعة الظلم والطغيان التي تمثلها حاليًا إدارة أوباما المتصهينة المتهودة وقبلها إدارة بوش وكلينتون - وليس الشعب الأمريكي الذين يستغفلونه بعد أن أغرقوه في الديون والمشكلات والمصائب والأزمات التي يتقنها المرابون اليهود – كل هؤلاء يلعبون حاليًا بآخر أوراقهم الإفسادية،ويتلفتون حولهم وقد تقطعت بهم السبل،وزاغت منهم الأبصار،وبلغت قلوبهم الحناجر من الرعب الذي يتلبسهم عندما يرون منهج القرآن والسنة في لعنهم وفضحهم وذمهم وكشف طبيعتهم الإجرامية وأساليبهم الإفسادية يتحقق كما لو كانت الآيات والأحاديث النبوية ووقائع السيرة العطرة قد نزلت وتشكلت في هذه الساعة،على الرغم من كل المحاولات العرجاء بالانحراف في تفسير الصراع مع هؤلاء الإفساديين طوال العقود الأربعة التي حاولت بها بعض الأنظمة العربية كسر عنق شعوبها،والالتفاف حول ثوابت ثقافة شعوبها،وذلك بالتطبيع مع هؤلاء الغزاة،ولي نصوص كتابهم السماوي (القرآن الكريم)وتجاهل صحيح نصوص سنة النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام،وتجاهل منهجهما الأزليين الأبديين في فضح الفساد والإفساد اليهودي وأعوانه، وإقناع هذه الشعوب بأن هناك أعداء في المنطقة العربية وما حولها أشد عداوة من اليهود والذين أشركوا من البشر الذين سيطرت عليهم اليهودية العالمية وثوبها الصهيوني الماسوني،وجلودها المتلونة الرقطاء،وأذرعتها الإفسادية التنفيذية: المحافل الماسونية وأندية الروتاري وأندية الليونز وغيرها من التنظيمات المتسترة بأغلفة زائفة من الدعوات المزيفة،تلك التنظيمات التي تستر الإفساد اليهودي وتعمل تحت شعارات براقة،ونذكر بفضيلة للزعيم البطل جمال عبد الناصر وهي أنه حرم تلك المؤسسات اليهودية،وبطش بالماسونيين الذين تغلغلوا في الأوساط الفنية والأدارية والإعلامية وبعض طبقة من يعرفون بالمثقفين،حتى عاد السادات فسمح لها بالعودة إلى العمل في مصر،وهي حاليًا تعمل بأسلوب مكشوف،ونحن نحذر منها،ونطلب من كل مخلص لمنهج عبد الناصر العظيم أن يكشف خفايا هذه المنظمات ويفضح تأثيرها وألاعيبها.
أذرع الأخطبوط اليهودي
يا أيها العرب الشرفاء ! يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ! يا أهل الوطن العربي الأبي من المحيط إلى الخليج ! عبد الناصر يرحمه الله هدم معاقل الماسونية التي كانت تنشب أظفارها ومخالبها في كل الطبقات المتنفذة التي كانت تتحكم في أرزاق الناس برهن 60% من الأرض الزراعية في مصر،وامتلاك معظم محالج القطن، ومضارب الأرز،واحتكار التجارة الداخلية والخارجية،وامتلاك معظم الشركات والمؤسسات الصناعية الكبرى،والهيمنة على المسارح والسينما والحياة الفنية والسياحة ثم السياسة وأصحاب القرار بالتبعية.وقد كانت معظم الأسماء اللامعة الحالية في التجارة الفاخرة هي في الأصل لعائلات يهودية:شيكوريل وأركو،وشيملا وعمر أفندي وصيدناوي وغيرها،وفي الصحافة والبنوك الربوية والمؤسسات الصناعية.(انظر الكتاب الصادر عن دار الهلال بالقاهرة بعنوان:اليهود والحركة الصهيونية في مصر:1897 – 1947م ،الذي ألفه :أحمد محمد غنيم وأحمد أبو كف،وراجعه وقدم له الكاتب المشهور الأستاذ أحمد بهاء الدين يرحمه الله، ففيه من الحقائق المذهلة ما يفسر الكثير من الممارسات اليهودية الحالية والمتواترة تواتر الأحداث التاريخية المستندة إلى البراهين والحجج التي لا مراء فيها).
لقد قطّع عبد الناصر أوصال أندية الروتاري وأندية الليونز ومعظم التنظيمات السرية اليهودية الإفسادية والمحافل الماسونية،وطارد الأفعى اليهودية في كل جحورها بمصر والعالم العربي بعد قيام الجمهورية العربية المتحدة عام 1958م،وبداية يقظة الأمة العربية في كل أقطارها إلى حقيقة عدوها المتربص بها المحتل لجزء عزيز من أرضها،فما بالكم تتباهون حاليًا بالتفاخر بالوجاهة الزائفة بعضوية تلك التنظيمات اليهودية السرطانية التي عادت تعمل في العراء بعد معاهدات السلام الزائف والعلاقات الحميمة والهرولة التطبيع الغريبيْن المريبيْن،ومبادرات السلام مع هؤلاء القتلة المجرمين في مجتمع الجريمة الشاملة في الوطن الفلسطيني المحتل وبتواطؤ واشتراك ومباركة شلة وازلام أوسلو العميلة من الجواسيس ناقصي الأهلية الوطنية والعقلية والخلقية والوظيفية؟
· فهل ترجع أسباب ذلك إلى مركبات النقص غير المبررة،وأنتم أهل لغة القرآن،وسلالة الأمة التي سكنت منذ الأزل في الأرض التي بعث الله منها خاتم وآخر سلسلة رسله وسيدهم وإمامهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ؟
· ما بالكم تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير - وهي خصلة من خصال اليهود في قصصهم مع الأنبياء - لكي تتعرضوا لفعل السنن الإلهية في المعاندين والمتنكبين عن طريق الحق والخير من بني البشر،الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة ،وباؤا بغضب من الله؟
· أمَا كان الأوْلى بكم التفاخر بالتبعية والانتساب لهذا المجد العظيم الذي فيه عز الدنيا والآخرة؟
· ما بال البعض منكم كالسائر إلى حتفه بظلفه،وقد انجرف نحو ممالأة هؤلاء المفسدين القتلة المجرمين،وتاريخهم في التعامل مع البلاد التي آوتهم ملطخ بالخزي والعار والخيانة والفساد والإفساد؟
· نحذركم من واقع متابعة فاحصة متواصلة للإفساد اليهودي المتواصل،ومن خلال استعراض التجارب الواقعية لكل من انجرف للاستعباد لليهود،إن هؤلاء المفسدين يستخدمون الجواسيس والعملاء ثم يرمونهم كالزبالة بعد أن يستنزفوهم حتى العظم،وأسماء العملاء والجواسيس أكثر من أن تحصى طوال سنوات الصراع مع هؤلاء المفسدين.
تذكير بالثوابت وتطبيقاتها الراهنة
أبناء وطني الكرام،أيها الأوفياء المخلصون الشجعان،إخوتنا العرب والمسلمين ،ويا أيها العقلاء في العالم أجمع:
أطلب منكم التأمل فيما سأعرضه عليكم من مبادىء قامت عليها الحياة الإنسانية،فهي الحاكمة الباقية المحافظة على التوازن الحيوي للحياة الإنسانية،ولا يخدعنكم هذا الانجراف الحالي وراء الباطل الصهيوني الذي أفسد الحياة الإنسانية،ويوشك أن ينشر السموم والفساد ليعم العالم.
نُذَكِّر كل صاحب قلب نابه أو به بقية من اهتمام بالثوابت والنواميس والسنن ممن يغارون على الحق والحقيقة والسلام الحقيقي،والتعاون من أجل الخير والفضيلة والعدل .
فلعل في التذكير بعض ما يدفع إلى استقامة الفكر ،وسداد السلوك،وما ينتج عنه من أثر إيجابي يؤدي إلى نصرة الحق،والانحياز الإيجابي للمثل العليا التي تستنكر الظلم ،وتقف في وجه الباطل.
إن من ثوابت الحياة الإنسانية التي تعارف عليها البشر بكل ألوانهم وأشكالهم مجموعة من المبادىء الأَولية الأُولَى التي تجمع ولا تفرق،تبني ولا تهدم،تؤسس لفكر واجب الاحترام من الجميع،لأنه مؤسس على أسس السنن والنواميس التي أسس الله عليها الكون والخلق والمعرفة الحقة،إن جميع هذه المبادىء تعمل في الحالة الفلسطينية،ولم يعد لدينا اهتمام بتذكيركم ببعض ما جاريتم فيه العدو اليهودي المحتل جريًا منكم وراء سراب خادع لم يعد لديكم القدرة على إدراك طبيعته نفقط نذكركم بالمبادىء الأولية الأولى،وهذه المبادىء الأولية مقدمة على ما اصطلح عليه البشر بالقوانين والأنظمة والتشريعات الوضعية مهما كانت مصادرها هذه المبادىء الأولية مقدمة تقدم ضرورة وقوة ومنطق وواقع:
1. الإلهي مقدم على البشري.
هذا المبدأ يعمل بداهة في الحالة الفلسطينية،فالأرض المقدسة فلسطين مذكورة في القرآن الكريم أصح الكتب السماوية والناسخ لما قبله من الشرائع،ومذكورة نصًا في السنة النبوية المشرفة وفي سير الصحابة رضوان الله عليهم من خلال التجارب الإنسانية قبل الإسلام وبعده،والفساد اليهودي من القضايا الأساسية في مصادر الإسلام الثقافي،والتحذير من هؤلاء المفسدين الإفساديين المحرفين للنصوص ودلالاتها وللحقائق والحق ومستلزماته .
2. الأَوَليُّ مقدم على الثانوي.
الأوليُّ فلسطين وأسبقيتها الثقافية والإثنية والدينية والقومية والجغرافية ،ولن يكن في إمكان البشر تغيير ما أراده الله،ولا يطيقون،إلا ان يحل الغضب والنقمة على أواخرهم،كما وقع على أوائلهم.
3. البسيط مقدم على المركب.
البسيط هو الحق الفطري للإنسان في وطنه ووطن آبائه وأجداده،إن جريمة اغتصاب الوطن:أرض وماء وسماء جريمة ثقيلة تقاس جسامتها وعقوبتها بثقل الجرم الذي اقترفه هؤلاء اليهود،وتزداد تبعاته الإجرامية بتحميلهم كل آلام الشعب الفلسطيني الأبي الكريم البطل المجاهد ،وإلزامهم بكل ما جنته أيديهم من السلب والنهب والاغتصاب منذ ظهولا هذا الكيان الإجرامي المغتصَب على أرض الشعب صاحب الحق،إن الفطري خفيف ومزيف الفطرة ثقيل مثقل بتبعات الإجرام .
4. الفطري مقدم على المكتسب.
والفطرة هي حال الخلق الأول ، وكل شىء فطري أصل من أصول الوجود، فكل القوى والقواعد والقوانين الفطرية وما يطلق عليه السنن والنواميس لها قوة الوجود في السابق المقدم في تحقيق الإنية والغيرية الوجودية ،والمكتسب يعتمد اعتمادًا ضروريًا على الفطري ،وإذا افتقر المكتسب لشروط الفطرة فسد وجوده ،وتقوضت شروط هذا الوجود.
5. البَدَهي مقدم على البُرهاني.
لأن البدهيات والمسلمات والعناصر الأولية للمعرفة تمتلك في ذاتها شروط وجودها،وقوة فرضها كحقائق وبراهين أولية تعبر عن الوجود الصحيح الذي لا يقبل العبث،ولا يستجيب للزيف والتزوير،ويأبى التلاعب بالنواميس الثابتة.
6. البرهاني الاستدلالي مقدم على العرضي والصدفة:
والبرهان الأقوى هو الذي يستند إلى المسلمات العقلية،ومن المسلمات التي لا تقبل البرهان أن فلسطين كانت سابقة على اليهود والأجرام اليهودي،فهؤلاء المجرمون اليهود الذي نجحوا مرحليًا في إنشاء الكيان الإجرامي بطبيعته المدنية والعسكرية يشكلون وقائع طارئة عرضية لن تلبث أن تتبدد عندما تعمل العوامل الموضوعية في المكان،وتعيد فرض مسلمات الزمان.
7. القديم مقدم على الحديث.
لا من حيث الحال الزمني،بل من حيث الأسبقية والمناسبة لمتقتضيات بقية الأصول،والقديم في هذه الحالة هي فلسطين وشعبها،وهذه قاعدة أصولية وقانونية مسلمٌ بصحتها واحترامها.
8. النُظمي مقدم على العفوي:
الطبيعة الأساسية لغالبية هذه المبادىء هي النظمية والتراتبية والتماسك الذاتي والموضوعي لتوفر شروط القوة الذاتية فيها،فهي مقدمة على كل طارىء عشوائي.
9. المُثْبِتُ مقدم على النافي.
فمن يقدم الدليل على إثبات حقيقة ما أو وضع ما من الأوضاع الفيزيائية والفكرية يقدم بالضرورة على النافي الذي يستخدم قواعد الجدل، وعندما يسوق الأدلة على بطلان نفي حقيقة أو وضع ثابت يمتلك الشروط الصحيحة اللازمة للوجود،هذا النافي يتأخر في المنزلة عن المثبت المؤكد لقوة الدليل وقدرته على وجوب التصديق.
10. اليقيني مقدم على الظني.
اليقيني في الحالة الفلسطينية(الأرض المقدسة)مستندة إلى العلم الضروري الذي يؤسس له ويدعمه العلم الإلهي في كتاب الله وسنة رسوله والمصادر التاريخية والعلمية المحترمة التي قامت عليها الحضارة الإنسانية عبر العصور ،وهي أولى بالاتباع في عصور التوثيق والتنوير،والعلم التجريبي الذي يرقى أحيانًا إلى درجة عالية من لايقين في إثبات لاسببية أو العية العلمية الضرورية.
11. الأصلي مقدم على الفرعي.
الأصلي هو اتصال اليابس العربي،وتماسك كيانه الجغرافي،ووحدة الجنس العربي،والوحدة الموضوعية للغالبية العظمى لسكان هذه الإقليم الممتد بين الخليج والمحيط،وتجد هذه المبدأ أكثر وأوضح عملاً وتفعيلاً عند تنقية السلوك العربي من تأثير الانعزالية واعتبارات القطرية،وتنقية الفكر ولاسلوك من اعتبارات الجاهلية ومقتضيات المصالح المادية والقطرية والفئوية والطائفية،يكون أكثر تماسكًا وشجاعةً عند العلماء الربانيين الحقيقيين،وأكثر إفصاحًا عند أحرار المثقفين والفنانين والرياضيين وبعض القادة ومن يتصفون بالزعامة الحقيقية.
12. الثابت مقدم على المتغير.
الثابت الذي لا مراء فيه هو أن الأرض المقدسة باقية،ولن يضيرها إن شاء الله تسلط الطغاة،أو ظهور أمر العملاء والجواسيس،ولا السيطرة الظاهرية لمظاهر الوهن والتخاذل،والمتغيرات الزائلة المتقلبة هي ما عداها.
13. الدائم مقدم على المؤقت.
الدائم هو الحقائق التاريخية وما تواترت عليه البشرية في تراثها المعرفي العام،فهي لا تعرف إلا فلسطين في التاريخ والتجارب الإنسانية،ومن المستحيل محو اسمها،ما دام فينا عرق ينبض بالحياة،والمؤقت هو الكيان اليهودي الإجرامي العنصري في الشريط الساحلة لهذه البلاد الطاهرة،وهو زائل طال الزمان أو قصر،والأمر منوط بإصرار شعبها وحيوته وتجدد طاقاته،ودوام إصراره على التمسك بوطنه وبحقه فيه.
14. الكليُّ مقدم على الجُزئي.
والكلي المقكم على الجزئي هو مجموعة القيم والمثل العليا التي كافحت افنسانية طوال تاريخها من أجل تثبيتها والإصرار على بقائها،مثل حق الحياة وحرية التنقل والعمل،وحق التعبير ،وحق التفكير الحرنوالإبداع وقيم الحق والخير والجمال ،وكلها مضادة للسلوك الإجرامي الإفسادي اليهودي الحالي المحتل لفلسطين،وفي سلوك كل جواسيس أوسلو وعملاء سلطة العار في رام الله،ومن انجرف وراءهم من الهابطين وناقصي الأهلية.
15. الضروريُّ مقدمٌ على الحاجيِّ والتحسينيِّ.
الضروري هو ما يبني الحياة ويصون المصالح الإنسانية المشتركة بين جميع البشر،وهو ما يتصادم مع الفكر والسلوك الإجرامي اليهودي الذي يدمر الحياة،ويحاصر الأبرياء ويمنع عنهم أسباب الحياة،وهذا كله إن شاء يعجل بالتدمير الذاتي والموضوعي لهذا الكيان الإجرامي.
16. الأصيل مقدم على الطارىء أو الاستثنائي.
الأصيل هو فلسطين،وشعب فلسطين،وجبال فلسطين،وهواء فلسطين وموقع فلسطين،ودين الإسلام الذي عاشت فلسطين في حماه بكل ما تمثله من القداسة والبركة والخير للإنسانية،ولأصحاب الديانات الثلاث ،ولكل إنسان حر كريم ينشد الحق والخير والجمال،والاستثنائي الغريب الطارىء هو الكيان اليهودي الإجرامي الذي أقامه الصهاينة بمساندة القوى الاستعمارية،ولا تزال تحميه وتدعمه.
هذا ،والله تعالى أعلى وأعلم ،وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.)(يوسف 2)
0 comments:
إرسال تعليق