امل الموت في الحياة/ خليل الوافي


الموت لا ينتظر صاحبه.وان طال الزمن .لكن الموت هذه الايام يقاوم رحلة البقاء على ارض موشومة بدماء تخضب انامل الرصاص الذي يصادر الروح في اول امتجان للنجاة من عقاب القتل المفاجىء . وهستيريا الموت المجاني .تنتشر في كل مكان .ومن منا يستطيع توقيف هذا الطوفان ..ويمنع صيد البشر على باب الالفية الثالثة .لا شجر و لا غابات توحي بان الزمان تغير عن ذاك الزمان .و لا الاشكال تبرهن على ان الانسان في عصره الاول كان يقتات على الحيوانات من اجل البقاء .لكن انسان اليوم يقتات من لحم اخيه ليظل حاكما طول الدهر وغابر الازمان .وهذه الهالة الكبرى في تقدم الانسانية اكذوبة خارقة تحتاج الى ادلة دامغة .وافعال على ارض الواقع تحاول محو الصورة التي نشاهدها كل مساء على اكثر من قناة فضائية.
انطلقت مواسم الصيد المبكر هذا العام في ربوع الوطن العربي .لكن الصيد هذه المرة صيد ثمين .لا توازيه ارنب بري و لا غزالة طائشة بين الاغصان .ولا طائر اتعبه السفر المضني في مدن الضباب .فراح يستريح فوق غصن ايل للسقوط .وانتبه للموت الذي كان قريبا منه .ولولا فطنة يقظة لنورس في الجوار تدارك الموقف واعلن الانتباه بان الغابة لم تعد هنا .ولا شكلها الملفوف في خرائط المستعمرات القديمة .والخزائن المدفونة مع بقية اصحابها .تكتنزخبايا الاسطورة .وخيوط الطلاسم التي تحدد الطرق الوعرة لاكتشاف الكنز المفقود .ومغامرات الطيش في كنف الظلمة الحالكة حول ليلة باردة الملمس .وقشعريرة تخاف من حضرة المكان .ويمتد الجرح منذ بداية الذاكرة حتى اخر مدى في شاطىء العرب.تبدا الكلمات في فتح سجل التاريخ .وتشرع في تدوين ما راته العين الغادرة .وما راه الموت في طريقه الى بلاد تحمل مقابرها على مرمى الرصاص .لقد كان الدفن ليلا .وكان القتل في واضحة النهار .وبين الدفن والقتل كانت اعداد الموتى تتزايدعلى رفوف المدارس .وعلى مكاتب حكومية وادارية تشوش على الخطط القادمة من الغرب .ولم ادرك ان الليل سيعود ثانة يحمي جرائمنا من سكوك الغفران امام كنيسة القيامة .ولا تبدو الصورة واضحة في يوم خريفي ينبت الموت قطعان خيل مسرجة تركض في اتجاه النهر .ولا النهر ياتي سريعا . ولا الخيل تصل الى الماء تروي عطش الشعب لظما الحرية.وتقف الجماجم خلف الاسوار تنتظر اشارة العدو للزحف ثانية امام طوفان ياكل الاطفال على فجر مطل فوق مدينة تشتهي النظر في عين فوهة القذائف القابعة تحت الثل..
تنطلق القذائف .ويعلو النشيد الوطني .وتعلو الحماسة في صفوف الجيش .وترقص البنادق على ايقاع الرقصات الشعبية .وتهتز الاكتاف والارجل في سينفونية الذين سقطوا للتو من صمت عجوز لم يقو على الكلام . في ظل فصاحة المشهد .وفجاعة الشاهد .واطراف المواقف الباهثة تتردد في ارسال خطابات استنكار .ولا رد الاعتبار للوجه العربي حيال ما يجري لكل عربي..
تقف الجامعة العربية مندهشة اللسان .وخجولة الكلام مما يجري .ويحدث كل يوم لاخي الانسان .ماذا ننتظر ...ومذا نحن فاعلون ...اننا ننتظر قدوم الساعة ويظهر البرهان .وينتهي زمن النفاق والبهتان .وتعم الفوضى صحراء المكان.وتعلو الاصوات في كل مكان .والموت يتربص بالموت في طريق يؤجل الموت قتل موتاه .ويطلب استراحة قليلة .ويميز قتلاه ويختار منها من يصح فيه قول الموت او قول النجاة...
ان الموت يطلب هدنة ختى تدفن الارض تربتها .ويعود العقل الى صوابه .ويحن القلب الى متواه الاخير.وماذا نحن فاعلون _بحق السماء _في انفسنا . ونتدرب في قتل انفسنا امام انفسنا .والعدو في الضفة الاخرى يسخر من عرب اقاموا القصاص على ملاى من العالم في حق شعوبهم .ولتعود الحياة الى اخر عهدها .ويعم السلام في بلاد الكلام .والاحلام الضائعة بين المقبرة ونواح النسوة تحت سقف كبد السماء.
القتل سيتفز الكرامة العربية.والوعي السياسي بكل توجهاته والوانه في توحيد وحدة الشتات.وصياغة رؤية جديدة لمستقبل كل عربي يتنفس هواء عربيا.
وصناعة قرار سياسي بعيد عن التبعية بكل تجلياتها السلبية.واتخاذ مواقف تاريخية تعيد الثقة للرجل العربي.امام جارة الغربي...

CONVERSATION

0 comments: