منذ ما يقرب من 62 عاما كان الرئيس مبارك شابا, واختار العمل العسكري الذي شارك من خلاله في جميع الحروب التي خاضتها مصر, منذ الخمسينات وحتي اكتوبر 1973, لم يتوان يوما في الدفاع عن الوطن بل حمل روحه علي أكفه في سبيل عزته ووحدته وسيادته , لم يخف الموت , ولم يتأخر عن صفوف القتال , بل كان في أول تلك الصفوف, فقد كان هذا الطيار الجسور , النسر المصري العربي الشجاع , الذي جاء مع زملائه لمصر بنصر عظيم أعاد لها عزتها و كرامتها وحريتها المفقودة .
ثم شاء القدر أن يواصل مسيرته في بناء الوطن والحفاظ عليه , فكانت المسئولية التي تحملها بصلابة وثبات , منذ أن كان نائبا للرئيس السادات, ثم رئيسا لمصر علي مدار 30 عاما , حملت في طياتها كثير من الانجازات , التي شملت ربوع مصر من اقصاها الي اقصاها .
وقد أستطاع مبارك أن يثبت أنه الابن البار, الذي أحب وطنه وشعبه بإخلاص وتفاني , وقدم من أجلهما سنوات العمر . تلك السنوات التي مضت ليصل مبارك الثمانيين من عمره . رحلة طويلة , قضاها في العمل والكفاح ؛من أجل الحفاظ علي وطنه في الداخل والخارج . ظل خلالها مضحيا بكل شئ من أجل وطنه لم يتأخر ولم يتخاذل , لذلك من حقه علينا الآن ألا نتخل عنه , وألانتركه في تلك المحنة التي أثبتت كم أحب هذا الرجل وطنه وضحي من أجله, وعرض نفسه لكل ما يعانيه اليوم من ظلم وقسوة ونكران لكل ما قدمه .
ترك مبارك الحكم عندما سمع أصوات تناديه بأن يرحل , وكان يكفيه أن يسمع صوتا واحدا ؛ لان كرامته لا تقبل بأن يحكم شعبا أظهر له بعض أفراده أنهم لا يرغبون في حكمه , ترك الحكم دون أن يقاتل أويحارب من أجل البقاء كما فعل غيره .
والي هنا قدم مبارك كل ما استطاع للوطن حربا وسلما , فماذا قدم له أبناء الوطن بعد كل هذه التضحيات؟ من المحزن أنهم لم يقدموا له سوي السب والإهانه , ووصف عصره بأنه عصر بلا إنجازات , بل عصر فساد بل نراهم اليوم يستكثرون أن يقولوا كلمة رئيس سابق فيقولون عنه المخلوع .و إني علي يقين أن مبارك لو اراد بقاء لظل , وما كان لأحد أن يخلعه أو يحركه , وأضعف الايمان كان بإمكانه أن يبقي ويقاوم لأشهر أولسنوات ,ولكن رجل السلام أبي إلا أن يترك مصر في سلام .
ولكن ولأن ما قدمه مبارك لا يستطيع صاحب عقل او بصيره ان ينكره ؛ فقد تحرك بعض من أبناء الوطن الأوفياء للدفاع عن هذا الرمز والزعيم العربي الكبير . فكما وضع روحه علي أكفه في سبيل الدفاع عنهم والحفاظ علي أمنهم وسلامتهم ؛فقد اقسموا أن يردوا له الجميل, أقسواعلي أن يدافعوا عنه , ولن يتخلوا عنه حتي وإن كان الثمن هو الموت .نعم سيظل الدفاع عن مبارك إلي آخر لحظة في العمر؛ لأنه دفاع عن تاريخ , دفاع عن بطل وهب حياته من أجل
الوطن.
سيظل الدفاع عنه وستكون أرواحنا فداء له ,ولن نبخل بها عليه لانه يستحق . فمن فضل مصلحة الوطن علي نفسه يستحق , من جنب بلاده الصدام والدم يستحق , من عاش محافظا علي تراب الوطن يستحق , وسيثبت التاريخ -الذي يحاول البعض تشويهه وتزييفه - أن مبارك صفحة مضيئة في تاريخ مصر .أما من يسبونه ويهينونه ويتلذذون بكلمة مخلوع عند الحديث عنه ,فسيضعهم التاريخ في أسود صفحاته وستثبت الأيام أن هؤلاء لم يقدموا لمصر ولو نقطة في بحر مما قدمه مبارك .
لذلك نقسم بالله العظيم أن نظل في دفاعنا عن مبارك وعن تاريخه حتي تصعد الروح إلي بارئها ,نقسم أن نعلم أولادنا من هو مبارك , ونزرع حبه في قلوبهم كما زعت وطنيته حبه في قلوبنا , نقسم أننا سنفديه بالروح والدم , وندافع عنه وعن تاريخه , نقسم ألا نتهاون مع أي شخص يهينه أو يسبه وسنكون له بالمرصاد .
وإلي كل الشامتين والمنافقين الذين يستهزئون بمبارك اليوم ,نقول لهم سيظل الأسد أسداً ولو كبلوه بالحبال ووضعوه خلف الأسوار , فلن ينفص من قدره شئ بل إن مبارك الذي تضعونه اليوم سجينا خلف الأسوار أثبت أنه المصري الحر الذي ظل في العطاء حتي آخر لحظات العمر , فقد قبل بالحبس والأسر وفوت الفرصه علي الطامعين الذين يتحينون الفرصة لضرب الوطن .
إن مرض الجسد ضعيف هين أمام مرض النفوس وإذا كان مبارك صاحب جسد مريض فهو صاحب نفس حرة سليمة لا تحمل بداخلها الكره والحقد ولو تبدلت الاماكن لرايتم كيف كانت ستعاملك تلك النفس ,إن مبارك هذا النسر الابي ليس موضع للشماته او السخرية بل أنتم الاحق بهذا الموضع بنفوسكم المريضة وقلوبكم الحاقدة .
ابن مصر وقائدها ستظل هامتك مرفوعة وستظل كبيراً يقدرك كل من يعرف قيمة الأبطال . وأنت سيادة الرئيس بطل .
0 comments:
إرسال تعليق