سموم "الإخوان" .. وبيض "الثعبان"/ مجدى نجيب وهبة


** كنا منذ فترة ليس بالبعيدة ، نحذر من سموم "الإخوان" ، ومؤامراتهم الدنيئة والدؤوبة والمستمرة دون كلل للوصول إلى الحكم ، والأن بعد نكبة 25 يناير التى بليت بها مصر ، لأنها السبب الأوحد فى وجود هذه الوجوه الكريهة من جماعات التأسلم السياسى ، وجماعات التكفير والهجرة والإخوة السلفيين ، ومعهم الإخوان المسلمين وأتباعهم وإشياعهم ، وكل من يريد دولة "الخلافة" .. كل هؤلاء خرجوا فى غفلة من الزمن ، وأصبحوا نجوم الفوضى والتدمير .. ولم نعد نعرف نحذر من ضد من ، لأن المجتمع نفسه أصابه الهطل ، والبلادة ، والغباء الذى حل على الجميع ، دون سبب واضح ، فالأقباط جميعا أخرست ألسنتهم ، وتحول الغباء لديهم إلى فوضى ، الجميع علت أصواتهم ، الكل يبحث عن زعامة أو بطولة فاشينكية ، كل ما يريده إعطائه فرصة لحوار ، أو كتابة "كلمتين وبس" .. ورغم أن الجميع صاروا يهانون ويقتلون وتسحق أجسادهم وتسرق وتنهب أموالهم ، إلا أن هناك إصرار من البعض ألا يعترفوا من هو الضارب أو السارق أو القاتل ..

** الكارثة ، وأكررها ، الكارثة أن أقباط مصر ، وأقباط المهجر إتفقوا جميعا على شئ واحد ، هو إحترام أمريكا ، وعدم تصديق ما تنشره أقلامنا أو أقلام بعض الشرفاء أو أصواتهم ، بأن هناك مؤامرة تدبر من واشنطن لتسليم مصر "للإخوان" ، ومن ثم هدم الكيان المسيحى فى الشرق الأوسط بالكامل ، ومصر أخيرا ..

** الكل مصر على البلاهة والغباء ، فبعض السياسيون والمفكرين والحقوقيين فى أمريكا ، الموالين لأوباما ، بالقطع هم لن يدينوه ولن يؤيدوا تلك النظرية والمؤامرة التى أعلنت وشهرت وإنتشرت فى جميع أنحاء العالم وجميع الميديا والفضائيات عن تقسيم وأسلمة الشرق الأوسط ، ولكنهم دائمين الحديث عن "الربيع العربى" ، والديمقراطية التى سرقت .. نقول لكل هؤلاء ، هل تكفون عن هذا العبث وهذه الأكاذيب التى تروجون لها وتصرون على تسمية الفوضى التى إندلعت فى جميع أنحاء مصر بـ "الربيع العربى والديمقراطية" ، وهى نفس اللغة التى يتحدث بها هذا المعتوه الذى يدعى "أوباما" البومة ، والعاهرة "كلينتون" ، ويضحكون بها على الأغبياء ..

** لقد كشفنا فى مقالات عديدة عن قواعد اللعبة التى يجيدها الجماعة بمهارة فائقة ، ويسجلون الأهداف فى سهولة ويسر .. والجميع أصابهم الحول والغباء .. لا ألوم شركائنا فى الوطن "الإخوة المسلمين المعتدلين" ، فماذا يضرهم أن تتحجب زوجته أو تنتقب إبنته أو يطلق لحيته أو يرتدى جلباب ، فى النهاية هو يقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله " .. إذن ، فالعقيدة كما يعلنها الإخوان هى نفس إيمان الرجل المسلم ، فى الشارع المصرى ، فهم ليسوا مطالبين أن نعاتبهم أو نحاسبهم ، وقد رأينا عديد من الفنانين الذين سيكونوا أكثر المضارين من وصول هذه الأحناش إلى الحكم ، قال البعض منهم "أنا أرحب بحكم الإخوان" ، وقال البعض الأخر "سوف أغنى للإخوان فى حالة وصولهم للحكم" ، وإضطر بعض الفنانين إلى مغادرة مصر حرصا على سلامتهم وسلامة أبنائهم ..

** أما الأقباط .. فلا أجد أى مبرر لخنوعهم لتلك الأحداث وتلك التغيرات التى تحدث فى المجتمع ... لم تصدر كنيسة واحدة داخل مصر بيانا تدين فيه أمريكا ، أو تدين فيه الإدارة الأمريكية بالتدخل السافر فى الشئون المصرية ، كما أن هناك شخصيات حقوقية وشخصيات سياسية قبطية إلتزمت الصمت والغباء ، ولم يعد لهم عمل إلا إنتظار كل كارثة تحدث فى مصر ، للإسراع بتقديم بلاغ للنائب العام ، رغم أن النائب العام يحفظ كل هذه البلاغات ، ولم يحقق فى أى من هذه البلاغات ، أو يدعون البعض للوقفات الإحتجاجية ، وترتفع حناجرهم للمطالبة بمحاسبة ومحاكمة العسكر ، وهى نفس مطالب الجماعات الإسلامية وتوابعها .. وهذا يدعونا إلى الإندهاش والتساؤل ، إننا قد نتفق مع المجلس العسكرى وقد نختلف معه فى إدارة البلاد فى تلك الفترة الحالكة السواد ، ولكننا فى النهاية ليس هناك سوى الأمل الوحيد الذى نتمسك به ، وهو المجلس العسكرى .. هذا سيقود البعض إلى الهجوم علينا ليقولوا "ربنا موجود" .. ، ونحن نتفق معهم ، ولكن هل معنى ذلك أن نترك كل ما يدبر حولنا دون أن نعطى لعقولنا مساحة من التفكير .. دعونا نتفق مع بعض الغوغاء المطالبين برحيل المجلس .. لنسألهم من هؤلاء الذين يديرون الوطن عوضا عن المجلس العسكرى .. هل هم مجموعة البلطجية المتواجدين بالتحرير ، أم هم حركة "كفاية" ، أم شباب "6 إبريل" ، أم بعض زعمائهم مثل جورج إسحاق ، وممدوح حمزة ، والبرادعى ...

** يبدو أنه لا فائدة من الحوار ، فالجميع يضحكون على أنفسهم ، وأصبحنا فى عصر البطولات الزائفة ، والحناجر المسمومة ، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مسطول أو مخدر أو مكابر تمكنت منه الحماقة ..

** لقد شهدت مصر فى السنين القليلة الماضية ، محاولات عديدة لجماعة الإخوان المسلمين للإستيلاء على "السلطة" ، بقوة السلاح ، ومعارك ضارية ودموية ، وحدثت إغتيالات وقتل للأبرياء وترويع للأجانب ، وتدمير للإقتصاد ، وبالفعل تبدد الأمن والإستقرار لفترة ليست بالقصيرة ، وباتت مصر فى خطر حقيقى ..

** هل تناسيتم تفجيرات طابا ، وشرم الشيخ ، وذهب ، ونويبع ، وسقوط مئات من القتلى والجرحى ، وتدمير الموسم السياحى ، وتشريد مئات من الشباب ، وتدهور الأحوال الإقتصادية ، فى الوقت الذى ظللنا نبحث عن الأيادى الخفية التى فعلت كل ذلك .. ألم تكن هذه الأيادى الخفية هى نفس الأيادى التى تطالب الأن بمنع سياحة الشواطئ ، ومنع السياحة ، وتحطيم التماثيل .. ألم تتفق هذه الأيادى القذرة التى فجرت منتجعات شرم الشيخ ، وطابا ، ومعظم القرى السياحية مع نفس الحناجر والأصوات التى إنطلقت من الشيخ "صلاح أبو إسماعيل" ، والسلفى "نادى البكار" ، والسلفى "عبد المنعم الشحات" ، و"ياسر البرهامى" ، و"سعد الكتاتنى" ، و"صفوت حجازى" ، والمرشد العام "محمد بديع" ... ألم يكونوا كل هؤلاء هم المحرك الفعلى لهذه الجرائم ، بل وجرائم عديدة من قتل لنهب وسرقة أموال الأقباط ...

** وفى أثناء هذه الأحداث الإجرامية ، إضطرت الدولة أن تتصدى لهم ، وكشرت عن أنيابها ، وبدأت الجماعة مرحلة أخرى ، وهى التهدئة والعودة إلى حالة الكمون النسبى إلى أن تأتى الفرصة !! .. وهدأت الأمور نسبيا بضعة سنوات ، ولكن المعركة لم تتوقف لحظة واحدة فى فكر جماعة الإخوان المسلمين ، فى ذات الوقت توجهت الجماعات إلى المجتمع نفسه ، وقررت الإستيلاء على الناس أنفسهم ، وبكل حسم وإنضباط تحولت ميليشيات القتال إلى قوافل دعوة ، وبدأ اللعب برؤوس الناس والدخول إلى عقولهم وحشوها حشو بمفاهيم ظاهرها التدين ، وجوهرها الإستحواذ على أقدار البشر والتحكم فيهم ، بل أنهم إستطاعوا أن يغزو القرى والنجوع والأماكن الشعبية بتقديم بعض الإعانات السريعة من عبوات الزيت والسكر وموائد الرحمن ، وإنشغلت الدولة فى حصد المكاسب السريعة ، بينما إنشغل الإخوان فى حصد العقول ..

** والأن نجح الإخوان فى إسقاط النظام ، وبارك كل هذه التنظيمات وساندها المجلس العسكرى ، وهم سعداء بالثورة والديمقراطية ، وقد تناسى المجلس العسكرى أن هناك خطر قادم لا محالة يهدد أمن وسلامة الوطن ، بل ويمحو إسم مصر من الوجود .. فهل المجلس العسكرى لا يعلمون أنهم هو المسئولين أمام الله وأمام هذا الشعب عن أمن وسلامة المجتمع وتأمينه ودفع الخطر عنه ، وعدم تسليمه لجماعة الإخوان المسلمين تحت أى ظرف ، حتى لو إضطر المجلس إلى إلغاء كل هذه الإنتخابات المزيفة وتلك الصناديق التى لا تعبر عن رأى الشعب ، وإنما تعبر عن رأى فئة ضالة تستخدم كل أساليب الدهاء والمكر والخديعة .. هل لا يعلم المجلس أن هذه الجماعات التخريبية تجيش الجيوش وتحشد الحشود فى تخطيط محكم ودقيق ومنظم ، وهم يتعاملون مع المجلس العسكرى بأن وجوده هو لا يتعدى وظيفة يؤديها تنتهى بإنتهاء سنوات الوظيفة ..

** ومع ذلك ، ولأمر لا نعرفه ، يترك المجلس العسكرى المجتمع يسرق منه ، وبدلا من أن يكون معه يصبح عليه وتموت مصر ، فقد وصلنا إلى زمن المسخ ، حيث يتحكم فى مصائرنا الجهلاء لا العلماء ، ويتراجع دور الدين الحقيقى ، وتتقدم الخرافة وتنتصر الخزعبلات ويموت العلم فى زمن العلم ، ونفقد حريتنا ، وتصبح رقابنا فى إنتظار أمر "الخليفة" لمسرور السياف ، ويفرض علينا الأوامر ، فنسمع ونطيع ويصبح الحلال والحرام حسب رؤية مولانا الشيخ "محمد بديع" الذى أطلق بيان حنجورى ، ناشد فيه قيادات حزب الحرية والعدالة ، بضرورة طمأنة الأقباط بعد نجاح الحزب فى حصد أغلبية المقاعد فى المرحلة الأولى من الإنتخابات البرلمانية ..

** وهكذا تختفى دولة القانون ، لتحل مكانها دولة الشريعة الحاكمية بأمر الله ، فالثعابين ترقد الأن أمنة فوق البيض ، حتى لحظة الفقس ، وساعتها سوف يدرك الجميع وبالأخص الأقباط أنهم مجرد دجاجة سعت إلى حتفها لغبائها وسلبياتها ...

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: