بعيدا عن السياسة :من يستطيع حماية الشعب السوري؟/ خليل الوافي

لم يدرك العالم فظاعة الجرائم البشعة التي يرتكبها النظام السوري.ونحن مقبلون على اطلالة سنة كاملة من التعذيب والقتل .والنزوح الجماعي للعائلات السورية التي تبحث عن الامان والاستقرار في بلدان غير عربية .وماذا تبقى لنظام دمشق ان يقوم به لاخماد شرارة الثورة المباركة التي لم يقتنع حتى الان .بان ما يجري في المدن والقرى السورية هو انتفاضة شعبية سلمية بكل المقاييس .والاستهلاك الاعلامي لمقولة وجود عصابات ارهابية يعتبرامرا متجاوزا رغم الادلة الدامغة التي يشهدها العالم كل يوم.وما اكدته بعثة المراقبين التي ذهبت الى سوريا لتاكيد صحة المعلومات الواردة من مصدرها الاصلي .ولا غبار يعتري حقيقة ما يجري على ارض الواقع
اذا كنت تطالب بالاصلاحات .فانت ارهابي .وتحتاج الى القتل حتى لا تشوش على النظام وسياساته الواضحة في تغيير الحياة السياسية ضمن منظومة المؤسسات التابعة للسلطة الحاكمة .التي ترى ان الخيار الامني يعتبر حلا ناجعا لفك رموز الثورة الشعبية التي امتدت الى حلب ودمشق .ولم يعد النظام قادرا على التحكم في موجة التظاهرات الاحتجاجية التي داب شباب سوريا على مواصلتها .رغم سياسة القتل في مواجهة الصدور العارية .التي تحلم بسوريا المستقبل .وتقطع مع اشكال الاستبداد .وحكم العائلة الواحدة في مصير شعب باكمله .
لاشيء يعلو على صوت الشعب .انها قاعدة اساسية يجب ان تفهمها الحكومات العربية التي دخلت عامها الجديد .وهي اكثر تشددا وخوفا من سقوط انظمتها التي اتضحت معالم ارادة الشعوب وقوتها .وخلق المعجزات.وتفرز الفارق السياسي في المعادلة الصعبة القائمة بين الشعب والسلطة .وهيمنة طرف على الاخر دون وجه حق .واستمرارالتشدد القمعي في مواجهة التظاهرات السلمية التي تعبر عن رغبة الشعوب في التغيير .ولم يعد المستقبل رهين بمؤسسات تماطل في تطبيق الاصلاحات الضرورية .والتي عبرت عنها فئات واسعة من المجتمع العربي في اكثر من عاصمة عربية
والسؤال المطروح الى متى سيستمر هذا الوضع الاجتماعي المتردي .الذي اصبح امرا ملحا في تغيير السياسات المطروحة .والبحث عن صيغ جديدة في التعامل الحقيقي مع طموحات الشعوب .والاستماع الى نبض الشارع العربي الذي لم يسعفه الانتظار الطويل .والوعود الكاذبة .والتماطل الممنهج في الاستحواذ على الحلم العربي .وفتح المجال للطاقات الواعدة في المجتمع لتدلي بدلوها في صناعة المشهد السياسي لكل بلد عربي.
الاستنتاجات المحصلة حتى الان .تؤكد ان النظام السوري في طريق الزوال .وكل المؤشرات تؤكد ذلك .رغم الحصانة السياسية التي تقدمها روسيا وايران .لان الوقائع المتتالية التي تفرزها ثورة الكرامة .والانشقاقات الواسعة في صفوف الجيش .والتحاقها باحرارالجيش الحر .والتعاون الاستراتيجي الذي يتلقاه من المجلس الوطني السوري .وخروج اصوات من داخل النظام تندد بما تقترفه يد الحزب البعثي من جرائم .وما كان الخطاب الرابع لبشار الاسد الذي لم يخرج عن السياق العام الذي تدشنه المؤسسة الحاكمة سوى معطى لهذه المعطيات الجديدة التي بدات تغير مشهد الثورة .ويعطيها زخما اضافيا في مواصلة درب الحرية
ونظرا للضغوطات التي يتعرض لها النظام السوري وتمارس عليه من الداخل والخارج .فان الملامح المستقبلية للوضع الراهن ينذر بحدوث تداعيات اقليمية جزيمة .لايمكن التكهن بنتائجها الكارثية في الاسابيع القليلة القادمة .التي تساهم فيها روسيا في ارسال شحنات اضافية من الاسلحة .وعبر المنافذ الايرانية التي تطمح للعب دور استراتيجي في المنطقة على حساب الدم السوري الذي يراق يوميا دون تحرك عربي ملموس .واتخاذ خطوات حاسمة وفعلية لتوقيف حمام الدم والقتل المباشر بدون وجه حق.
اننا نعاني من ازمة ضمير انساني حيال ما يصيب الشعب السوري الاعزل .وضعف التعامل العربي مع القضايا الانسانية التي تخص الامة العربية والاسلامية .وننتظر من الاخر الغربي ليكون بديلا عنا في حل ازماتنا التي لاتنتهي .واستمرار التبعية العمياء .ووضع الاعتبارات السياسية فوق احقية الشعوب .ولم تحاول تبني موقف مشترك يعطي انطباعا مغايرا عما تشعر به الجماهير العربية التي تعول كثيرا على دور الجامعة العربية .ولا الخطوات الفردية التي لم تؤت اكلها.وزادت الامور تعقيدا.ووصلت الاختلافات الى بعثة المراقبين في تضارب تصريحاتها المتناقضة والمتباعدة عن روح المهمة التي ذهبوا من اجلها
مازال الوضع في سوريا يزدادعنفا وماساوية .ونحن نبحث عن حلول ترقيعية لاعطاء النظام مهل اخرى لتصفية الشعب السوري .واخماد شرارة الثورة العارمة التي لم يعترفها نظام دمشق حتى الان.ربما الايام القادمة كفيلة ان تضع دمشق امام حقيقة ما تنفيه حتى هذا اللحظات من عمر الانتفاضة الشعبية لشباب المدن والقرى السورية الصامدة

CONVERSATION

0 comments: