شيء ما ليس على ما لا يرام/ علي مسعاد


من بين الفيديوهات ، الأكثر مشاهدة ، بين الشباب على مستوى الشبكة الاجتماعية و موقع " اليوتوب " ، هناك شريط " فضيحة الأستاذ الذي يمارس العادة السرية " و " الطبيب الذي يبيع الأدوية في المستشفى " و شريط " استخراج جثة بالصخيرات " و أكيد أن هناك العديد من الأشرطة الفضائحية ، التي استأثرت باهتمامات المبحرين على الشبكة العنكبوتية ، والتي تلتقي في "الفضيحة " كقاسم مشترك بينها .
لكن السؤال المطروح للنقاش : هل حقا أن الوقاحة و قلة الحياء قد وصلت إلى هذه الدرجة ومن المسؤول ؟ا هل الأسرة أم المدرسة أم الشارع أم النزعة الفردانية داخل المجتمع أم غياب الوازع الديني و الأخلاقي أم كل هذه الأشياء جميعها ؟ا أم هو حب نشر الفضيحة هو السبب ؟ا
لأن هناك العديد من الفيديوهات التي تتحدث عن الأشياء الإيجابية ، لكنها لا تلقى الرواج نفسه ، وبالسرعة التي تنتشر بها الفضائح في كل القطاعات و المجالات الحياتية .
قد يقول قائل ، أن الهدف من وراء نشرها ، هو فضح المفسدين و الفاسدين و بالتالي ردع الآخرين ، عن ارتكاب ذات الأخطاء ، لكنه قول مردود على صاحبه ولعل شرائط الجنس ، التي صورت في العديد من المدن المغربية و كانت من تصوير تلاميذ و تلميذات المؤسسات التعليمية ، لم تتوقف عملية نشرها ، على الرغم من معاقبة الجناة وكل المتلاعبين بشرف بناتنا .
ولعل الكثيرين يتذكرون ، الفضائح الجنسية التي تصدرت الصفحات الأولى ، للعديد من المواقع الالكترونية و الصحف الوطنية ، لكن الفعل الشنيع ، ظل هو هو و لم يتغير .
مما يطرح أكثر من علامة إستفهام : من المسؤول ؟ا
لماذا حين يتعلق الأمر بشريط جنسي إباحي ، ينتشر كالنار في الهشيم ؟ا و حين يكون بطل الشريط أحد الناجحين و المتميزين لا يلقى النجاح عينه ؟ا
هل نحن نحب الفضيحة لهذا الحد ؟ا أم أن في أسلوب تربيتنا ، خطأ يجب تصحيحه ؟ا أم أن تركيبتنا النفسية ليست على ما يرام ؟ا أم أن " حشومة " ، " عيب " ، " عار" و غيرها من الكلمات ساهمت بشكل أو بآخر في اعوجاجنا إلى هذا الحد ؟ا
فالمشاهد للشرائط الأكثر رواجا ، بين شباب النت سيقف عند حقيقة واحدة ووحيدة ، هي الفضيحة ، الكلمة السر وراء كل هذا الرواج .
الشيء الذي ، أصبح يتطلب تدخل علماء النفس و الاجتماع ، لدراسة الشخصية العربية ومنها المغربية و الوقوف عند تركيبتها المعقدة .
لماذا نحن محبون للفضائح و مساهمون بامتياز، في انتشارها بين الناس ؟ا
لماذا نكره التميز و المتميزين و لا نساهم بالقدر نفسه في التعريف بهم و بترويج شرائطهم عبر المواقع الاجتماعية ؟ عوض التعتيم عليها أو التنقيص من قدرات أصاحبها ؟ا
لأن الشيء الأكيد و الذي لا يحتاج إلى كثير نقاش ، شيء ما ليس على ما يرام ، يجب معالجته و عدم السكوت عنه وبشأنه ، لأنه بكل بساطة ، يتعلق بمصير و مستقبل مجتمع و أمة .
الحل هو التفكير السليم و العقلاني .

CONVERSATION

0 comments: