آلام الفن والحقيقة! عادل عطية


شاهدت فيلم "رجم ثريا"، الذي وقعت احداثه الحقيقية تحت ظلال سلطة "آيات الله"، في قرية إيرانية نائية، عن زوج يريد الزواج من إمرأة اخرى، لكن زوجته تعترض على هذه الزيجة المقترحة؛ فيلفّق لها تهمة الزنا التي يقرّها رجال الدين المتواطئين معه، فترجم حتى الموت!
كما شاهدت فيلم "اسامة"، الذي دارت احداثه الحقيقية، أيضاً، تحت حكم حكومة "طالبان"، عن إمرأة افغانية تفقد زوجها وعائلها الوحيد، فتضطر تحت وطأة الحاجة والجوع والبؤس إلى دفع الفتاة الوحيدة في العائلة إلى العمل؛ لكسب ما يقيم أودها. ولأن النظام الطالباني، يحظر عمل المرأة صغيرة كانت أم كبيرة؛ لذلك لجأت المرأة إلى الحيلة، فأخذت ملابس زوجها ومنحتها إلى ابنتها الصغيرة؛ كي ترتديها، وتتمكن من العمل على انها صبي. لكن ينتهي بها المطاف – بعد اكتشاف امرها، ومحاكمتها- إلى أن تصبح أصغر زوجة، وأصغر سجينة في بيت أحد "الملالي" الحاكمين المتحكمين!
في النهاية، انتهت بي نهاية الفلمين إلى منتهى الغضب والارتباك، وبآثار لعينة من الاذى والضرر النفسي، والروحي، والعاطفي.. فهي ليست مشاهد استثنائية، ولكنها جزء من واقع معاش ومستمر لكل من يقع تحت جبروت هؤلاء الذين يخرجون من بين بؤر تفسيراتهم الذاتية للنصوص الدينية، وينقضّون على الناس كعمالقة.. وتكثر الضحايا الذين يكونون دائماً ملومين!
أما آن لمثل هذه الأفلام، أن تنتزع من نفوسنا "الصمت المصم"، الذي نمارسه ونحن نرى جماعات الهيمنة والتعسف، وهي تنبذ غيرها مثلما تُلقى قشرة موز من النافذة بلا أي اهتمام ولوظاهري بهم؟!..
أما آن الوقت لنا، للتوقف عن مؤاذرة مثل هذه الطوائف الفاشية، واتباع إيمانها المسموم؟!..
نحن لسنا ضد الشرائع السماوية ، وتطبيقاتها في حياتنا.. ولكننا ضد القوى الماكرة التي تستخدم مراكزها وسلطتها للسيطرة والهيمنة باسم الدين، فتصبح النعمة التي من يد الله، نقمة في يد الإنسان.
نحن مع النبي داود، الذي قال: "اسقط في يد الرب لأن مراحمه كثيرة جداً ولا أسقط في يد إنسان".
،...،...،...
ان الحقيقة تلهم الفن، والفن يؤكد الحقيقة.. فلا تجعلوا آلام أبطال مثل هذه الأفلام تصرخ دون غاية!...

CONVERSATION

0 comments: