جاء قرار الجامعة العربية متاخرا لكنه فاعلا.وافرز معطيات عديدة.ساهمت في تحريك القوى الدولية.ودول الجوار للتحمس واتخاذ خطوات حثيثة لمساندة خطوات الجامعة العربية.وفرض عقوبات واضحة على نظام الاسد الذي تمادى في خياره العسكري والامني الى ابعد الحدود.ولم يثني من عزيمته في مواصلة مسلسل القتل في حق المدنيين العزل.
قرار الجامعة رحبت به اكثر من دولة عربية واجنبية.ويصب في الاساس توفير حماية دولية للشعب السوري .ولثورته السلمية التي بدات تاخذ معطى جديدا بعد تصاعد وتيرة العنف التي يمارسها النظام عقب قرار الجامعة في تعليق عضوية سوريا.وفرض عقوبات جديدة من خلال الاجتماع الوزاري الذي سينعقد يومه الاربعاء في الرباط.ومن خلال تداعيات الازمة في سوريا.واصرار دمشق في نهج سلوكها الواضح والفاضح في محاربة الشعب بكل الوسائل الممكنة.فان لهجة وخطاب النظام الرسمي تمادى في ترسيخ ازدواجية الخطاب الاعلامي الذي يقول ما يتناقض على ارض الواقع.وهو بذلك يدخل في نفق مسدود لايمكن ان يبشر بالخير مادام النظام في واد والقرارات العربية والدولية في واد اخر...
ومع تصاعد وثيرة القتل.والحملة العنيفة التي يمارسها النظام في حق الشعب.وتوسيع دائرة الازمة خارج حدود سوريا من المؤشرات التي تفرز منعطفا خطيرا في سياسة حزب البعث الذي لم يعد يستصغ فكرة اسقاطه.وهو يفتخر بقدرته القوية في دحر اي تدخل كيف ما كان نوعه.واهدافه .ومع الخطوة المسبوقة في تاريخ الجامعة العربية.وقرارها المعلن الذي اعطى بعدا عربيا ودوليا.وتعزيز مكانة المجلس الوطني الذي بدا يخطو بخطوات ثابتة نحو تعزيز لائحة الاعترافات به.كممثل شرعي للشعب السوري ضد نظام مستعد لخوض كافة الملابسات القادمة.وهو لم يعد يخسر شيئا سوى التمسك بنظام ايل للسقوط بعد موجة التوافق الدولي.وتضييق على ممارسة النظام التي تتناقض مع ما تصرح به في وسائلها الاعلامية الداخلية والخارجية.وتوافق ذلك اخيرا في استقبال اللجنة العربية لتقصى الحقائق.والوقوف على حقيقة ما يجري داخل سوريا.وهذا امر بدىمضحكا في تناول قضايا السياسة العربية التي تكبل بمكياليين في مواجهة مؤسسات نظام ما يزال يؤمن بالدور البعثي والقيادي في منطقة تعرف تحولات عميقة في المشهد السياسي العربي.وتفرض على الجميع الايمان باحقية الشعوب في تقرير مصيرها.واحترام ارادته الشعبية في التغيير.وهي امور باتت ملموسة في الواقع العربي الذي دخل في مرحلة الاصلاحات السياسية في اسقاط رموز الاستبداد.والدخول في منعطف سياسي يؤمن باحقية المواطن العربي في صناعة القرار السياسي الذي حرم منه اكثر من نصف قرن.وماتزال المؤشرات السياسية تظهر بجلاء التحولات الكبرى التي تؤرخ لمرحلة جديدة في افق التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتقافية على منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
الثورة السورية دخلت مرحلة جديدة من الصداع في مواجهة الة الحرب التي يتبعها النظام اكثر من ثمانية اشهر .وهذا ما كان تطمح اليه دمشق من تسليح الثورة.وتاكيد المقولة الداعية الى المسلمات الاعلامية والتي اعتمد عليها النظام منذ البداية في وجود عصابات ارهابية.لكن الواقع الميداني يفرز معطيات مغايرة لما تقدمه وسائل الاعلام المحلية التي ساهمت بدورها السياسي في دعم موقف النظام .وتضليل الاغلبية الصامتة التي تحدثنا عنها في مقال سابق.ودخول الثورة في مازق التسليح.وهي بذلك تحاول ان تدافع عن نفسها .وعن الشعب من بطش نظام يصعد كل يوم من وثيرة الحرب.وارسال تعزيزات عسكرية للمناطق الساخنة التي تعرف مقاومة شديدة.وتوسيع نطاق هذا الحرب لتمس مناطق اخرى خارج الحدود.وهذا ما تدفع به دمشق في تحريك تداعيات هذا الصراع ليشمل دول الجوار مثل تركيا والسعودية والاردن .وتدخل القوى الاجنبية في النزاع القائم.ومحاولة الحفاظ على امن اسرائيل .وموقعها الاستراتيجي في منطقة تنذر بوقوع هزات عنيفة لايمكن التوقع بنتائجها الكارثة على الامة العربية والاسلامية .وتفاقم الاوضاع السياسية التي تقف على سطح صفيحة واقع ساخن يدفع باتجاه تحولات كبرى ستعرفها المنطقة العربية بكل تناقضاتها الصارخة.والعجز السياسي في احتواء تاريخ مفعم بخلافات حادة على جميع الاصعدة
وقد ساهم النظام في تقوية المعارضة في الخارج التي يكرسها المجلس الوطني.وبداية الاعتراف به من خلال العديد من الدول وقد بدات بلببيا.وها هي اليوم تركيا تعترفه.وتعتبر مؤشر ايجابي في فتح المجال امام دول عربية.واجنبية.وانشقاقات واسعة في الجيش العربي الذي يتقوى كل يوم بعد تزايد عدد النشقاقات في صفوف الجيش الحر مما يفتح المجال امام سيناتوهات مختلفة حول ما تذهب اليه الاحداث.
وتطالب الثورة بتوفير حماية دولية.وخظر جوي.و منطقة عازلة لحماية المدنيين.وتقويض من تحرك الجيش النظامي ضد اخوانه في الصف الذين اختاروا الانحياز الى ارادة الشعب لتغيير النظام .وتحقيق اهداف الثورة التي بدات سلمية .ولايمكن ان تظل كذلك بسبب وتيرةالتصعيد التي ينهجها النظام ضد كل من يقف ضد دمشق.واسالبها التدميرية في سبيل بقاء مؤسسة فقدت الشرعية الداخلية والخارجية
وعلى الدول التي ما تزال تساند الحكومة في قتل المدنيين عليها اعادة النظر في مواقفها.والرضوخ الى الارادة الدولية لحماية شعب من الابادة الجماعية.وهذا لا تقبله جل الديمقراطيات التي تدعي احترام حقوق الانسان .والامر يتعلق بروسيا والصين ولبنان.وايران والعراق وبعض الدول الاخرى في امريكا اللاتنية التي تدافع عن سيادة الانظمة وحكامها ولا تهمها الشعوب المقهورة المغلوبة على امرها .
ان الخط التصاعدي الذي تنهجه دمشق في سياستها التمثيلية .وحجب ماساة الشعب عن المراقبين الدوليين .والاعلام والمنظمات الانسانية .يتجه الامر الى تفاقم الاوضاع الانسانية .وصراخ الشارع السوري الذي يستغيث .ويطلب الحماية .وتوفير غطاء امني من همجات النظام واجهزته القمعية التي برعت حتى الان في احداث المفارقة .وتجاوزت سقف الاعتداءات في حق الاطفال والنساء والشيوخ .ومحاربة وقتل كل من يتحرك في النهار والليل .ومعاقبة كل من يطالب بلاصلاح واسقاط النظام ليس بالضرب والاعتقال .بل اصبح الامر غير قابل للمزيد من القتل .والمدفعية الثقيلة التي تقذف حمولتها على المنازل وسقوطها على اصحابها .واصبحت بعض المناطق منكوبة تستنجد المجتمع الدولي للتدخل في حماية الشعب .واللوم يؤخذ اولا على الحكومات العربية التي ظلت صامتة لفترة لا تحرك ساكنا .وما تزال تندد وترفض هذه الماساة دون ان تاخذ تدابير استعجالية وحاسمة في ارسال قوات حفظ السلام من دول الخليج .وباقي الدول العربية .وطرد السفراء من العواصم العربية .وتضييق الخناق على حزب البعث الذي يبعث بارواح المواطنيين ليظل قائما رغم الدماء التي سالت .والشهداء الذين سقطوا في ثورة الكرامة التي بدات الاصوات تتضح تباعا لنصرة هذا الشعب الذي يعاني الويلات من سلطته التي تحول الى عدو في زحمة الاحداث المتتالية
ولحقت مطاردات النظام لكل معارض لهاخارج الحدود الجغرافية .وبدات حملة واسعة في لبنان وتركيا وعبر الحدود .والعبث بالسيادة اللبنانية في ملاحقة شخصيات تتعارض مع سياسة النظام .واختطاف البعض منهم .واخرون يعتبرون في عداد المفقودين .وهذه سمة المخابرات السورية التي تمتد يدها الى بلدان الجوار والى اي مكان توجد به معارضة للنظام.وهذا يضفي طابع المساندة السياسية للنظام بان يصول ويجول في تراب دولة ذات سيادة وكرامة .والركون الى المواقف التي اتخذها النظام في حق هذه الدولة التي لا تنكر الجميل ولو جاء على حساب الشعب السوري
ان السياسة كخطاب تداولي لا تعترف بسلوك الشعب تجاه الانظمة الاسبدادية .ولكنها تؤمن بخياراتها السياسية كيف ما كانت نتائجها التي تنشد شعار الارض المحروقة.والتعاطي مع مقولة علي وعلى اعدائي
0 comments:
إرسال تعليق