يبدو ان النظام يؤمن بفكرة تزوير الحقائق .وتضليل الشعب والمجتمع الدولي بوجود عصابات ارهابية منظمة تقوم بزعزعة سيادة الدولة .وقتل المدنيين ووضع كمائن للجيش وتصفيتهم .وخلق البلبلة في الحياة العامة .وهذا ينفي قطعا وجود ثورة شعبية تطالب بالاصلاح واسقاط النظام ...
ورغم التطور الهائل الذي عرفته تكنولوجيا المعلومات .ووسائل الاتصال الحديثة التي تشكل نقطة محورية في دعم الثورات العربية .وحشد الطاقات الواعدة .في هذه المجتمعات العربية التي ساهمت بدورها اللافت في تحريك الشارع .وبلورة تصورات صدامية لاغلبية الانظمة العربية ..
وفي الوقت الذي تنتقل المعلومة باسرع وقت ممكن .ولا يمكن تصور بنك المعلومات التي ترسلها مؤسسات اعلامية عبر الشبكة العنكبوتية ومن خلال التواصل الاجتماعي بانواعها المختلفة .والتي ساهمت بقدر كبير في تغيير مفهوم التواصل الرقمي والتقنيات المتطورة في كشف حقيقة الصورة المفيركة .وفضح التلاعبات السياسية التي ابانت عن محدودية افق النظام .والارتباك الحاصل في صناعة اعلام مبني على التضليل .وتجميل صورة النظام المركبة من فكرة او قضية لا وجود لها في الواقع المعاش .والاغرب من ذلك .فان الاشخاص الذين ظهروا في هذه الصور ينفون حقيقة ما نسب اليهم عبر نفس الوسائل الاعلامية التي يوظفها النظام .واذا كان يعتقد انه ما يزال اشخاص يخدعون بهذه السهولة .لان الامر اصبح متجاوزا .ولا يمكن التلاعب بالضمير الانساني بوجود ثورة سلمية يقودها شباب سوريا في الداخل .ولا يمكن اخفاء حجم القتل و الدمار الذي يتعرض له الشعب اكثر من تسعة اشهر من ممارسة انواع التعذيب والاعتقال والاختطاف .والمشهد ينذر بازمة انسانية لم يعد معها السكوت عن الجرائم البشعة في حق كل مواطن .وامام هذا كله فان النظام البعثي يلعب لعبة الالتواء يريد ان يخدع العالم ببراءة ذمته مما يحدث في الشارع السوري .والركون الى البحث عن وسائل تضليلية مكشوفة عن تصرفات النظام الذي يعيش مراهقة متاخرة في تدبير سياسة حكيمة لاحتواء هذه الازمة العربية .ومدى الاستهتار بارواح الشعب .من اجل تلفيق التهم جزافا وبالمجان .وتركيب صور لاشخاص مازالوا من الاحياء .والاحداث التي بعرضها التلفزيون الرسمي لا تنتمي الى التراب السوري .بل هي للجارة الحليفة لبنان قدمتها هدية محبة وود لدمشق ومساعدتها في سرقة الاضواء امام وسائل الاعلام الدولية سرعان ما انكشف حجم الخديعة السياسية التي باشرها النظام .واعتقد ان الامر سيمر بسهولة وتهضمه الشعوب العربية والجماهير الواسعة من الشعب السوري التي يمارس عليها غسل العقول من وجود ثورة حقيقية في البلاد .والتي ما تزال تعتقد ان النظام يدافع عنها وعن امنها القومي .بل هو يدافع عن موقعه التاريخي .وتمسكه بالسلطة .ولو تطلب الامر ان يكون على حساب دماء المدنيين .ومزيدا من القتل في هدوء تام وروية .وكان لا احد يعنيه الامر في شيء .والمسالة تتعلق بشعب ونظام حكم .ولا يجب ان يتدخل احد في هذه العلاقة الحميمية التي تجمع نظام اسبدادي وشعب اعزل يتعرض يوميا لانواع القتل والتعذيب
ان قيمة الذكاء السياسي الذي يمارسه رجل السلطة من خلال تصريحاته .وفي طريقة تفكيره .واظهار الهدوء المصطنع والمبالغ فيه سمة من سمات ازدواجية الخطاب السياسي المركب .وتحويل انظار العالم الى التفكير في امور يريدها هو دون اللجوء الى الجانب الاساسي .الذي يعتبر جوهر الموضوع والركن الاساسي الذي تتخبط فيه الازمة .والبحث في الهوامش وعن صياغات وتعبيرات يرجى منها تضخيم الجزئيات على حساب النقط الرئيسة التي تحتاج الى الشجاعة السياسية .والمسؤولية التاريخية في مواجهة الوقائع بذكاء سياسي هادف بعيدا عن اديولوجيات لم يعد يقبلها الواقع التاريخي .وامام مكينة اعلامية نشيطة تقوم مقام الوصلة الاشهارية التي تحث المشاهد في استهلاك هذا المنتوج دون غيره
ان حشد التاييد والتاطير الداخلي بوجود مؤامرة عربية واجنبية ضد سوريا .فهذا لم يعد يحسب في دائرة النقاش السياسي حول ازمة تتفاقم كل يوم .وعلى اثر العقوبات الاقتصادية التي رفعتها الجامعة العربية ضد نظام الاسد.وقد استغلها لصالحه .وارسل رسائل اعلامية مباشرة للشعب باعتباره المعني بهذه العقوبات .وبدت الجامعة العربية هي المتهم الرئيسي في ممارسة سياسة التجويع .وهذا ما يحاول جاهدا تسويقه اعلاميا .وهي براعة في قلب الحقائق .وتوجيه التهم في سياق مختلف .ومساندوا النظام في محنته العربية .وتحول السجال الكلامي الى حرب اعلامية _كما ذكرنا ذلك في مقال سابق _بمعنى الكلمة .وتعتبر مؤشرات توضح مدى فشل النظام في مواجهة الادلة الدامغة التي لا تترك مجالا للشك .والاتي من الايام يسوق لاكذوبة اعلامية جديدة .ولا يمكن التنبؤ بحجمها وتداعياتها على مسرح الاحداث في بؤرة قابلة للاشتعال في اية لحظة
0 comments:
إرسال تعليق