في تقرير نشره موقع دبكة الإسرائيلي المخابراتي في 19/01/2012 أفيد أن الخلاف بين إدارة الرئيس اوباما والحكومة الإسرائيلية حول طريقة لجم إيران نووياً لا يزال على أشده وأن زيارة المسؤول العسكري الأميركي البارز الجنرال مارتن دمبسي (رئيس هيئة الأركان المشتركة) لإسرائيل لم تحدث أي تبدل في قرار نتنياهو القاضي القاضي بعدم إبلاغ الولايات المتحدة مسبقاً في حال قررت حكومته ضرب إيران للقضاء على مفاعلاتها النووية.
وأفاد التقرير بأن المحادثة التلفونية الساخنة التي جرت في الثالث عشر من الشهر الحالي بين اوباما ونتنياهو لم تكن ودية ولم يتم التوصل خلالها إلى اتفاق محدد فيما يتعلق بالمواجهة العسكرية مع إيران مما دفع بإسرائيل إلى إلغاء أكبر مناورة عسكرية أميركية إسرائيلية مشتركة بين البلدين كان من المفترض أن تحاكي خطط الهجوم على إيران.
وأوضح التقرير بأن كلام وزير الدفاع الإسرائيلي براك الملطف والمهدئ لمخاوف اوباما في أن إسرائيل لم تقرر بعد ضرب إيران وأن هذا الأمر بعيد الحدوث لن يبدل أي شيء في الواقع المعاش، فيما شدد نتنياهو على وزير دفاعه عدم إعطاء أي التزامات للزائر الأميركي حول هذا الأمر. وفي سياق هذا الخلاف الظاهر حول طريق لجم إيران جاء تحذير نتنياهو يوم أمس من خطورة إيران النووية على العالم بأجمعه وقوله أنه يتوجب على العالم التحرك قبل فوات الأوان.
مما يشار إليه أن أوباما يحاول تفادي أية مفاجئة تنتج عن تفرد إسرائيل في مهاجمة المفاعلات النووية الإيرانية حيث يجد نفسه مجبراً على المشاركة عسكرياً في حين أنه يواجه داخل أميركا ضغوطاً كبيرة بسبب تراخيه الفاضح حيال مساعي ملالي إيران لامتلاك سلاح نووي. في هذا السياق جاء تصريح وزير الدفاع الأميركي القائل إن العقوبات على إيران مجدية وتعطي نتائجها.
من جانبنا نرى أن إيران النووية وكما قال رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر في بداية هذا الشهر هي أكبر خطر جدي يهدد السلم والأمن في كل إرجاء العالم وبالتالي نؤيد كل الجهود التي تسير في اتجاه لجم إيران عسكرياً وبسرعة قبل فوات الأوان كون قادة إيران منسلخون عن الواقع ويعيشون أوهام السيطرة على العالم لإقامة دولة ولاية الفقيه وهم عملياً حماة الإرهاب والأصولية والتعصب في كل دول الشرق الأوسط تحديداً والعالم عموماً.
ونلفت إلى جدية الخطر الإيراني الدهم والمتنامي الذي يمثله حزب الله في لبنان والذي هو بالواقع ذراع ملالي إيران العسكرية في منطقة الشرق الأوسط بكاملها. كما يجب تنبيه العالم كله إلى أن هذا الحزب المعسكر والمذهبي والإرهابي بامتياز يسيطر اليوم بالقوة والبلطجة على حكم لبنان وحكامه ويهيمن على كل مؤسساته وتحديداً العسكرية والأمنية منها وقد حول وطن الأرز إلى قاعدة عسكرية إيرانية وأخذ الشعب اللبناني رهينة.
من خلال حزب الله، الذي هو جيش إيران في لبنان، تثير إيران الملالي القلائل والنعرات والثورات والاضطرابات والفوضى المذهبية في كل الدول العربية دون استثناء بدءاً من السعودية واليمن ومصر ودول الخليج العربي وانتهاءً بسوريا حيث تقوم فرق عسكرية مشتركة من أفراد حزب الله والحرس الثوري الإيراني بدعم نظام الأسد المجرم عسكرياً وتشارك بفاعلية مؤثرة وكبيرة في مواجهة المتظاهرين السوريين وقتلهم إضافة إلى عمليات إرهابية منظمة تطاول ضباط وعسكر الجيش السوري حيث يتم يومياً اغتيال العشرات منهم لمنع تمدد عمليات الانشقاق والانضمام للجيش السوري الحر الذي يسعى لإسقاط نظام الأسد بالقوة.
ما يجب أن يعرفه الغرب بكل دوله هو أن ملالي إيران تماماً كهتلر وموساليني لا يفهمون إلا لغة واحدة هي لغة القوة، أما العقوبات والبيانات الكلامية والتهديدات الورقية فهي لا تعنيهم ولن تدفعهم أو تجبرهم بأي حال من الأحوال على وقف مساعيهم الحثيثة والمستمرة لامتلاك سلاح نووي.
مما لا شك فيه أنه في حال امتلكت إيران السلاح النووي فهي لن تتردد ولو للحظة واحدة في استعماله ضد الدول العربية وإسرائيل وأوروبا وحتى أميركا في حال توفرت لدى ملاليها قدرات عسكرية أي صواريخ بعيدة المدى تمكنهم من تحقيق هذا الأمر.
في الخلاصة إن المواجهة العسكرية مع حكام إيران حتمية وهي حاصلة لا محالة وبالتالي كلما أسرع الغرب ومعه الدول العربية الخليجية وإسرائيل في اخذ المبادرة بضرب قدرات إيران النووية والعسكرية والقضاء عليها كلياً، كلما كانت الخسائر أقل، في حين أن كل يوم يمر يجعل المواجهة أكثر كلفة وأكثر صعوبة، ومن الضروري عدم تكرار دول الغرب لتجربتهم الفاشلة مع هتلر والنازية التي كلفتهم ملايين الضحايا في حين لو كان ضُرب هتلر قبل تمدده في أوروبا وفي الوقت المناسب لما كانت وقعت الحرب العالمية الثانية.
يبقى أن المطلوب من دول مجلس التعاون الخليجي الاضطلاع بدور كبير وفاعل وقيادي وعلني في كل مسعى يهدف إلى ضرب قدرات إيران النووية عسكرياً لأن هذه الدول ستكون الهدف الأول والحتمي لملالي إيران وحرسها الثوري في حال امتلك هؤلاء المهووسين قدرات نووية عسكرية.
0 comments:
إرسال تعليق