أولاً:كلام (جينجريتش)
حسب وكالة رويترز وغيرها من وسائل الإعلام
قال جينجريتش (موجهًا كلامه إلى من أجرى معه المقابلة)
1. "تذكر لم تكن توجد دولة (تحمل اسم) فلسطين. لقد كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية" حتى مطلع القرن العشرين.
2. "أعتقد أننا أمام (شعب فلسطيني مخترع) هم من العرب في الواقع وهم من الناحية التاريخية ،جزء من العرب ،وكانت أمامهم فرصة للذهاب إلى العديد من الأماكن ولعدة دواعي سياسية تحملنا هذه الحرب (التي يتم شنها) ضد إسرائيل منذ الأربعينيات. إنه أمر مأساوي." .
3. "إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة والسلطة الوطنية الفلسطينية التي تحصل على دعم مالي من الولايات المتحدة تمثلان "رغبة ضخمة لتدمير اسرائيل."
4. وبينما تتعهد حماس "بالمقاومة" المسلحة ،ولا تعترف بإسرائيل فإن السلطة الفلسطينية في رام الله تقول :إن الوسائل السلمية فقط من شأنها أن تحقق قيام الدولة الفلسطينية وتتعاون قوات الأمن التابعة لها مع إسرائيل."
ثانيًا: قول على قول مستر جينجريتش
أقول وبالله التوفيق:
ليس كل كلام مستر جينجريتش مما يثير الغضب أو يدعو إلى الاستنكار، بل إنه يتضمن بعض الحقائق التي أنطقه الله بها قسرًا وانتصارًا للصدق والحق ،وغصبًا عن لسانه وعقله المضلَّلين (بكسر وفتح اللام)،فمن الحقائق أنه نطق باسم فلسطين الحقيقة الأزلية الخالدة التي كانت موجودة ومصطفاة مختارة من خالق الكون قبل كل ممالك الظلم ،إنها موطن الحضارة وملجأ الأنبياء ومسرى سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء ،سواء رضي هذا الكذاب المضلل أو أبى،فإن الحقيقة تدق عنقه وعنق أمثاله من المنتصرين للباطل وبالباطل ،إنها الأرض المقدسة التي تأبى تدنيس اليهود لها وهم قتلة الأنبياء المفسدون في الأرض .
وقوله )الفلسطينيون جزء من العرب )فيه إقرار بحقيقة أزلية لا يمكن إنكارها ،ولكن باستثناء واحد ،وهو كلمة العرب ، فالعرب الذين نحن منهم حقيقة ونفخر بكل قلوبنا وجوارحنا أننا كذلك هم عرب الحضارات القديمة التي كانت فلسطين أعرق موطن لها ،وفيما بعد هم جيل الصحابة الأبطال الفاتحين المجاهدين المدافعين عن حمى الأوطان وحماة ذمار الدين والعقيدة الصحية في الله والرسول والدين والحياة الإنسانية ،وليسوا هم المطبعين المهرولين المتعاونين مع اليهود ،ومعهم بالطبع جواسيس أوسلو وتجار الأوطان في سلطة العار برام الله وامتداداتها وتوابعها وتداعياتها وأبواقها وناعقوها.
أما قوله (شعب فلسطين مخترَع)فهذا ربما جاء بتأثير الجهل بحقائق التاريخ التي يحمل إجازة جامعية فيه،فالطابع العام للساسة منذ ميكيافيللي هو الكذب والتزييف والغاية تبرر الوسيلة،وآخر ما يلجأ إليه الساسة الماديون هو قول الحقيقة ،وربما جاء من تأثير الثقافة التي تسود البلاد الأمريكية حاليًا وهي بلاد تقدس وتعبد العلم التجريبي وتتفنن في الاختراعات والموضات ،وهو استجابة ثقافية للبيئة التي يعيش فيها ونشأ وسطها،وليس ذلك مما يعيب ،فهو وأمثاله من الكذابين المخادعين يعرفون من هو الشعب المخترع ،هل هم الأمريكان الذين أبادوا شعب الأمريكتين وقتلوا الملايين ،أم هم الفلسطينيون الذين طردهم الإرهاب الصهيوني والتحالف والغربي من أوطانهم التي نشأوا فيها منذ أن كان للبشر أوطان،هل الشعب الفلسطيني هو المخترَع أم اليهود الذين قذفت بهم أوروبا كالنفايات بعد أن أفسدوها وخربوها وأغرقوها في الحروب ودمروها ولا يزال هذا ديدنهم ووصمة القرآن الكريم لهم وأحداث السيرة النبوية العطرة ووقائع التاريخ وتجاربه خير بيان وأوضح دليل ؟
ومن المعروف أن الساسة في كل مكان يستعينون بجيش من المستشارين في كل فنون السياسة والإعلام ،ولا يستبعد أن هذا المرشح المفترض الأوفر حظًا يسأل من حوله:"ماذا أقول عن فلان وفلان وكذا وكذا من القضايا!"وهذا ليس بمستهجن ،وأمر النفوذ اليهودي في أمريكا ،وسيطرتهم شبه المطلقة على كل سياسي وخاصة كل طامح متطلع إلى منصب الرئاسة في هذه البلاد لا يحتاج إلى كبير جهد لكي يدركه المرء ،فهو من الأمور المشهورة وأصبحت ظاهرة سياسية واجتماعية ونفسية وسلوكية أشبه بثوابت الحياة في الأمة الأمريكية حاليًا.
أما قصة (رغبة ضخمة لتدمير إسرائيل)فنحن نترفع ونجل الاسم القرآني لنبي الله يعقوب عليه السلام من أن يتلوث بهذا الكيان الإجرامي الذي أقامه الطغاة المحتلون وأطلقوا عليه هذا الاسم الشريف.
ونسأل مستر نيوت جينجريتش وغيره من ألإراد الشعب الأمريكي :ما الذي فعلتموه في اليابان عام 1945م عندما دمرت أسطولكم في ميناء بيرل هاربر؟ هل قدمتم لهم جائزة التفوق الإستراتيجي؟
وماذا فعلتم في العراق بتحريض من رئيس وزراء بريطانيا المطرود الكذاب المزور توني بلير ،وبمباركة من اليهود المجرمين المتحكمين في قرارات إداراتكم ،ومن تجار الحروب ومجموعات من يطلق عليهم المحافظون الجدد من حلفاء الصهيونية والعنصرية البغيضة ؟وما مبرركم لتدميره في غزوكم له عام 2003م ؟والذي سيظل أكبر بقعة سوداء في كتاب الإنسانية التي تدعي الرقي الفكري والسمو الحضاري في هذا العصر ؟
ثالثًا:كلام فلسطينيين ،قال مسؤولون فلسطينيون :
أ- "إن المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية نيوت جينجريتش أجج الصراع في الشرق الاوسط بوصفه الفلسطينيين بأنهم شعب "تم اختراعه" يسعى لتدمير إسرائيل.
ب- ووصف صائب عريقات المسؤول الفلسطيني البارز تصريحاته بأنها "بغيضة" وأضاف عريقات المستشار المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريحات لرويترز "هذا ادني حد من التفكير يمكن أن يصل إليه أحد" مضيفا :إن مثل هذه التعليقات من شأنها فقط أن "تؤجج دائرة العنف."وقال عريقات الذي شارك لسنوات في محادثات السلام الرامية لاقامة دولة فلسطينية "ماهو سبب العنف والحرب في هذه المنطقة الإنكار .. إنكار وجود شعب ودينه والآن ينكر وجودنا."
ت- ويقول مسؤولون فلسطينيون إن ثمة 11 مليون فلسطيني حول العالم من بينهم لاجئون ونسلهم ممن غادروا أو أرغموا على الفرار من ديارهم خلال حرب 1948 والتي قادت لقيام دولة اسرائيل ويعيش أكثر من اربعة ملايين منهم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ث- وقالت عشراوي وهي عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية:"إن تصريحات جينجريتش تعود إلى أيام إنكار وجود الفلسطينيين كشعب من جانب شخصيات إسرائيلية مثل جولدا مئير التي شغلت منصب رئيسة الوزراء في الفترة من عام 1969 الى 1974.وأضافت "إنها عودة للوراء بكل تأكيد. من المؤكد أنها دعوة لمزيد من الصراع وليس إسهاما في إقرار السلام."وتابعت "هذا يثبت أنه في ظل الأجواء الهيستيرية للانتخابات الامريكية يفقد الناس كل صلة بالواقع ولا يدلون بتصريحات غير مسؤولة وخطيرة فحسب بل وشديدة العنصرية لا تكشف عن جهلهم فقط بل أيضا عن انحياز لا يغفر."وقالت حنان عشراوي وهي مسؤولة بارزة أخرى :إنها "شديدة العنصرية" وتظهر "عدم قدرته على تولي منصب عام".
ج- وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في غزة :"إن تصريحات جينجريتش خطيرة وتمثل تحريضا على تطهير عرقي ضد الفلسطينيين."
رابعًا: كلام (أل)فلسطينيين :
1 – تعمدنا أن نبرز كلام مستر جينجريتش لأنه له وزن حقيقي باعتباره مرشحًا مفترضًا للحزب الجمهوري للرئاسة عام 2012م، وهو رئيس سابق لمجلس النواب الأمريكي.
2 – أما كلام (فلسطينيين) (بصيغة النكرة كما ورد في سياق التغطية الإعلامية) مثل عريقات وصبيح وعشراوي وياسر عبد ربه ونبيل أبو ردينه وغيرهم ممن علقوا على كلامه فعرضناه بحجم صغير ،لا تقليلاً من أقدارهم الشخصية ،ولكن تعبيرًا عن ضآلة أحجامهم الوطنية ،وبالتالي ضعف تأثيرهم في توجيه الأمور خارج نطاق الكلام المستهلك الممجوج المكرر المُعاد الثقيل على القلب وعلى ضمير كل إنسان يشعر بمسحة من النخوة والعزة والكرامة والانتماء؛ولسبب بسيط هو أنهم من أكبر العوامل التي هبطت بالقضية الوطنية ،وكان خروجهم عن السياق الوطني العام من أكبر عوامل الانقسام في الصف الوطني ،وهذا هو الذي جرأ جينجريتش وأمثاله من المزيفين للتاريخ الإنساني على إنكار الحقائق وتوزيع الكلام الأجوف.
واستخدام صيغة النكرة في الإشارة إلى هؤلاء وأضرابهم وأشباههم يعطي كلامهم دلالات أقوى على عدم الاهتمام بما صدر عنهم وأنه من قبيل الاستهلاك ليس إلا ،واليهود والمتهودون من الأمريكان وغيرهم من الكذابين في هذا العالم يعلمون تمام العلم حقيقة الدوافع التي يصدر عنها هؤلاء المنسوبون ظلمًا إلى الشعب الفلسطيني ، والمحسوبون على هذا الشعب المنكوب بهم بعد أن نُكِبَ باليهود الذين طردوهم من وطنهم ،ثم بقلاع الظلم الغربي في أوروبا وأمريكا.إنهم أدعياء الوعي،مزيفو الواقع،مدلسو المنطق،المتفيهقون الأعياء الذي تجمعوا كالحشرات في مزبلة رام الله وما حولها وشكلوا من أنفسهم سلطة قسمت الشعب وفتتوا وحدته وأحبطوا قوته وحطموا وعيه بحقيقة عدوه ،وأغرقوه في أنشطة مشبوهة خدمة لأمن عدوه المحتل لأرضه من الصهاينة الأغراب ،واعترفوا بعدوه ملاكًا لأرضه.
3 – كلام أل فلسطينيين المسبوق بأل العهدية أو أل العهد التي تفيد أن الذين يتحدثون إليك يا مستر جينجريتش هم الفلسطينيون البسطاء ناس من البشر الذين عهدهم التاريخ طوال عصوره المتعاقبة ،وعهدهم البشر البسطاء الفطريون الأصلاء الأصليون العقلاء العاديون المتمسكون بالعدل والحرية والمساواة ،المطالبون بحقوق الإنسان في وطنه.
وهم الذين ينطق تراب بلادهم بأنه لا يعرف غيرهم ،وهم الذين يشهد هواء بحرهم ورمال شواطئهم ومياه أنهارهم وحجارة وديانهم أنهم هم الأولون الموجودون والباقون ومن عداهم غرباء طارئون ، لا يدومون مهما تعاقبت الأيام والسنون وتوالت القرون ،وتكالب عليهم أهل الباطل ،اليهود زائلون مغادرون ومن يناصرونهم على الباطل وينحازون إليهم في الإجرام والقتل اليومي والإفساد العاكم في العالم قديمًا وحديثًا.
المجرمون القتله يا سيد جينجريتش معاندون مناقضون لمنهج الله في البشر وفي الكون وفي الحياة، الطارىء يزول والغريب يرحل ولا يبقى إلا الأصيل.وحتى أنت يا مستر جينجريتش سترحل عن هذه الدنيا وستقف في لحظة انكشاف الحجب أمام الملك العلام ،وحينئذ يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام !
ما ينبغي أن ينتبه إليه مستر جينجريتش ويدركه ويعمل من أجل انتصاره هو ما يرسخ في أرض الحقيقة انتصارًا ودعمًا للعدل،وهو كلام بسيط وواضح نابع من الشوق إلى الوطن ،ومستند إلى الفطرة وإلى الحقائق ومن الأدلة الفطرية العامة التي تجمعه مع غيره من بني الإنسان بل ومع سائر المخلوقات في علاقتها بوطنها ،وفي صناعة استجاباتها كرد فعل فطري على ما يدور حولها .
فهل مَنْ ينقل لمستر جينجريتش هذا الكلام البسيط بأمانة وتجرد وانحياز إلى العدل والحقيقة ؟
والله أعلى وأعلم ،وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .)(يوسف 21)
0 comments:
إرسال تعليق