أقباط المهجر.. و"أقباط الداخل"/ مجدى نجيب وهبة


** عقب كل عملية إرهابية يتعرض لها الأقباط فى مصر .. تندلع أصوات الأقباط بالخارج ، والبعض بالداخل تطالب بتدويل القضية القبطية .. وزادت حدة هذه الصيحات من أقباط ومنظمات المهجر عقب مذبحة ماسبيرو الأخيرة ، فالإتهام خطير وهو تورط الجيش المصرى فى الجريمة ..

** أما عن حجية إحالة الملف فإنه وفقا لمبادئ حقوق الإنسان الصادر فى ديسمبر 1948 ، والإتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية عام 1966 ، ووفقا للمادتين 55 ، 65 اللاتين تعهدت بموجبها الدول الأعضاء الموقعة على الميثاق ومن بينها مصر ، بالعمل على إحترام حقوق الإنسان ، وقد صدقت مصر على هذه الإتفاقات الدولية فى 14 يناير 1982 ، وبالقطع هذه هى مطالب مشروعة وعادلة للقصاص من الجناة والإرهابيين ، ولكن المطالب شئ ومشروعية تنفيذها شئ أخر مختلف تماما ..

** فى مصر الأن "فوضى هدامة" ، وهى المرحلة التى تأتى بعد "الفوضى الخلاقة" التى سيستغلها دعاة الفتنة الطائفية لتبرير الهجوم ضد الأقباط وإتهامهم بالإستقواء بالخارج .. هذا من جانب ، أما الجانب الأخطر فهو لمن تقدمون طلبات تدويل القضية ، هل من المعقول أن نقدم المجنى عليه للجلاد وليحكم على نفسه ؟!!! ، والجميع يعلم جيدا أن "أمريكا" هى الموجهة لسياسات وقرارات هذه المنظمة الدولية ، وهذه هى النقطة الفاصلة بين أقباط أمريكا وأقباط مصر ، ألا يعنى هذا الصمت موافقة أقباط أمريكا على ما يفعله أوباما وكلينتون ضد مصر ، وما يصرح به أوباما وكلينتون بالترحيب بوصول الإخوان إلى الحكم هو تأكيد ما نقوله بموافقة كل أقباط أمريكا على ذلك ..

** للأسف لم يخرج من أقباط أمريكا قبطى واحد أو منظمة واحدة تلمح أو تندد بالسياسة الأمريكية ، رغم مقالاتنا العديدة ورسائلنا التى أرسلناها أكثر من مرة .. إلا رئيس الهيئة القبطية الأمريكية "د. منير داوود" فقط ، الذى خرج علينا ببيان أكثر من رائع يدين فيه "أوباما" و"وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون" التى وصفها بالحرباء والمتلونة .. وإنها هى وأوباما سبب كل المصائب التى حدثت لأقباط مصر ، ولا يسعنا إلا تقديم كل التحية لهذا البطل المصرى الذى شعر بما نحن فيه فى مصر .. ورغم هذا الدور الرائع لهذا القبطى الشريف إلا أنه خرج علينا للأسف بعض الأصوات النشاذ وهى تتلون كالأفاعى والحيات ، بل هم مجموعة عاهرة ليست لها طعم ولا لون ولا رائحة ولكن رائحتهم نفاذة كالنفايات العفنة .. إنطلقت بعض الأقلام العفنة وهى تهاجم د. منير داوود ، وهو يضع أصابعه على مصدر المشكلة والمحرض على كل هذه الفوضى والتى نصرخ بها منذ يناير الماضى ..

** إذن فنحن نتفق أن ما يطالب به أقباط المهجر سواء كانوا صادقين أو مضللين فى ظل الإدارة الأمريكية الحالية هو شئ من العبث والتهريج والمتاجرة بألام أقباط مصر !! .. بل ونعيد ونؤكد أن الأمم المتحدة تكيل بعدة مكاييل حسب مصلحة أمريكا ..

** لقد أعجبتنى عبارة رددها "د. منير داوود" وهو يقول "لقد إنتهى عصر المؤتمرات والندوات الفندقية ، بل سنخرج إلى الشوارع لفضح السياسة الأمريكية أمام العالم" .. نعم .. تحية لهذا المناضل والمصرى الأصيل ، وهو يصف "كلينتون" بالحرباء والمتحولة ، هذا موقف يجب أن أسجله نيابة عن نفسى وعن موقع "صوت الأقباط المصريين" ، وعن كل الذين يتفقون مع مبادئنا وأفكارنا .. أما دعاة الموالد والكباريهات وجمع النقوط ، فنقول لهم يمكن أن توفروا نقوطكم وأصواتكم للعاهرات والمومسات ومقدمات "السيربيتيز" ..

** نعم نقول للداعين لتدويل القضية فى ظل هذه الإدارة الأمريكية التى يقودها "أوباما" و"كلينتون" ، وفى ظل سيطرة اللولبى الصهيونى على الإدارة الأمريكية ، أن أمريكا ستجعل من تدويل قضية الأقباط ورقة فى يدها تستخدمها لخدمة أهدافها وأغراضها حين تريد الضغط على مصر ، وسيتم ذلك على خطوتين ..

الأولى .. ألا تتخذ الأمم المتحدة أى إجراء وتضع الشكوى فى الأدراج لحين إستخدامها فى المستقبل . الثانية .. إتخاذ قرار نتيجة الإلحاح كتحصيل حاصل وهو إرسال بعثات "تقصى الحقائق" التى ستضلل وتخدم المطامع الأمريكية .
** نعود للخطوة الأولى ، وهو ما يعنى التدخل السافر فى شئون مصر ، وهو ما حدث بالفعل بصورة حقيرة رفضها كل المصريين ما عدا الإسلاميين والإرهابيين والحركات الإرهابية والمتأمرين أى التابعين لـ "بابا أوباما" .. و "ماما كلينتون" ..

** ولو إفترضنا أن أمريكا أرادت أن تحسن صورتها فى الأيام الأخيرة لولاية هذا الإرهابى المدعو "أوباما" ، وإستخدمت وسائلها للضغط على المجلس العسكرى أو الحكومة الهشة المؤقتة ، فهذا سيكون خطير جدا .. يستغلها جماعة الإخوان والإرهابيين لتوجيه الإتهامات للمجلس العسكرى بالخضوع لأمريكا ، مما يضعف دور المجلس فى ضبط أمن البلاد ، وهو ما يجعل سطو الإخوان على مقاليد الحكم فى مصر أسهل من إنتخاب مجالس إدارة العقارات ..

** فى الوقت الذى تم إغلاق ملف أكبر لغز حدث فى مصر منذ 25 يناير حتى الأن ، وهو من الذى أحرق ملفات الإرهابيين وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر ، ودور الإعلام الخطير فى تلك الظروف ، وهم يبثون على الهواء مباشرة عملية إقتحام مكاتب أمن الدولة وإحراقها وسط تهليل العاملين بالأستوديوهات والإعلام والقنوات المصرية .. هذا بجانب ما قدمته جريدة "المصرى اليوم" ، و"الأخبار" ، وكافة الصحف من فتاوى لإشعال مزيد من الحرائق ، رغم أن الملفات جميعها كانت تخص الإرهابيين ، إلا أنه إنتشرت المقالات بأن الضباط هم الذين يحرقون ملفات أمن الدولة التى تدينهم هم وتدين النظام السابق .. وصدق بسطاء الشعب هذه الأكاذيب وظلوا يصفقون لجماعة حماس وهى تقتحم مبنى أمن الدولة فى حراسة الشرطة العسكرية ، ولم تعترضهم ، ولم تحرك ساكنا ، ولم تقبض على أحد .. مهما كانت المزاعم التى روجوا لها ..

** أعقب ذلك مرحلة أشد خطورة من سابقتها وهى من أعطى الضوء الأخضر لعودة كل الإرهابيين إلى أرض مصر بعد إسقاط الأحكام الجنائية عليهم ، والتى كانت تتراوح بين الإعدام والمؤبد ، وعادوا من الأبواب الرسمية وقوبلوا فى المطارات المصرية بالورود والترحاب .. ولم يكن أمام جميع العائدين إلآ ترديد إسطوانة مشروخة وهى هروبهم من النظام السابق ، وعادوا بعد ثورة 25 يناير ، وبلغ عدد هؤلاء المجرمين والإرهابيين أكثر من 3 ألاف إرهابى عادوا من الخارج ، من جبال أفغانستان ..

** وهناك واقعة أخرى وهى إغلاق الملف على تهريب السجناء السياسيين من قبل عناصر من تنظيم حماس وحزب الله ، بعد أن رأينا أكبر العناصر الإجرامية وهى تصل إلى غزة والجنوب اللبنانى فى خلال بضعة ساعات من إندلاع العنف وحرق الأقسام وفتح أبواب السجون .. فأين هذا الملف ومن هم وراءه وكيف دخلت هذه العناصر الإرهابية للأراضى المصرية ومعهم كل هذه الأسلحة .. هل هذا الملف بعيدا عن الإدارة الأمريكية ولمن دفعت الأموال والرشاوى لعمل هذا السيناريو الرهيب .. ولمصلحة من عودة هؤلاء جميعا إلى أرض مصر .. ثم نعود ونتباكى أن تنظيم القاعدة فى سيناء ..

** أقول لكل هؤلاء السكارى أن تنظيم القاعدة متواجد فى التحرير وفى كل نجوع وقرى وصعيد مصر من الأسكندرية إلى أسوان بل وفى كل شوارع القاهرة .. ومع ذلك ومع هذه المؤامرات التى تديرها أمريكا لم يخرج من هذه الدولة العاهرة إلا منظمة واحدة ورجل واحد قال الحقيقة فى قناة "الحقيقة" التى ظللنا نصرخ بها منذ 28 يناير 2011 ..

** إذن فما هو الحل .. بعيدا عن الخونة والمأجورين والكلاب الذين يدافعون عن "أوباما" و "كلينتون" ، ويدعون أنهم يطالبون بتدويل القضية وتسليم الملف "لأوباما" ..

** نقول لكل هؤلاء .. أعتقد أن الحل بدأ به د . "منير داوود" ، وعلى الجميع التكاتف معه وتأييده والوقوف بجانبه والخروج فى المظاهرة التى دعى إليها الخميس 10/11/2011 ، فهو أول الخيط الذى سيمسك بالمؤامرة الرهيبة التى أرادوها لهدم مصر ، ومن ثم تقديم أوباما وكلينتون للمحاكمة كمجرمى حرب حتى لا يعتقدوا أن الجميع أغبياء ويصدقون هذه الديمقراطية التى أطلقوها على الدول العربية وأطلقوا عليها "الربيع العربى" .. إن الإسم الجدير بها هو "الخراب العربى" ، أما المتنطعين الذين يقولون أن الربيع قد سرق أو أن الثورة المصرية قد سرقت .. نقول لكم كفاكم كذب ونصب أيها السفهاء ، فلم يكن هناك أساسا لا ربيع سرق ولا ثورة سرقت بل خطط لكل شئ منذ حملة المدعو "وائل غنيم" على صفحته المسماة "كلنا خالد سعيد" حتى إلى ما وصلت إليه مصر الأن من نجاح للفوضى والهدم .. كما نرجو ألا ننسى "الحل السماوى والإنتقام الإلهى العظيم" من كل هؤلاء الخونة .. وعلينا أن نثق فى قديس العصر "البابا كيرلس" وهو يردد دائما كلمته الطاهرة "كن مطمئنا جدا جدا ولا تفكر فى الأمر كثيرا بل دع الأمر لمن بيده الأمر" ..

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: