شكرًا لكم يا صفوة المتعلمين/ د. احمد المزعنن

إلى كل مثقف أفسدته ثقافته المتحيزة العوراء،فكونت له صورة مشوهة عن ذاته وعن الآخر،وقعدت به عن التعلق بالأمور العليا،وهبطت به فجعلته رقمًا عاديًا ، ونسخة باهتة من الواقع البائس .
يا إخوتي وأحبتي يا صفوة المتعلمين
يا أيها الأبناء من أهل الحواضر والبوادي أجمعين
أبناء يعرب صفوة الخلق الأباة المؤمنين !
من فرع عدنان الذي من نسله بُعِثَ الأمين
أو فرع قحطان التبابعة البناة الخالدين

أصبحت في هم فلا أدري شمالي من يمين

ما بالكم ترضون للشحناء تحملكم على وضع مشين

لتسمم الأجواء تسخر بالإخاء وتستهين

الفتنة العمياء إن حلت بقوم أهلكتهم أجمعين

ما بال بعضكم يزم لنا الشفاه .. وبالعيون

والوجه ، ألف علامة تنبيك عما لا يبين

إني أذكركم بإرث محمد وبخير دين

أين الذي يعفو ويصفح إن أساء له القرين ؟

لا ينبغي هجر الصديق وجفوة الخل الأمين

من بعد ثالثة وخيرهما من ابتدأ السلام ويستعين

بالله رب العالمين ، بالله رب العالمين

شكرًا لكم يا إخوتي يا صفوة المتعلمين

شكرًا لكم علمتموني كيف أبدو مثل بعض الجاهلين

:علمتموني كيف ألقى صاحبي بالبشر يسطع في الجبين

وبداخلي البركان يغلي هادرًا لا يستكين

علمتموني حين أضحك كيف أُبدي ناجذيْ

وبداخلي السم الزعاف صببته في مقلتيْ

سطرت منه قضية كمتاهة لا تستبين

خلالها درب الصواب ، ولا علامات اليقين

الناس .. كل الناس ضلال وأنتم مؤمنون ‍‍‍
إن غاب عنكم بعض ما صنع الزمان بأمتي
إني أذكركم بأن الروس قد صاروا رفاقاً مخلصين
والسلطة العمياء أمر قيادها للغاصبين الغادرين

قد سلمتهم موطن الإسراء والمعراج والوطن المصون

فبنو يهود أصبحوا إخواننا المتحالفين الناصحين

وأعاجم الهندوس فينا ( يا صديق ‍‍.. ويا رفيق ) مبجلون

( في أنتَ معلومٌ ) بأن الحب ( لأِنتَ ) في قلبي مكين

الكل قد صاروا سلامًا في سلام آمنين

لكنَّ فينا عششت حرب البسوس وشمَّرت ساقًا لعين

وضُباحُ (داحسَ) قد أثار النقع يعدو في جنون

قد لطَّخ (الغبراءَ ) كيدُ بُغاتِها .. والمجرمون

دقوا طبول الحرب تفتك بالمحارم والبنين

ومصارع الإخوان مشرعة ولا ترحم جنين

الحرب فينا معشر الأعراب طبعٌ لا يلين

إن شمَّرت عن ساقها وتسعَّرت لا تستكين

تردي أمير المؤمنين ... حتى أمير المؤمنين

القتل مشروع ليختصر الطريق إلى الشهادة

والنهب مقبول لتكتسب التأمل والزَهادة

والخّصْيُ شُرِّع كي يريحك من تكاليف الولادة

والسجن مفتوح لكي تزداد من فضل العبادة

والقهر أسلوب لتعتاد التثاؤب والبلادة

أنا شاعر ، يا إخوتي ! هل تسمعون وتعقلون ؟

ورسالتي أن أزرع الصحراء وردًا تجتلي منه العيون

وأشيع في أجوائكم عبق المحبة والمودة والحنين

للمجد تصنعه أيادٍ جاهدت عبر السنين

وقضيتي زرع الشموع على الطريق ليستبين

طريقه من حاد عن درب اليقين

لا وقت عندي للمكائد والضغائن والجنون

لا وقت عندي فيه أبحث عن قصاصات الورق

في سلة للمهملات وعند نوبات الأرق

أتصيد الزلات أمحو كل ما شاد البناة الصابرون

أنا شاعر يا إخوتي ... والإعتذار لزلتي

شكرًا لكم علمتموني حين أغضب أن أكون

متحاملاً متكاسلاً وبلا ضمير مثل بعض الجاهلين

فأنا بدأت لكي أعود لصفوة المتعلمين

CONVERSATION

0 comments: