فيينا النمسا
في العاشر من شهر أكتوبر(تشرين الأول) من العام 2010 ، طويت صفحة انتخابات بلدية فيينا ، انتخابات حصد فيها حزب الأحرار النمساوي اليميني المتطرف برئاسة "هاينز كريستيان شتراخى" أكثر من 26,18 من أصوات الناخبين .
من جهته أيضا دافع النائب المسلم في برلمان فيينا المهندس عمر الراوي عن المسلمين ، لا عن مقعده كما يظن البعض !! ، دافع عنه ببسالة منقطعة النظير.
لم يترك مسجدا إلا وارتاده ولا كهفا إلا ودخله ، ولم يدع مناسبة أو ندوة إلا وشارك فيها، حتى المنتديات والنوادي ومقاهي "النرجيلة" وأماكن تجمعات العرب ، التي أدار لها ظهره وكانت مسقطة من حساباته وغير مدرجة على أجندته في الماضي ، أقدم على زيارتها ، ومكث فيها ولو "لبرهة" وأضطر إن جاز التعبير لتناول طعام العشاء المكون من "الكسكسى الحار" مع من رحبوا به ، بحث الرجل عن صوت هنا وصوت هناك، عله يجد ضالته!!!
حدث ذلك كله قبل الانتخابات، فأثمرت حملته المثقلة بغدر وخيانة "الحلفاء" كما أشيع ، واحتفظ بالمقعد في برلمان ولاية فيينا وحقق حلما لطالما راوده، أو أنجز ما طمحت وتطلعت إليه الجالية الإسلامية بالنمسا كما يقال.
تلك الجالية الإسلامية بالنمسا ، أو غالبيتها هي بطبيعتها مغلوبة على أمرها ومغيبة ومقصية تماما من قبل من تقدموا الصفوف غصبا ورغما عنها ، جالية اعتبرت فوز عمر بمثابة الوسام الذي لابد من الظفر به ، أو كأنها فازت بميدالية ذهبية في "مونديال" الانتخابات الأخير ، ولم لا فهو من ساهم في تشييد مقبرة إسلامية ستضمن لهم ميتة هنيئة وآمنة بالنمسا .
وهو من سيضمن للأرامل الحصول على رواتب مجزية بعد أن فارق الأزواج الحياة .
وهو من سيضمن للراغبين بالاستقرار في النمسا ، التمتع بحق الإقامة الشرعية .
وهو أيضا من سيضمن لهم استمرار المساعدات الاجتماعية والاستفادة من نظام التأمينات الصحية والحصول على منازل مدعمة من البلدية، أو هكذا وعدهم إذا ما أنتصر الحزب الاشتراكي النمساوي الذي ينتمي له الراوي ، قد يكون محقا !!
انتهت الزوبعة وغادر النجوم وعلى رأسهم المتطرف "شتراخى" الذي يمشى مختالا ويحيط به 6 حراس (بودي جارد) يمولهم دافع الضرائب النمساوي ، شتراخى الذي لم ولن يجد مصباح علاء الدين السحري لحل مشاكل بلاده المستعصية ، وجد البديل بإلصاق جميع المصائب و"البلاوى" بمسلمي النمسا ، الذين ابتلوا بقيادات مزمنة ومخصيه لا فائدة مرجوة منها .
وخرج عمر من الحلبة ملتقطا أنفاسه المتهدجة، ملوحا براية النصر المؤزر ، قبل أن يصفق له الجميع، لكنه لم يعد.
0 comments:
إرسال تعليق