سوريا: ملامح المرحلة القادمة في ظل الاوضاع القائمة/ خليل الوافي



الموت اعظم مجد يجسد وطنية الميت في وطنه .والاستمرار في الصمود حجة الوطني في نصرة الحق ولو على حساب من قتلوا في الشوارع .وفي المعتقلات المظلمة .يعود المواطن واثار التعذيب بادية عليه تعكس وحشية سلوك بدائي في التعامل مع مواطني القرن الواحد والعشرين يعود جثة هامدة تنطق مواقع الجرح وبقايا اثار الجريمة تبدو واضحة. تقول ما لم تستطع قوله الجامعة العربية التي ترسل رسائل اطمئنان لدمشق بانها تقدم المهلة الاخيرة على طبق من ذهب .والنتائج الكارثية قادمة لا محال .واقتراب مسلسل العقوبات الاقتصادية .والبحث عن خطوات عملية لتقويض الاقتصاد السوري.وتضييق الخناق على تصرفات مشينة يسلكها النظام اكثر من تسعة اشهر
والثورة مستمرة لانها ارادة الشعب التي تطالب بالتغيير .ولا يمكن اسكات صوت الجماهير المظلومة الا بانتصار كلمة الحق التي لا تعلوها اية قوة لا تنبثق من الشعب واليه. انه يطلب الاستغاثة والحماية الدولية فهل من مجيب..والدم السوري يراق في كل مكان .والمجتمع الدولي ينتظر الجامعة العربية ان تقوم بدور مشرف .يقطع ما يراج على ان سقف جهودها قد انحصر .نظرا لاعتبارات تاريخية وحساسيات سياسية .لم تتحمل هذا الضغط .والثقل السياسي الذي لم تتعود عليه الجامعة في ظل التحولات والمستجدات الاخيرة في المنطقة
ماذا يمكن ان نفعل لاخواننا في سوريا .ونرفع عنهم يد تبطش ولا ترحم.تقتل وتدفن.هكذا تتعامل الانظمة العربية مع شعوبها التي تعتبرمصدر قوة امام مؤسسة السلطة التي تنبثق من اختيارات الشعب .ولا من منطلقات وعقلية النظام الدذي لا يعرف الى لغة الخيار الامني والعسكري في تربية المجتمع على الطاعة والولاء بالقوة او القتل .في وجه من لا يتفق وتوجهات النظام.اي نظام هذا .واي سلطة قادرة على ابادة شعب باكمله ليظل النظام قائما فوق الجميع .انها سياسة قمعية تقود اصحابها الى الجحيم .وتشعل النار في الهشيم .وانذلاع حرب اهلية في المنطقة .لانه الاختيار الاستراتيجي الذي تذهب اليه دمشق مع تزايد حدة القتل .وعدم الاستجابة لكل المبادرات العربية .ومن دول الجوار ..ةالنظام مستعد للذهاب الى ابعد الحدود في تجاهل صارخ للارادة الدولية التي تتحلى بالصبر والتريث .والابقاء على الحلول السلمية واحتواء الازمة قبل فوات الاوان.ويعول النظام السوري على الفيتو الروسي والصيني .ودعم ايراني وعراقي .هذا التصور الخاطىء الذي تتغير فيه المواقف بين عشية وضحاها والتحولات والتداعيات المحتملة من داخل سوريا .والتطورات الميدانية في صفوف الجيش الحر .وانخراط تركيا في دعم موقف الجامعة العربية .وتطوير اليات التنسيق واعداد تصورات وملامح مستقبلية لمنطقة تنذر بتغيرات جذرية .مما لا يسمح به الموقف السلطة في نظام الحزب البعثي الذي يصر على انه في موقع قوة .ومحمي من اطراف التحالف التقليدية التي تحاول جاهدة للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية .وارسال رسائل مشفرة للادارة الامريكية ان روسيا ما تزال حاضرة في المشهد السياسي العالمي .ولا يمكن اغفال دور روسيا في منطقة تعرف حساسية مفرطة في التعاطي مع ملف سوريا وتبعاته
وتبدو دمشق مستمرة في نهجها الذي رسمته منذ البداية .وتنطلق من رؤية شمولية في تعاملها مع ما يجري على ارض الواقع دون ان تعطي فرصة للاحداث التي تنفجرفي المدن المشتعلة .وتتعامل معها من موقع نقط سوداء في خريطة الجسد السوري .ولابد من القصاص .ومسح اشكال التظاهر والاحتجاج على خريطة النظام الذي لا يعترف بما يجري في عقر مؤسسة البعث.ويتظاهر امام العالم ان الامر ينحصر في مجموعة من العصابات المسلحة التي تنمتمي الى جهات خارجية .تهدد استقرار البلاد .وادارة سلطة مهددة بالزوال في عصر تجاوز النظام الشمولي في تفضيل سيادة الحاكم على ارادة الشعب الذي لا يدخل في حساباته .ولا في معتقداته الرامية للحفاظ على هذا النظام ولو على حساب ارواح المواطنين .وبذلك تكون السلطة في البلاد تشتغل على بقاء النظام وزوال الشعب الذي لا يتوافق مع توجهات مؤسسة عريقة تحتاج الى مزيد من الدماء السورية قربانا لحمايتها من اطماع الخارج ودغدغات الداخل التي لا تعنيها في شيء..
وامام هذا المشهد الدرامي الذي تخطوه دمشق في تجاهلها لكل المبادرات التي تعتبرها تدخلا سافرا في قتل المدنيين .ولا يمكن لاحد ان يتدخل حول ما يجري في الساحة السورية .وكان المدنيين ليسوا بشرا ولا ينتمون الى المجموعة الانسانية ولا تعنيهم مقتضيات حقوق الانسان التي ترمي الى حمايته من التعذيب والقتل.وتوفير غطاء امني يحمي الشعب .وهذا واجب الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان التي تشعر بحرج كبير حيال ما يتعرض له المجتمع السوري كل يوم على يد النظام
وما هي الخطوة التالية التي ينتظرها الجميع لحل ازمة سوريا ...حيث لا تبدو في الافق بوادر انفراج .امام سياسة نظام عازم على اشعال فتيل حرب عالمية ثالثة .وجل المؤشرات تتجه في هذا المنحى الخطير .ولهذا يظل المجتمع الدولي عاجزا ومترددا في اتخاذ خطوات حاسمة .وركز مرحليا على المزيد من العقوبات الاقتصادية .عساها ان تثمر عن نتائج ملموسة .رغم عدم استجابة دمشق للاصوات المنادية بحل الازمة سلميا دون خسائر فادحة .واتمنى ان يتعقل نظام الاسد قليلا ويسال نفسه هذا السؤال_الى اين نحن ذاهبون ...!!!

CONVERSATION

0 comments: