** من الصعب أن نلتزم الصمت ، عما يجرى الأن فى مصر ، كما يطالبنا البعض الذين يقولون أن مقالاتنا أكثر تشاؤما ، بل والبعض يطالبوننا بالكف عن إحباط القراء ، وتساءلنا ما هو البديل .. قالوا "إجلسوا فى منازلكم ، والرب يدافع عنكم وأنتم صامتون" ... إعتقد هؤلاء البلهاء أننا لا نؤمن بكل ما جاء بالكتاب المقدس ، ولكنهم يطالبوننا بالصمت ، وعدم توجيه أى إتهامات إلى أمريكا .. فأمريكا هى "الراعى الرسمى للسلام فى العالم" .. ويبدأون بضرب الأمثلة عن الحرية والديمقراطية التى يعيشون فى ظلها فى أمريكا .. حتى بعد ترحيب الإدارة الأمريكية بجماعة الإخوان المسلمين ، بل ودعمهم ماليا ، وإعلاميا .. وقد قرأنا جميعا منذ بضعة ساعات أثناء إجراء العمليات الإنتخابية للبرلمان القادم تصريح من واشنطن .. يقول "واشنطن تدعم الإخوان المسلمين حتى النهاية" ..
** ومع رؤيتنا أن الوطن ، يتمزق فى حال وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم .. نجد بعض الأقلام التى هى بالقطع لا يعيش أصحابها فى مصر ، ولكنهم يعيشون فى الخارج ، وينتمون للجان "حقوق الإنسان" ، أو "لجان الحريات" المزعومة ، وهى تعتبر وظيفة ، يتم من خلالها تضليل العالم بحقائق مزيفة ، حتى يتمكن المخربون من هدم مصر .. هؤلاء المضللون أصحاب الأقلام المغموسة بالخيانة والغدر ، يعيشون فى رفاهية ، وهم يتابعون الأحداث الدامية التى تجرى الأن أمام أعيننا بعيدا عن أرض الواقع ، والتى هى مجرد بداية لتكريس الدولة الدينية ، وللأسف لست أدرى مغزى كتابة هؤلاء المضللون .. هل نترك أقلامنا ، ومعظم الشعب المصرى بأقباطه ومسلميه أناس طيبين ، لا يعرفون ما يدبره "أوباما" اللقيط ، ولا العاهرة "كلينتون" ، ومطالبتنا بالصمت ، وعدم كشف الحقائق أمام العالم ، هو ليس له إلا دلالة واحدة فقط ، وهى أن هؤلاء هم خونة ومأجورين ، ويخططون كما تخطط الإدارة الأمريكية لإسقاط مصر ، حتى وإن كانوا يحملون الجنسية المصرية ..
** هذا بجانب إنتشار دعاوى تقول .. ماذا لو حكم الإخوان .. ولماذا لا نجربهم؟!! .. فالشارع موجود ، والتحرير موجود ، وإذا لم يعجب الشعب حكم الإخوان فسوف نطالبهم بالرحيل ، كما طالبنا حكومة مبارك .. نقول لكل هؤلاء الواهمين ، أنه فى حالة وصول هذه الجماعة إلى الحكم – لا قدر الله - ، فلن يتنازلوا عنها ، حتى ولو بعد مائة عام ، بتلك السهولة التى يتحدث عنها هؤلاء المتنطعين المأجورين .. نقول لهؤلاء كيف تتصورون أن تكون هناك دولة أو حكومة سياسية فى مصر تصف نفسها "بالإسلامية" ؟!! .. على أيدى أتباع النهج الإلهى فى الحكم والإستخلاف ، أى "الدولة الدينية" .. نرجوهم ألا يصدموا بعد عشر سنوات فقط – لا قدر الله - ، لو أقاموا دولة الخلافة الرشيدة ، وحكموا بالشريعة الإسلامية ، إذا فاتهم أن يتعلموا من التجارب السابقة فى إيران والجزائر والصومال والسودان والعراق التى سقط فيها مئات القتلى ، وشهدت مجازر ومذابح وأحداث دموية شاهدها العالم ، ومازالت ..
** ألسنا نعيش بالفعل العديد من التفسيرات المتضاربة ؟ .. بينما القاعدة ، وطالبان ، والإخوان ، والسلفيين ، وجبهة الإنقاذ ، وحماس ، وحزب الله .. وتلوينات كثيرة ، تراقب الموقف لتنقض على مصر فى لحظة .. فكيف تتصورون أن نكف ونصمت عن كشف القناع عن المؤامرة ، والدسائس التى تدار لإسقاط مصر .. ألا تقرأوا التاريخ ، وقد قطعتم أوصاله لتغطوا على فشل محاولات بناء مجتمع تقوده الدولة الدينية .. ألا تعلمون وأنتم تطالبوننا بالصمت ، وعدم كتابة التشاؤمات .. أنه عندما تنجح جماعة الإرهاب الدموى من الوثوب على السلطة ، كما حدث فى أنظمة عديدة ، يتحول الإلزام إلى الثقافة الرسمية ، والإعلام الرسمى ، وأجهزة الدولة .. فالجميع سيصبح فى خدمة الإعتبار والقول الدينى كما ينطق به الفقيه أو المرشد .. وهذا يفسر قول المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فى حواره مع عمرو الليثى أول أمس فى قناة المحور "إن منصب المرشد العام أعلى من مستويات رئيس الجمهورية فى المسئولية والأمانة" .. ألم تزعجكم كلمة "المضلل العام" للإخوان المسلمين "محمد بديع" ، وهو يعلن أن "مصر دولة مسلمة رغم أنف الجميع" .. ألا تعلمون أن الرئيس القادم الذى سيختاره الشعب ، حتى لو أجريت إنتخابات نظيفة ونزيهة 100% ، لا يملك من الصلاحيات ما يحقق بها أمال الذين إنتخبوه ، وما هى إلا حيوية إجراء الإنتخابات ، وجمع الأصوات ، وإدعاء صورة حضارية لإنتخاب رئيس يرضى عنه الشعب ...
** ألا تدركون أن الإخوان يخططون بكل صفاقة ، وندالة ، تصميم الدستور المصرى بشكل يحفظ لهم ديكتاتورية عنيفة ، ولمن سيأتى بعدهم ، فيجعل من بنود الدستور أن مرشد الثورة يظل فى هذا المنصب مدى الحياة ، ثم يبدأوا فى تكوين ما يسمى بمجلس الخبراء ، والذى لا بد أن يكون من الفقهاء ، ولا بد أن يكون مؤمن بنظرية ولاية الفقيه ، وهذا المجلس هو الذى يختار بعد ذلك الولى الفقيه الذى يخلف "محمد بديع" بعد موته .. فمرشد الثورة هو الذى يضع جميع المسائل الرئيسية الخاصة برسم وتعيين السياسات العامة للنظام ، وهو الذى يقود القوات المسلحة ، وهو الذى يملك أن ينصب ويعزل رؤساء المؤسسات والمجالس الرئيسية فى الدولة ، وهو الذى يعين رئيس السلطة القضائية ، ورئيس الإذاعة والتليفزيون ورئيس أركان القيادة المشتركة للجيش والقائد العام لقوات حرس الثورة ، كما يملك فوق كل ذلك ، عزل رئيس الجمهورية المنتخب من قبل الشعب .. إنها سيطرة لا يحلم بها أى ديكتاتور مصرى ، وليس هذا فقط ، بل أن كل ما سبق وغيره يتم بتفويض من المرشد العام ..
** ألم تقرأوا تصريح "المرشد العام" د. محمد بديع ، فى حواره مع عمرو الليثى "مكتب الإرشاد فى الـ 18 يوما الأولى للثورة ، كان هناك إنعقاد دائم فى جسر السويس ، وكنا نقنت ونقيم الليل ، وندعو فى كل الصلوات ، لأنه لا ملجأ لمصر إلا الله ، ولم نستقوى بأحد ، كان الدعاء هو ملجأنا الوحيد إلى الله عز وجل" .. والحوار بالقطع ملئ بالمغالطات ، وملئ بالتعالى والغطرسة والترهيب بالدولة الدينية ...
** نعم ، ستتحول مصر إلى دولة دينية .. وهو ما تسعى أمريكا إلى ترسيخه فى مصر ، ويقف الأقباط بالخارج ، والبعض منهم بالداخل ، ليس فقط صامتين ، بل الكارثة أنهم مدافعون عن الإدارة الأمريكية ، وعن "أوباما" الحقير ، والعاهرة "كلينتون" .. فهل نقول لكم بعد أن فاض بنا الكيل .. أغربوا عن وجهنا أيها الملاعين ....
صوت الأقباط المصريين
1 comments:
دولة اسلامية شاء من شاء وكره من كره
إرسال تعليق